أكد الرئيس السوداني عمر البشير قدرة بلاده على رد أي عدوان من دولة جنوب السودان، التي اتهمها ب»إيواء ومساعدة الحركات المتمردة في إقليم دارفور» وطالبها بتجريد الجماعات المتمردة المتواجدة على أرضها من السلاح. وقال البشير في كلمة أمام ممثلين للهيئة التشريعية القومية أمس «إن السودان يحاول إقناع الجنوبيين بأن السلام بيننا وبينهم شيء أساسي جدا بل كلنا بحاجة إليه»، مضيفا أن السودان «سيتعامل معهم بمسؤولية وضبط نفس، لكننا جاهزون لرد أي عدوان يأتي منهم». واتهم البشير حكومة الجنوب بعدم الجدية في التوصل إلى حل لقضية النفط بين البلدين، مشيرا إلى أن الخرطوم اتخذت قرارا أحاديا من جانبها بأخذ رسوم عبور النفط الخام شهريا إلى حين التوصل لاتفاق. وقال إن الميزانية الجديدة للسودان أجازت رسوم عبور ومرور نفط الجنوب عبر السودان، لكنه أشار إلى أن طريقة وفد جوبا في المفاوضات ومواقفهم من المقترحات توضح أنهم غير جادين في التوصل إلى اتفاق، مشيرا إلى أن السودان أخطر الجنوب بالرقم الذي حدده، «لأنها حقوقنا وسنستمر في أخذها كاملة إلى أن نصل لاتفاق». وأكد أن تهديد جوبا بوقف ضخ البترول سيلحق خسائر بالسودان إذا ما نفذته لأن منشآته ستتوقف عن العمل، لكنه اعتبر أن الخاسر الأكبر هي الشركات العاملة والجنوب نفسه لأن ليس له موارد غير البترول. وفي سياق آخر أغلق البشير الباب أمام أي تفاوض بين حكومته ومتمردي الحركة الشعبية قطاع الشمال بشأن ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، مؤكدا عدم السماح «بأن تكون هناك نيفاشا جديدة لأننا ملتزمون باتفاق السلام الشامل». واتهم جهات لم يسمها بتصوير الصراع في جنوب كردفان والنيل الأزرق بما حدث في دارفور، مشيرا إلي أن القوات المسلحة والأجهزة النظامية الأخرى أحبطت تلك المخططات. وقال إن الأوضاع في دارفور مستقرة وإن ما تبقى ممن أسماهم مرتزقة حركة العدل والمساواة وصلوا دولة الجنوب الآن بجانب مجموعة حركة تحرير السودان جناح مني أركو مناوي الموجودة هناك أصلا. وأكد أن العام الحالي سيشهد حسم قضية دارفور، مشيرا إلى أن القوات المسلحة والأمن والشرطة تستطيع أن تكمل مهمتها في كل اتجاهات السودان المختلفة