مواقف مبدئية... مواقف تاريخية بجانب برنامجه السياسي، الاقتصادي والاجتماعي، ووعيا منه بضرورة التأسيس للديمقراطية بدء من وضع أسسها الفكرية واعتبار عمقها الثقافي الذي يمثل هوية المجتمع والدولة المغربيين، عمل حزب التقدم والاشتراكية على بلورة تصور شمولي يربط بين كل مكونات المشروع الديمقراطي بشكل جدلي، ويبرز أهمية العامل الثقافي في إنجاح مشاريع التنمية عبر إدماج المواطنين وتأطيرهم وتأهيلهم. ووعيا من الحزب بالطابع التعدّدي للحقل الثقافي المغربي عامة، وبمكانة الأمازيغية فيه خاصة، بوصفها مكونا جوهريا للشخصية المغربية منذ آلاف السنين، فقد سعى منذ عقود، في إطار مرجعيته الفكرية الديمقراطية، إلى ضمان نوع من التوازن العقلاني في تدبير التنوع الثقافي الوطني، عبر إيجاد المكانة اللائقة باللغة والثقافة الأمازيغيتين داخل المؤسسات، من أجل الحفاظ عليهما والنهوض بهما، وتمكينهما من لعب أدوارهما التواصلية والتنموية والإبداعية بجانب المكونات الأخرى، من أجل تقوية التماسك الاجتماعي المغربي، وترسيخ الوحدة الوطنية على أسس المساواة والعدل بين جميع المغاربة.. حيث عمل الحزب، في الفترة التي كانت تهيمن فيها في الساحة الوطنية إيديولوجيات سياسية وتيارات ثقافية وفكرية إقصائية، على التنبيه إلى تهميش الأمازيغية والدعوة إلى إنصافها، وذلك بإصدار كتاب في الموضوع منذ سنة 1979، واقتراح إنشاء مركز للدراسات الأمازيغية في نفس الفترة، مما يفسر مساندة الحزب المبدئية، سواء داخل البرلمان أو في الحكومة أو صحافة الحزب وتجمعاته، لسياسة المصالحة الوطنية في المجال الثقافي، ولكل الخطوات الرسمية الهادفة إلى النهوض بالأمازيغية منذ 17 أكتوبر2001، إلى حين ترسيم اللغة الأمازيغية في الدستور الحالي. وفي هذا الإطار، ومن أجل تفعيل وضعية ترسيم اللغة الأمازيغية وجعلها واقعا مؤسساتيا وطنيا، يتعهّد الحزب بأن يعمل، في إطار التزامه العام بضمان شروط إعطاء الأمازيغية وضعها الدستوري كلغة رسمية، على ما يلي: - التعجيل بإصدار القانون التنظيمي لتفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغة وكذا صيغ إدماجها في المجالات ذات الأولوية في الحياة العامة، وتقوية الشراكة مع النسيج الجمعوي الأمازيغي ضمانا للتطبيق السليم للمقتضيات الدستورية. - الحفاظ على المكاسب المؤسساتية المتحققة للأمازيغية خلال العشر سنوات الأخيرة وترسيخها في التعليم والإعلام والمجالات السوسيو ثقافية. - تحسين موقع اللغة الأمازيغية في المشهد الإعلامي الوطني، وتقوية إمكانيات القناة العمومية الأمازيغية. - تقوية تعليم اللغة الأمازيغية في المؤسسات التعليمية في أفق تعميمها. - التعميم التدريجي لاستعمال اللغة الأمازيغية في الفضاءات والخدمات العمومية، ووضع حد للخروقات التي تطال مظاهر الهوية الأمازيغية في الحياة العامة.