تتويج فريق المغرب الفاسي بلقب مسابقة كأس الاتحاد الإفريقي لأول مرة في تاريخه، جاء ليرد على المشككين في صحوة الكرة المغربية، والتي قيل بأنها ليست إلا «سحابة عابرة» ستمر مرور الكرام، بعد انتكاسة المنتخب المغربي الأول بدورة «إل جي» الودية وخسارة فريق الوداد البيضاوي أمام الترجي التونسي في نهائي عصبة أبطال إفريقيا. الرد الفاسي أبطل الشكوك وأزاح تلك الأوهام السخيفة عن عدم مقدرة الفرق المغربية على التألق القاري، إذ لم يكن من الممكن أن يغادر اللقب أرض الوطن في ظل مشاركة ثلاثة أندية مغربية في المسابقة، هي إلى جانب الماص الدفاع الحسني الجديدي، والفتح الرباطي الذي فقد تاج المسابقة لصالح ممثل العاصمة العلمية، وبالتالي فإن فوز الماص بلقب المسابقة هو ثمرة جهد ومثابرة من كافة أطياف الفريق إدارة ومدربا ولاعبين... التتويج لم يأت هكذا أو من فراغ.. فمسيرة الفريق في المسابقة توضح أن أشبال رشيد الطاوسي يستحقون ما وصلوا إليه من مجد قاري، وينتظر منهم أن يواصلوا مسلسل التألق في الاستحقاقات القادمة، ولا يجب أن ننسى أن إدارة الماص حصدت ثمار تضافر كافة مكونات الفريق رغم الإمكانيات المحدودة، فهي كما يعلم الجميع لم تسع وراء مدرب أجنبي كما هو الشأن لبعض أنديتنا، ولم تلهث وراء أفضل لاعبي البطولة الوطنية وتبذير ملايين سنتيمات مقابل جلب نجوم قد تلمع أو لا.. كل هذا لم يحصل .!!والنتيجة في النهاية لقب تاريخي سيخلد المجد الكروي الذي بلغه الممثل الأول للكرة بفاس. بإطار وطني كفء ولاعبين شباب وانتدابات مدروسة، نجح الفريق الفاسي في بناء فريق قوي -إن لم نقل أنه الأقوى على الساحة- فقد أصبح من عمالقة الكرة الوطنية. الماص فرض نفسه الفريق الأفضل والأمثل خلال منافسات كأس (الكاف). فريق خاض مشوار طويلا ولعب 18 مباراة في المسابقة الإفريقية بروح قتالية قل نظيرها واستبسال الأبطال، سجل خلالها 25 هدفا كأقوى خط هجوم في المسابقة، فكانت كأس (الكاف) خير مكافأة للفريق وللمدرب وللاعبين وللمغاربة الذين كانوا معنيين بدورهم بما ستؤول إليه المباراة النهائية، بعدما أصبح المغرب الفاسي -ومن الصدف الجميلة أن يحمل اسم الفريق دلالات معبرة- ممثلا للمغرب على مستوى القارة، ولم يخيب «النمور الصفر» الرجاء وحافظوا على الكأس في رفوف الخزينة المغربية. تتويج الماص لم يسعد إدارة النادي أو لاعبي الفريق أو حتى المدرب فقط. السعادة بفوز المغرب الفاسي بكأس (الكاف) رافقت الكل المغاربة الذين وقفوا صفا واحدا مع الفريق المغربي قبل كل شيء، وتناسوا أي خلافات محلية وتحلوا بروح رياضية عالية، ولا يجب نسيان أن الجماهير التونسية التي رافقت النادي الإفريقي لاقت معاملة حسنة من الجانب المغربي الذي حرص كعادته على راحتها، الأشقاء التوانسة. تصرفات دلت على ما يتمتع به المغاربة رغم حب بعضهم للشغب والتخريب، من وطنية وأخلاق تمنعهم من إيذاء الضيوف بأي شكل من الأشكال أو الرد على الإساءة بالمثل، فالمشجع المغربي أثبت بالملموس أن الروح الرياضية شعار الجمهور المغربي في التظاهرات القارية كما حدث في سهرة الأحد، ولا فرق بين رجاوي أو ودادي أو فاسي أو رباطي أو مسفيوي... فكلنا مغاربة ونسعى لإعلام العلم المغربي في المحافل الدولية. تتويج الماص لن يتوقف عند هذا الإنجاز حسب تصريحات صانع الملحمة الفاسية رشيد الطاوسي، فالفريق الفاسي يرنو بعين طموحة ومساع كبيرة للتتويج بثاني ألقابه في ظرف قياسي عندما يواجه في ديربي محلي النادي المكناسي مرشحا فوق العادة للتتويج بكأس العرش لموسم 2010-2011. آنذاك سيكون الماص قد وفق في تكرار إنجاز الموسم الماضي للفتح الرباطي الذي حصد لقبي كأس (الكاف) وكأس العرش في مدة تقارب الأسبوع. وعلى ما يبدو أن السيناريو سيتكرر مع «الفاسة» الذين ستكون أمامهم فرصة من الآن للتفكير في رسم معالم موسم استثنائي إذا ما تمكنوا من لعب دور طلائعي، ولما انتزاع لقب أول نسخة من البطولة الاحترافية.. فمن يدر؟ ربما تكون الحقبة القادمة للماص!!؟ هنيئا للمغرب الفاسي للقبه الأول في القارة السمراء.. هنيئا للطاوسي بهذا الإنجاز الذي يحسب للمدربين المغاربة.. هنيئا للزنيتي تألقه أمام النادي الإفريقي.. هنيئا للدحماني شرف حمل كأس (الكاف).. هنيئا للشطيبي لقبه الثاني في المسابقة.. هنيئا لتيغانا أغلى أهداف في مسيرته الكروية.. وهنيئا لكل المغاربة بهذا التتويج المغربي-الفاسي.