نظمت جمعية الشعلة للتربية والثقافة بخريبكة مؤخرا ورشتين تحسيسيتين بهدف اطلاع تلاميذ وتلميذات ثانوية إعدادية المسيرة وابن ياسين حول أخطار ومزايا الانترنيت بالنسبة للأطفال. وتم التأكيد خلال هاتين الورشتين على مختلف السبل التي يمكن اعتمادها لتحصين الأطفال، وخاصة من هم في سن المراهقة، من الوقوع ضحية بعض الشبكات التي تستغل الإنترنيت كوسيلة سهلة وآمنة وبعيدة عن عيون الأسر، لنشر أفكار تشجع على العنف والانحراف الأخلاقي. كما تم التركيز على ضرورة التشبث بالهوية المغربية في خضم بعض الثقافات الدخيلة التي تتناقلها الشبكة العنكبوتية والتي قد تضرب أواصر العلاقات الاجتماعية والأسرية وتساهم في نشر السلوكيات العدوانية. وحذر المتدخلون أيضا من أخطار المواقع الإباحية على كافة مرتاديها، وخاصة الأطفال منهم، وذلك بالنظر لما تقدمه باستمرار وبسهولة من صور وفيديوهات لاستدراج المزيد من الزبائن نحو مجال لا تحكمه ضوابط أو قيود. ومن جهة أخرى تم التطرق إلى ما يمكن استخلاصه من شبكة الانترنت كاختراع عظيم يخول للبشرية إمكانية التواصل والاطلاع على مختلف الثقافات العريقة والسامية فضلا عن كونه مجالا خصبا للدارسة، والتجارة، والتعارف، وعقد الصفقات، وإبرام الاتفاقيات بمختلف أصقاع العالم. وخلصت أشغال هاتين الورشتين إلى ضرورة تضافر الجهود بين كافة المتدخلين في التنشئة الاجتماعية للطفل، من أسرة ومدرسة ومجتمع مدني وإعلام، وذلك بهدف توجيه وإعداد الأطفال للتعامل الجيد والأفضل مع عالم الانترنت من خلال إنشاء مواقع مفيدة كفيلة بإشباع رغباتهم وحاجاتهم بطريقة بناءة وتقيهم فرصة الوقوع ضحية جرائم إلكترونية قد يصعب مواجهة مخاطرها في المستقبل. وللإشارة فتنظيم هاتين الورشتين يندرج في إطار النسخة 18 لأيام الشعلة للطفل التي انطلقت ابتداء من شهر نونبر الماضي على مدى شهرين تحت شعار « الطفل وتكنولوجيا الاتصال».