دعت روسياالأممالمتحدة إلى التحقيق في سقوط ضحايا مدنيين في ليبيا جراء الحملة التي قادها حلف شمال الأطلسي، لكن المندوبة الدائمة للولايات المتحدة لدى الأممالمتحدة السفيرة سوزان رايس وصفت الأمر بأنه حيلة لصرف الانتباه عن قضايا أخرى. ونقلت إذاعة الأممالمتحدة عن مندوب روسيا الدائم لدى الأممالمتحدة السفير فيتالي تشوركين قوله انه أثار أمام مجلس الأمن مسألة الحاجة لأن تجري الأممالمتحدة تحقيقاً خاصاً تحت رعايتها حول الضحايا المدنيين الذين سقطوا في ليبيا جراء الحملة التي نفذها حلف شمال الأطلسي في البلاد. وأشار تشوركين إلى أن وفدا آخر تقدم بالطلب عينه، وقد أيدتهما في ذلك وفود أخرى في مجلس الأمن. ولكنه أشار إلى انه كانت هناك وجهات نظر أخرى، فقد قال بعض أعضاء المجلس أن هذه المسألة قد تمت تغطيتها بالفعل من قبل لجنة التحقيقات التابعة لمجلس حقوق الإنسان، كما أنها محل بحث في المحكمة الجنائية الدولية، ولكنها تتطلب من وجهة نظرنا تركيزا خاصاً، فهي ليست قضية قد تستغرق سنوات لبحثها مثل عمل المحكمة الجنائية الدولية، وهناك حاجة لأن يقدم فيها تقرير إلى مجلس الأمن، «خاصة أن زعماء الناتو جعلونا نعتقد أنه لن يكون هناك ضحايا مدنيون نتيجة لحملتهم». وأوضح السفير الروسي إن ثمة خلافا كبيرا بين أعضاء المجلس حول ما إذا كان القرار 1973 قد تم تطبيقه بشكل ملائم، إذ تجادل روسيا وأعضاء آخرون بأن الأمر لم يكن كذلك، بل ان حملة الناتو قد تجاوزت ما نص عليه القرار. لكن المندوبة الدائمة للولايات المتحدة لدى الأممالمتحدة السفيرة سوزان رايس قالت انها قد استمعت أثناء زيارتها الأخيرة لليبيا إلى مئات المواطنين الذين شكروا مجلس الأمن على الخطوات الاستثنائية التي اتخذها للحيلولة دون سقوط خسائر بشرية في ليبيا. وأضافت رايس أعقاب الجلسة التي عقدها مجلس الأمن حول ليبيا «ان مواطني بنغازي يعتقدون تماماً أن الإجراءات التي اتخذها مجلس الأمن في القرار 1973 قد أنقذت مدينتهم، والآن، من الواضح ان الولاياتالمتحدة وشركاءها في الناتو يأسفون لآية خسائر في أرواح المدنيين، ولكننا نعلم أيضاً أن تلك الخسائر يجري التحقيق فيها بالفعل، بما في ذلك من قبل لجنة التحقيق التابعة لمجلس حقوق الإنسان، ونحن نرحب بذلك». وأوضحت رايس ان الحكومة الليبية وغالبية أعضاء مجلس الأمن لم يعربوا عن أي اهتمام بإجراء أية تحقيقات إضافية. ووصفت رايس المطلب الروسي بالتحقيق في مقتل مدنيين بأنه «حيلة رخيصة لتحويل الانتباه عن قضايا أخرى، وللتعتيم على نجاح الناتو وشركائه ومجلس الأمن في حماية الشعب الليبي».