33 مليار درهم للخمس سنوات المقبلة وقريبا قطار على رأس كل 15 دقيقة بين الرباط والبيضاء أنهى المكتب الوطني للسكك الحديدية مخططه للفترة السابقة بتطور إيجابي، انعكس ذلك سواء على مستوى البنيات الأساسية أو على مؤشرات التطور، بالرغم من أن النتائج العامة للمكتب خلال السنة الماضية سجلت تراجعا نسبيا مقارنة مع السنة التي سبقتها. وقال وزير التجهيز والنقل، كريم غلاب، خلال لقاء إعلامي مشترك مع المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدة، ربيع الخليع، عقداه زوال أمس عقب انتهاء أشغال المجلس الإداري للمؤسسة، إن النقل السككي، بناء على ما تم تحقيقه من نتائج خلال فترة المخطط الممتدة ما بين 2004 و2009، أضحى فاعلا أساسيا في قطاع النقل بالمغرب، ومحورا أساسيا في التنمية. يأتي ذلك بتزامن مع دخول نموذجين جديدين من منتوج المكتب حيز الاستغلال قبل يومين. وأكد كريم غلاب أن المخطط الخماسي المقبل، الذي يمتد على مدى 2010 إلى 2015 خصص له غلاف مالي يصل إلى حوالي 33 مليار درهم، مقابل 18 مليار فقط للمخطط المنتهي. تتوزع إلى 20 مليار درهم مخصصة للقطار فائق السرعة (التي- جي – في)، و13 مليار ستخصص لصيانة ودعم الشبكة الحالية. وأعلن ربيع الخليع أن المكتب سيعزز حركة القطارات بين الرباط والدارالبيضاء، في أفق شتنبر أو أكتوبر من هذه السنة من خلال توفير قطارات على رأس كل 15 دقيقة خلال أوقات الذروة، ومحاولة ملاءمة توقيت بعض القطارات الأخرى في الأوقات التي تعرف انخفاض حركة المسافرين. ووصف المدير العام حصيلة الخمس سنوات الأخيرة من مخطط المكتب بالإيجابية، حيث بلغت نسبة إنجاز كل المشاريع المبرمجة، 100 في المائة، بالبدء في العمل على الخط الرابط بين طنجة والدارالبيضاء، من خلال إنجاز مختصر السكة بين سيدي يحيى الغرب ومشرع بلقصيري، على طول 45 كلم. هذا المشروع، الذي سيمكن القطارات من تفادي المرور على محطة سيدي قاسم، وبالتالي تقليص مدة السفر بساعة كاملة في اتجاه الرباط والدارالبيضاء، تضمن أيضا تجديد حوالي 70 كلم من السكة الحديدية بين طنجة ومشرع بلقصيري، مما سيؤدي إلى رفع سرعة القطارات، كما يتضمن أيضا كهربة 350 كلم من الخطوط بين طنجة وسيدي قاسم، والمختصر الجديد بين سيدي يحيى وبلقصيري. وأكد ربيع الخليع أن حصيلة المكتب الوطني للسكك الحديدية حققت نموا بنسبة 40 في المائة خلال مدة المخطط، كان نصيب نشاط نقل المسافرين حوالي 7 في المائة، بالمقابل ارتفع عدد المسافرين عبر القطارات للسنة الخامسة على التوالي من 21 إلى 30 مليون مسافر في الفترة ما بين 2005 إلى 2009. وعزا هذا التطور في أعداد المسافرين إلى ارتفاع عدد القطارات الذي لم يكن يتجاوز 110 قطارا سنة 2005 وبات الآن يصل إلى 228 قطارا. وأيضا التحسن المستمر للعروض المقدمة للمسافرين، من خلال إنجاز مشاريع استثمارية مهمة. وفي نفس السياق سجل نشاط نقل البضائع تطورا نسبيا، رغم ظروف الأزمة الاقتصادية العالمية، حيث وصل مجموع البضائع التي نقلها المكتب الوطني للسكك الحديدية ما لا يقل عن 32 مليون طن، بنسبة ارتفاع وصلت إلى 3 في المائة. غير أن نشاط نقل البضائع تأثر كثيرا، حسب حصيلة المكتب الوطني للسكك الحديدية، نتيجة انخفاض نقل الفوسفاط بسبب ظروف الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية. وتراجع بشكل مضطرد معدل نقل الفوسفاط منذ أكتوبر 2008، أعقبه توقف تام لمركبي الجرف الأصفر وآسفي نتيجة إكراهات السوق العالمية. ولم تتجاوز كمية المنقولات من الفوسفاط سنة 2009، 18.2 مليون طن بتراجع بلغت نسبته 23 في المائة، مقارنة مع سنة 2008. ويذكر أن آخر إنجازات المكتب الوطني للسكك الحديدية، في إطار المخطط الخماسي، يتمثل في افتتاح محطة الرباطالمدينة، التي دامت بها أشغال الإصلاح وإعادة التهيئة حوالي 30 شهرا، وخصص لها غلاف مالي يصل إلى 40 مليون درهم.