بشرى للجماهير المغربية خصوصا مشجعي المنتخب الوطني لكرة القدم، ذلك أن المفاوضات التي جمعت الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون المغربي مع مسؤولي قناة الجزيرة الرياضية، قد تكللت بنجاح إتفاق حول تمكين المغاربة من متابعة مباريات الفريق الوطني خلال نهائيات كأس أفريقيا للأمم 2012 والتي تحتضنها مناصفة الغابون وغينيا الاستوائية. وكانت عدة عراقيل قد شهدتها المفاوضات في مرحلة أولى، حيث إصطدمت بمصالح ورغبات كل طرف، خاصة في ظل العرض المالي الكبير الذي طلبته إدارة الجزيرة الرياضية، وعدم تمكين الجزيرة الرياضية من حقوق نقل التصفيات الأفريقية المؤهلة للألعاب الأولمبية لندن 2012، والتي تجرى في المغرب مقابل تسهيلات لنقل مباريات نهائيات كأس أفريقيا، وإصرار مسؤولي قناة الجزيرة على بيع كل المباريات بالجملة دون إستثناء وعدم الإقتصار على مباريات تخص المنتخب المغربي فقط. وتوصل الطرفان في الأخير بعد نجاح المفاوضات على شراء الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون المغربية لحقوق نقل عشر مباريات، ثلاثة للمنتخب المغربي في الدور الأول أمام منتخبات تونس والغابون والنيجر، فضلا عن مباريات تونس والغابون والنيجر في ما بينها، على أن يتم إختيار مباراة عن دور الربع، ثم مبارتي الترتيب والنهائي، ولم يكشف ذات المصدر عن القيمة المالية للصفقة، علما أن القنوات الوطنية الأرضية هي من ستتولى نقل المباريات. وكانت الجماهير المغربية قد واجهت خطر الحرمان من مشاهدة مباريات الفريق الوطني في نهائيات كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم، بعدما رفضت القناة القطرية بيع مباريات كأس إفريقيا للتلفزيون المغربي بالتقسيط، ردًّا على عرض الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المتعلق بالحصول على حقوق النقل التلفزيوني لمباريات أسود الأطلس في كأس إفريقيا. يبدو أن المشاهد المغربي أصبح تحت رحمة القناة القطرية خلال كل تظاهرة كونية، خصوصا إذا تعلق الأمر بالمشاركة المغربية، حيث أن مالكي هذه القناة يحاولون زرع العديد من العراقيل خصوصا منها المادية لحرماننا من متابعة المباريات من خلال عرض أرقام خيالية مقابل النقل المباشر لتظاهرة من البطولات القارية والعالمية. وقد عاش المشاهد المغربي محنة كبيرة في متابعة منافسات كأس العالم التي أقيمت بجنوب إفريقيا بسبب جشع مالكي قناة «الجزيرة»، حيث اضطر أغلب متتبعي هذا العرس الكروي إلى بعض القنوات الأجنبية لمشاهدة المونديال، وإن كانوا قد اصطدموا بعامل اللغة، لكنهم استطاعوا على الأقل متابعة أغلب المنافسات بدون مقابل، باستثناء مباريات المنتخبات العربية التي بثتها القناة القطرية بالمجان. ولم يكن اتفاق الشركة الوطنية والقناة القطرية بالأمر الهين، لكون أن الاخيرة مازالت تكن حقدا دفينا للتلفزيون المغربي، وذلك بعد أن أخفقت في الحصول على النقل التلفزي للبطولة الوطنية بعد انتهاء العقد بين الشركة العامة للإذاعة والتلفزة و(شبكة راديو وتلفزيون العرب) بعد انصهار هذه الأخيرة في قناة «الجزيرة» بسبب خلافات مالية، مما حدا بالقنوات الوطنية إلى نقل مباريات القسم الأول للنخبة آنذاك قبل أن تتحول هذا الموسم إلى البطولة الإحترافية. لقد كانت شبكة راديو وتلفزيون العرب (أرتي) أرحم بكثير من القناة القطرية في التعامل مع المسؤولين المغاربة، فيما يخص طريقة التفاوض حول منح حقوق النقل التلفزي في مثل هذه المناسبات على اعتبار أنها كانت تراعي مشاعر المشاهد العربي بصفة عامة في متابعة الأحداث الرياضية الكبرى. ولعل الرقم الذي اقترحته القناة القطرية في نقل مباريات كأس إفريقيا والمتمثل في 10 ملايين دولار أمريكي (8 مليارات و 276 مليون سنتيم مغربي) أو عدم نقل أيٍّ منها؛ ما يعني حرمان الجماهير المغربية من متابعة منتخبها في العرس الكروي الإفريقي يدل على أن «الجزيرة» تتعامل مع مبدأ من يقدم أكثر هو من يفوز بالصفقة، ولامكان للضعيف داخل هذه الإمبراطورية الإعلامية التي باتت تستحوذ على كل التظاهرات العالمية. لقد أصبح التلفزيون المغربي عاجز عن الإستجابة لمطالب المهووسين بلعبة كرة القدم، لما يعرفه سوق المنافسة بين القنوات الرياضية من صراع كبير في الإنفراد بحقوق النقل التلفزي للأحداث الرياضية وكذا المبالغ التعجيزية التي تطالب بها هذه القنوات التي احتكرت العديد من التظاهرات الكبرى مثل: كاس العالم، كأسي أوروبا وإفريقيا للأمم، وعصبة أبطال لأوروبا وإفريقيا.. خلاصة القول أن الشركة الوطنية استطاعت هذه المرة أن تكسب الرهان وتلبي انتظارات المشاهد المغربي بحصولها على حقوق النقل التلفزي للمونديال الإفريقي، علما أننا حرمنا من ذلك خلال البطولة التي احتضنتها أنغولا 2010.