إن القتل هو أسهل وسيلة لحل كافة المشكلات، فهو نهاية وتصفية لكل الحسابات والمعادلات المعلقة، لأنه قاطع ونهائي. بحثت في كل زوايا الغرفة عن (سكين)، دون جدوى، أمر محير، وشيء جدير بأن يكون مفاجأة، كل هذه السنوات وأنا لا أملك (سكينا) نهائيا!، وكيف لم أفكر في ذلك من قبل؟ ليس مهما، إذن لا داعي لتلك الطريقة. هذا هو (وابور الجاز) وسكب ما فيه من كيروسين يكفي لتحويل هذا الجسد إلى شيء متفحم تماما، ثم إنه يلتهم كل ما حوله أيضا، فلا يبقي أثرا لشيء،.. نعم هكذا.. أفرغ كل الكيروسين على جسدي في هدوء، ولكن رائحته نفاذة، ليس مهما، لابد من إغراق الرأس، والأكتاف، وكل الملابس بالكامل، إذن كله تمام. تمام يا أفندم ضحكت من نفسي، إنه الببغاء الذي بداخلي، فما إن يسمع (كله تمام)، حتى ينطق ..(تمام يا أفندم).. ثم تتحول إلي (تمام سيادتك) و(تمام يا بيه) و(تمام يا باشا)... أين الكبريت.. يا لي من مهمل، نعم مهمل تماما، أين وضعت الكبريت، ها..هو..يا خبر إنه عود ثقاب واحد.. ليس مهما، فهو سيقوم بالمطلوب، أرجوك اشتعل.. أرجوك أشتعل، يا نهار إنه يرفض.. بل إن رأسه الصفراء طارت في الهواء، ماذا أفعل..؟. حتى الموت يرفضني لا أدري أين سمعت تلك العبارة، المهم ..لابد من حل سريع فرائحة الكيروسين هذه لا تحتمل، يا لي من غبي، هذا الحبل في يدي طوال الوقت، لماذا لم أفكر في ذلك، هذا كل ما أريده، هكذا في السقف بين ألواح الخشب، في المنتصف تمامأ، إن الظروف تساعدنى، هذا كرسي المتهالك.. وتلك دائرة على مقاس رقبتي، كله تمام.. تمام يا أفندم ضحكت، أجمل شيء أن تضحك في موقف كهذا، لحظات و ينتهي كل شيء. ارتطام وأصوات انهيار.. وجلبة شديدة -يا خبر-.. لقد انهار السقف بعدما ركلت الكرسي من أسفل قدمي، صاحب الغرفة سوف يجن، ألا يكفى أنني لم أدفع الإيجار له منذ ثلاثة شهور حتى أهدم له سقف الغرفة. لابد من الهروب من هنا إلى الشارع، على الأقل سوف أتغلب على رائحة الكيروسين هذه، يا لها من فكرة.. إذاً إلى البحر، نعم، وفيه سوف ينتهي كل شيء.. أضواء تلك السيارة قوية جداً.. - أنت ..أنت.. يا فندى - نعم..انا - نعم أنت.. إلى أين تذهب في هذه الساعة المتأخرة من الليل - أبدا.. أنا أنا - هل معك (بطاقة) - (بطاقة) أصل أنا - إذن اركب ..اركب - يا (خليل) ..ماذا يحدث عندك - لا..يا فندم.. هذا واحد اشتباه - طيب.. دعه يركب (البوكس) - حدث يا أفندم - إذا، هيا بنا، ويكفي ذلك اليوم، هيا تحرك لنعد إلى القسم - حاضر يا فندم، كله تمام سيادتك وجدت نفسي من داخل (البوكس) أصرخ: - تمام يا فندم