تصدرت الثقافة أحداث السنة بجهة الشاوية-ورديغة، وذلك تنظيم تظاهرات في مجالات الموسيقى والفنون التشكيلية والسينما، التي احتلت الواجهة، إضافة إلى تنظيم المعرض الجهوي للكتاب، والعديد من الندوات واللقاءات. وبالفعل، ساهمت الجمعيات الفاعلة في الموسيقى والفنون التشكيلية والفن السابع، إضافة إلى جامعة الحسن الأول والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين والمديرية الإقليمية للثقافة، بدعم من ولاية الجهة، في تنشيط المشهد الثقافي وجعل المدينة أكثر جاذبية وحيوية. ويأتي على رأس الأنشطة الثقافية التي ميزت هذه السنة بالجهة مهرجان «نبرات» للغناء، الذي نظم في ماي الماضي حول موضوع «الموسيقى، إبداع وتربية»، والذي اختتمت فعاليته بتنظيم أمسية فنية في القاعة الكبرى بكلية الحقوق، ألهبت مشاعر الشباب الذي غص به الفضاء. وتظهر خصوصية هذا المهرجان في الزيارة التي قامت بها اللجنة الفنية للعديد من المؤسسات التعليمية والجامعية والتكوين المهني، في إطار اكتشاف المواهب الموسيقية والغنائية التي تزخر بها هذه المؤسسات. كما شكل المهرجان الدولي للفنون التشكيلية، أيضا، العنوان الرئيسي للأنشطة بالجهة، والذي نظم في يوليوز الماضي بسطات من طرف جمعية «بصمات الشاوية- ورديغة» حول موضوع «ألوان بلادي»، وشاركت فيه العديد من الوجوه الفنية المغربية والأجنبية ذات الشهرة العالمية. وتميزت هذه التظاهرة بتنظيم معرض يضم أعمال الفنانة المشاركين (الصباغة، والنحت، والنقش على الزجاج)، وإطلاق ورشات لفائدة الشباب التي شكلت بالنسبة لهم «مناسبة مثالية» لتلمس الطريق في مجال الرسم على الورق، والنقش على الزجاج، والرسم بالحرير، وصباغة السبائك، وفن المخطوطات. وتمثلت أهم اللحظات القوية للمهرجان في اللقاء الذي جمع الفنانين والنقاد مع الجمهور حول موضوع «الفن والمواطنة» وتنظيم مائدة مستديرة تمحورت حول «الإبداع في زمن التغيرات الكبرى: الذاكرة، الحاضر والآفاق». وفي مجال الفن التشكيلي وفي نفس الفترة (يوليوز)، نظمت جمعية «تامسنا للفنون الجميلة» الملتقى الوطني للفنون التشكيلية «نوافد» تحت شعار «الفن التشكيلي والمواطنة»، وهو الملتقى الذي تميز ببرنامج حافل, على الخصوص، أمسيات فنية وقراءات شعرية وورشات فنية لفائدة الأطفال، مؤطرة من طرف الفنانة التشكيليين، علاوة على تنظيم موائد مستديرة حول الفنون... وفي مجال السينما، كانت جمعية «الفن السابع» على موعد مع «المهرجان الوطني لفيلم الهواة» في أبريل الماضي، بمشاركة العديد من الشباب المخرجين في مجال الأفلام القصيرة. ووفر هذا المهرجان، الوفي لرسالته البيداغوجية، لهواة السينما الشباب أربع ورشات تكوينية تمحورت حول تقنيات إنتاج أفلام الهواة (كتابة السيناريو، التصوير، التوضيب الرقمي، ومعالجة الصوت)، أطرها مهنيون تقاسموا خبراتهم مع هؤلاء الشباب لتمكينهم من تحسين جودة انتاجاتهم السمعية البصرية. كما تتضمن الأجندة السنوية لهذه الجمعية تنظيم الدورة السابعة ل»سينما المؤلف» التي أقيمت في الفترة ما بين 23 و25 دجنبر الجاري واحتفت بالمخرج الروسي اندريه تاركوفسكي. وقد تزامنت مع الذكرى ال 25 لرحيل هذا المبدع السينمائي. وعلى غرار السينما، كان للكتاب مكانه في المشهد الثقافي من خلال تنظيم المعرض الجهوي للكتاب في ماي الماضي بسطات تحت شعار «الكتاب قاطرة التنمية». وتميز المعرض، الذي نظمته المديرية الجهوية للثقافة بتعاون مع جامعة الحسن الأول والمجلس البلدي، بمشاركة عدد من دور النشر ومكتبات الجهة ومن مدن أخرى بالمملكة، وقد أقيمت أروقة هذا المعرض بالقصبة الاسماعيلية التاريخية، التي بناها السلطان العلوي مولاي اسماعيل في نهاية القرن ال17. ومن بين اللقاءات والمنتديات الثقافية التي نظمتها جامعة الحسن الأول, يذكر على الخصوص، ندوة «ذاكرة جهة الشاوية ورديغة: الهوية والتاريخ»، والتي توزعت محاورها بين «تاريخ الجهة المجالي والبشري» و»المقاومة بالجهة» و»التراث المادي»، ثم «التراث اللامادي بالجهة». ومن جهتها كانت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين في الموعد خلال الموسم الدراسي 2010-2011 من خلا ل مندوبياتها, التي سطرت مجموعة من البرامج الثقافية، منها، على سبيل المثال لا الحصر, الأمسية الأدبية التي نظمت في فبراير الماضي برحاب الأكاديمية. وجمعت الأمسية بين الكاتبة ربيعة ريحان وثلة من المفكرين والأساتذة والطلبة الذين ناقشوا خلال هذه الأمسية مجموعة من المواضيع منها «الكتابة النسائية» والصعوبات التي يتعين على الكاتبات في العالمين العربي والإسلامي تجاوزها، وصعوبات كسر بعض الطابوهات، والحكي كجنس أدبي الأقرب إلى التعبير. وكان التعبير والقراءة، أيضا، ضمن جدول أعمال مندوبية وزارة التربية الوطنية ببنسليمان، في أبريل الماضي، بمناسبة الاحتفال باليوم الجهوي للقراء، الذي تميز بمنح جوائز تحفيزية للتلاميذ. ويمكن القول أن مختلف هذه الأحداث الثقافية قد زادت من جاذبية وتوهج جهة الشاوية ورديغة.