نظمت بالدار البيضاء، أول أمس الاثنين 26 فبراير، ندوة للإعلان عن الدورة السادسة عشر لمهرجان فاس للثقافة الصوفية تحت شعار «اعرف نفسك بنفسك». وتقام هذه الدورة المنظمة من قبل جمعية مهرجان فاس للثقافة الصوفية في الفترة الممتدة ما بين 20 إلى 27 أبريل. وفي تصريح للصحافة على هامش الندوة، قال فوزي الصقلي، رئيس المهرجان، بأن هذه الدورة تتميز «بتنوع المشاركات للثقافات الصوفية عبر العالم، مع تسليط الضوء أكثر على الجانب الإفريقي مثل تنزانيا وموريتانيا والسنغال. بالإضافة إلى ثقافات أخرى من آسيا وباكستان والهند وبلدان أوربا والولايات المتحدة..». وحسب الصقلي فإن «التجليات الثقافية للتصوف، تمكننا من التجول في ثقافات مختلفة كثيرة في إطار حوار بين الثقافات والروحانيات مع بعضها البعض وهو ما تعكسه البرمجة والموائد المستديرة التي ستناقش مجموعة من المواضيع تخص الجوانب الروحية وعلاقتها مع رهانات الوقت الحالي في تجلياته الإنسانية والثقافية والاجتماعية والدولية». تحدث مدير المهرجان، أيضا، خلال الندوة عن شعار الدورة السادسة عشر «اعرف نفسك بنفسك» للفيلسوف سقراط، معتبرا أن هذه الحكمة الروحية تساعد على معرفة الذات «فمن عرف نفسه عرف ربه». قبل أن يضيف: «الثقافة الصوفية بعدها كوني من خلال الحكم والأفكار الموجودة عبر العالم. كما لها مجموعة من الأبعاد الخاصة في المملكة المغربية، لأنها من المكونات الأساسية للمجتمع المغربي المعروف ببلد الأولياء. أي أن التصوف تعود جذوره إلى قرون، وهو ما يعطي صبغة إسلامية خاصة في المغرب». استعرض الصقلي في معرض حديثه عن المهرجان، البرنامج الذي سيبدأ يوم السبت 20 أبريل وسينتهي يوم السبت 27 أبريل، إذ سيكون الجمهور على موعد مع مجموعة من المعارض مثل معرض بنيامين بيني، محمد الشرقاوي وفاطمة الزهراء الصنهاجي. والموائد المستديرة، مثل مائدة «على خطى النهج الإبراهيمي»، «ماهية النفس»، «حي بن يقظان» لابن طفيل» و»ما بعد الأنسة والقيم الروحية». والورشات مثل «ورشة الفنون الخطية» و»أندري ريل، الترديد التأملي لأبجدية فن الخط السنسكريتي»، بالإضافة إلى مجموعة من العروض الموسيقية في السماع الصوفي ك»الطريقة القادرية البوتشيشية»، «الطريقة الشرقاوية وليلة للطريقة الحمدوشية» و»الطريقة الصقلية»… واختتم الصقلي حديثه قائلا: «كبار المتصوفة يعتبرون أن الصوفية لا يجب أن تعرفها فقط، بل يجب أن تتذوقها كتجربة. وهو ما يمكننا من الغوص في أعماق أرواحنا». وفي كلمة له خلال الندوة، قال الوزير السابق، إدريس العلوي المدغري «موضوع هذه السنة هو بالأهمية بما كان. كما أن المهرجان يكتسي صبغة خاصة، وهي الاستمرارية التي تربط بين جميع الحلقات التي نظمت منذ البداية، وهو ما يميز هذا المهرجان الإنساني والروحاني».