تشكيل خلية استعجالية بعد منع باخرتي» بلادي» و»مراكش» شكلت الوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالمغاربة المقيمين في الخارج، خلية استعجالية، على خلفية منع باخرة «بلادي» التابعة لشركة كوماريت، من الإبحار، وترك مئات المغاربة عالقين في الميناء بفرنسا. وكشفت الوزارة أن جميع المغاربة، الذين كانوا على متن الباخرة، غادروا في اتجاه المغرب، بفضل تنسيق بين القنصلية المغربية بفرنسا والوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين في الخارج ووزارتي الشؤون الخارجية والتعاون والتجهيز والنقل. وأكد عبد اللطيف معزوز، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالمغاربة المقيمين في الخارج أنه «تم استرجاع تذاكر السفر للركاب، وأن بعضهم تمكنوا من السفر على متن بواخر أخرى»، وذلك «بمساعدة السلطات الفرنسية والمجتمع المدني المغربي المتواجد بفرنسا». وأشار في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء إلى أن الوزارة شكلت خلية استعجالية لتفادي الوقوع في هذا النوع من المشاكل، وأخطرت القنصلية التي قامت بدورها بإخبار شركات الأسفار بالمشكل، في انتظار إيجاد حل بين الشركة ومموليها. وذكر بأن الشركة المغربية الخاصة «كوماريت» التي تملك باخرة «بلادي» «ترتبت عليها ديون لفائدة مموليها الإسبان بلغت حوالي ثلاثة ملايين أورو»، مضيفا أن «الشركة دفعت ثلث مبلغ الدين قبل أن يتم تطبيق قرار الحجز التحفظي». وكانت الرحلة البحرية التي كان من المنتظر أن تنطلق مساء يوم السبت 7 يناير الجاري من ميناء طنجة المتوسط نحو ميناء «سيت» بجنوبفرنسا قد ألغيت بسبب الحجز التحفظي الذي طال باخرة «بلادي» المملوكة لشركة «كوماريت» لصاحبها عبد العالي عبد المولى منذ يوم الخميس الماضي. وحسب المعطيات الرسمية، كان من المنتظر أن تقل الباخرة، أزيد من 675 راكبا والعشرات من العربات انطلاقا من ميناء طنجة المتوسط نحو «سيت» في رحلة تستغرق حوالي 24 ساعة. وأفادت السلطات المحلية أن شركة «كوماريت» منحت تذاكر سفر مجانية للركاب العالقين بالميناء الراغبين في تحويل وجهة السفر نحو ميناء الجزيرة الخضراء (جنوبإسبانيا)، مبرزا أن أزيد من 60 شخصا غادروا على متن البواخر التابعة للشركة نحو إسبانيا حتى بداية مساء السبت 7 يناير الجاري. وشرعت وكالات شركة «كوماريت» منذ الجمعة الماضية في إجراء اتصالات هاتفية للركاب لإبلاغهم بإلغاء الرحلة لاتخاذ الاحتياطات اللازمة عبر تأجيل موعد السفر أو تغيير الوجهة نحو الموانئ التي تؤمنها بواخر الشركة واسترداد ثمن التذاكر للمسافرين الراغبين في ذلك. وكانت السلطات الفرنسية قد قامت بالحجز التحفظي على باخرتي «بلادي» و»مراكش» التابعتين لشركتي «كوماريت» و»كوماناف» التي تديرها أيضا عائلة عبد المولى بقرار قضائي على خلفية ديون غير مسددة ومنعهما من الإبحار مما ترك مئات المسافرين عالقين بالميناء وأكدت القنصلية العامة للمغرب بمونبولييه أن المسافرين استفادوا من تدابير «هامة» للتكفل، حيث تعبأت المصالح القنصلية المغربية، بتعاون مع السلطات المحلية، لتقديم المساعدة الضرورية للمعنيين الذين تم إيواء جلهم في فنادق قريبة من الميناء، بينما تمت تهيئة أسرة داخل المحطة البحرية لمن رغب في البقاء بعين المكان (ثلاثون شخصا). أما بالنسبة للباخرة الثانية «مراكش»، التي منعت هي الأخرى، من الإبحار نحو طنجة، فإن 20 تذكرة فقط كانت قد بيعت وتم الاتصال بالمسافرين المعنيين من أجل إشعارهم بإلغاء الرحلة، حسب نفس المصدر.