قالت لجان التنسيق المحلية في سوريا إن أربعين مدنيا على الأقل قتلوا الأحد بنيران الأمن، في وقت دعت فيه قطر والبحرين رعاياهما إلى مغادرة البلاد بسبب تدهور الوضع الأمني. وسقط معظم قتلى الأحد -الذي كان أحد أعنف أيام الاحتجاجات- في حمص (وسط) التي باتت بؤرة للمظاهرات ضد نظام الرئيس بشار الأسد. وحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان -الواقع مقره في العاصمة البريطانية لندن- فإن أربعة من قتلى حمص سقطوا في حي الخالدية، حيث اعتُقل أيضا -حسب الهيئة العامة للثورة- أكثر من سبعين شخصا. وفي حمص أيضا، تحدث المرصد عن اشتباكات في تبليسة بين الجيش ومنشقين دمروا ناقلتيْ جند. أما السلطات السورية فقالت إن 12 مسلحا قتلوا في اشتباكاتٍ في حمص، وتحدثت عن معاركَ أخرى في درعا جنوبا، حيث دُمِّرت حافلةٌ في هجومٍ جرح فيه عدد من الجنود، كما قال المرصد السوري. وقال ناشطون إن مروحيات شاركت في اشتباكات درعا التي جرت على الحاجز بين بلدتيْ جاسم ونمرو. كما تحدثت السلطات السورية عن اشتباكات مع مسلحين في محافظة إدلب، في شمال غرب البلاد. وقال المرصد السوري إن منشقين قتلوا 12 جنديا في هذه المحافظة بهجوم على قافلة متوجهة إلى بلدة معرة النعمان. وأعلنت وكالة الأنباء السورية (سانا) تشييع 22 عسكريا بينهم ستة طيارين قتلوا في هجوم على قاعدة للقوات الجوية بين حمص وبالميرا قبل يومين. وتبنى «الجيش السوري الحر» -الذي يقول إنه يضم آلاف المنشقين- الهجوم في بيان على الإنترنت. وقال الباحث في شؤون سوريا بمنظمة العفو الدولية نايل ساموندس إنه لا يُعرَف بالضبط كما يضم «الجيش السوري الحر»، لكنه يعتقد وجود بضعة آلاف من المنشقين، يتمركزون في حمص والقرى المجاورة. وفي لقاء مع وكالة الأنباء الإسبانية (إيفي)، قال إنه إضافة إلى العسكريين المنشقين، هناك مدنيون تسلحوا بعدما رأوا أقارب لهم قتلوا، معتبرا أن بعض الهجمات التي شنها «الجيش السوري الحر» تدل على أنه يملك من القوة ما يكفي. وأضاف أن الحصول على السلاح بات سهلا جدا في سوريا، لكن لا أدلة بعد على ضلوع «الجيش السوري الحر» في انتهاكات، وأنه يعتقد أن أغلب من يقدمهم النظام على أنهم جنود قتلوا بسلاح «الإرهابيين» هم في الحقيقة قتلى سقطوا بنيران قوات الأمن والشبيحة. وتحدث ساموندس عن مليشيات -ترتدي أحيانا الزي المدني وأحيانا الزي العسكري- تطلق النار على المتظاهرين وأيضا على قوات الأمن، في خطة من النظام ليعطيَ انطباعا بوجود مجموعات مسلحة تحارب الجيش، وبالتالي ليشرعن القمع.