توقعات أحوال الطقس اليوم الأحد    تفكيك أطروحة انفصال الصحراء.. المفاهيم القانونية والحقائق السياسية    مجموعة بريد المغرب تصدر طابعا بريديا خاصا بفن الملحون    بيدرو سانشيز: إسبانيا تثمن عاليا جهود الملك محمد السادس من أجل الاستقرار الإقليمي    السعودية .. ضبط 20 ألفا و159 مخالفا لأنظمة الإقامة والعمل خلال أسبوع    المجلس الأعلى للدولة في ليبيا ينتقد بيان خارجية حكومة الوحدة ويصفه ب"التدخل غير المبرر"    الأستاذة لطيفة الكندوز الباحثة في علم التاريخ في ذمة الله    الأمن في طنجة يواجه خروقات الدراجات النارية بحملات صارمة    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    إسرائيل تتهم البابا فرنسيس ب"ازدواجية المعايير" على خلفية انتقاده ضرباتها في غزة    المغرب أتلتيك تطوان يتخذ قرارات هامة عقب سلسلة النتائج السلبية    أمسية فنية وتربوية لأبناء الأساتذة تنتصر لجدوى الموسيقى في التعليم    لقاء بوزنيقة الأخير أثبت نجاحه.. الإرادة الليبية أقوى من كل العراقيل    وفاة الممثل محمد الخلفي عن 87 عاما    التوافق المغربي الموريتاني ضربة مُعلمَين في مسار الشراكة الإقليمية    من الرباط... رئيس الوزراء الإسباني يدعو للاعتراف بفلسطين وإنهاء الاحتلال    مسؤولو الأممية الاشتراكية يدعون إلى التعاون لمكافحة التطرف وانعدام الأمن    المناظرة الوطنية الثانية للجهوية المتقدمة بطنجة تقدم توصياتها    توقع لتساقطات ثلجية على المرتفعات التي تتجاوز 1800 م وهبات رياح قوية    سابينتو يكشف سبب مغادرة الرجاء    الممثل القدير محمد الخلفي في ذمة الله    ال"كاف" تتحدث عن مزايا استضافة المملكة المغربية لنهائيات كأس إفريقيا 2025    ألمانيا تفتح التحقيق مع "مسلم سابق"    الدرك الملكي يضبط كمية من اللحوم الفاسدة الموجهة للاستهلاك بالعرائش    التقلبات الجوية تفرج عن تساقطات مطرية وثلجية في مناطق بالمغرب    مدان ب 15 عاما.. فرنسا تبحث عن سجين هرب خلال موعد مع القنصلية المغربية    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    توقيف شخص بالناظور يشتبه ارتباطه بشبكة إجرامية تنشط في ترويج المخدرات والفرار وتغيير معالم حادثة سير    علوي تقر بعدم انخفاض أثمان المحروقات بالسوق المغربي رغم تراجع سعرها عالميا في 2024    جلسة نقاش: المناظرة الوطنية للجهوية المتقدمة.. الدعوة إلى تعزيز القدرات التمويلية للجهات    نشرة إنذارية: تساقطات ثلجية على المرتفعات وهبات رياح قوية    الحوثيون يفضحون منظومة الدفاع الإسرائيلية ويقصفون تل أبيب    أميركا تلغي مكافأة اعتقال الجولاني    بطولة انجلترا.. الإصابة تبعد البرتغالي دياش عن مانشستر سيتي حوالي 4 أسابيع    "فيفا" يعلن حصول "نتفليكس" على حقوق بث كأس العالم 2027 و2031 للسيدات        مهرجان ابن جرير للسينما يكرم محمد الخياري    دراسة: إدراج الصحة النفسية ضمن السياسات المتعلقة بالتكيف مع تغير المناخ ضرورة ملحة        اصطدامات قوية في ختام شطر ذهاب الدوري..    بريد المغرب يحتفي بفن الملحون    العرض ما قبل الأول للفيلم الطويل "404.01" للمخرج يونس الركاب    الطّريق إلى "تيزي نتاست"…جراح زلزال 8 شتنبر لم تندمل بعد (صور)    جويطي: الرواية تُنقذ الإنسان البسيط من النسيان وتَكشف عن فظاعات الدكتاتوريين    مراكش تحتضن بطولة المغرب وكأس العرش للجمباز الفني    طنجة: انتقادات واسعة بعد قتل الكلاب ورميها في حاويات الأزبال    كودار ينتقد تمركز القرار بيد الوزارات    مؤتمر "الترجمة والذكاء الاصطناعي"    البنك الدولي يدعم المغرب ب250 مليون دولار لمواجهة تغير المناخ    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    المستشفى الجامعي بطنجة يُسجل 5 حالات وفاة ب"بوحمرون"    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حماس – اسرائيل والبحث عن النقلة النوعية في فلسطين
نشر في بيان اليوم يوم 16 - 10 - 2023

هل تعرف منطقة الشرق الأوسط صراعا دمويا آخرا، كنتيجة لمسار المظالم المميتة التي تعرفها فلسطين منذ 75 سنة؟ أم نحن أمام نقلة نوعية للصراع الفلسطيني الاسرائيلي؟
قراءة بسيطة للقانون الدولي تعطي الحق للفلسطينيين بل يبدو أنه من واجبهم مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وبالمقابل تماما القانون الدولي يعطي الحق للإسرائيليين للرد على الهجوم الذي يتعرضون له.
إلى ذلك يحمل القانون الدولي عاتق الجميع مسؤولية المساعدة في حل المظالم التي تعاني منها كلتا المجموعتين.
فقط ما قد يمنعه القانون الدولي هو دعم الانتقام القاسي من طرف بعضهم ضد الآخر.
كما يمكن الاستنتاج أن إلى ذلك فالقانون الدولي وإن كان يقر بمشروعية الدعم الذي يمكن تقديمه للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، فذلك يجب ألا يؤدي إلى العفو عن قادتهما عن الجرائم التي ارتكبوها، ولا عن الدول العظمى التي تكون قد تسببت في التلاعب بهما.
منذ أزيد من 75 عاما، والشرق الأوسط منطقة غير مستقرة، تتنافس بل تتصارع فيها العديد من المجموعات من أجل البقاء.
في محاولة للفهم، سنحاول تبسيط المشهد، وقد نعتبر أن سكان المنطقة يتألفون من اليهود والمسيحيين والمسلمين.
ولو أن الواقع أكثر تعقيدا. فكل دين يتكون من العديد من الطوائف. على سبيل المثال، في أوروبا والمغرب العربي، ندرك أن المسيحيين منقسمون إلى كنائس كاثوليكية وكنائس أرثوذكسية وكنائس بروتستانتية، ولكن في الشرق الأوسط هناك العشرات والعشرات من الكنائس المختلفة. وينطبق الشيء نفسه على الديانتين اليهودية والإسلامية.
في كل مرة يتم فيها تغيير قطعة على رقعة الشطرنج، ترى فيها جميع المجموعات الأخرى تسعى إلى إعادة تموضع نفسها. والنتيجة نرى أن حلفاء اليوم يصبحون أعداء الغد… وعلى مر السنين، أصبح الجميع ضحية وجلادا.
حتى الأجانب الذين يذهبون في زيارة للمنطقة، يعترفون بأنهم يتشابهون مع فئات من الأشخاص من حيث الثقافة والإيمان، لكنهم كلهم يقرون أن الاختلاف عميق فيما يخص الكينونة والتاريخ.
من هنا، يخلص جل هؤلاء إلى ما يفيد أن أي تعزيز للسلام بالمنطقة، لا يجب أن يأخذ فقط من وجهة نظر الطرف الذي نشعر بقربنا منه.
كما يجب الاعتراف بأن السلام لا يعني حل المظالم التي يعاني منها أصدقاؤنا فحسب، بل أيضا المظالم التي يعاني منها أعداؤنا او الذين نختلف معهم.
وأخيرا، من بين المصادر العديدة التي يمكن أن نشير إليها، يجب أن نميز بين أولئك الذين يدافعون عن مصالحهم المادية المباشرة، وأولئك الذين يدافعون عن وطنهم، وأولئك الذين يدافعون عن المبادئ.
ومع ذلك، فإن الأمور معقدة بسبب كثرة المجموعات والتداخل فيما بينها، والأمر هنا لا ينحصر عند المجموعات الدينية فقط، بل هناك مجموعات ثيوقراطية. وأخرى لا مبدأ أعلى لها، وتستخدم الخطاب الديني لكسب مشروعية وجودها.
بعد محاولة بسط نظرة خاطفة عن تشعبات الواقع، دعنا نصل إلى الأحداث الأخيرة التي تعرفها المنطقة.
هاجمت حماس إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، الساعة 6 صباحا، في الذكرى الخمسين ل "حرب أكتوبر 73″، المعروفة في الغرب باسم "حرب يوم الغفران" الإسرائيلية.
نذكر أن الأمر يتعلق بتخليد ذكرى 7 أكتوبر 1973 حيث شنت مصر وسوريا هجمات مفاجئة على إسرائيل لمساعدة الفلسطينيين. لكن الهجوم لم يكن مفاجئا بالنسبة لتل أبيب، إذ توصلت مسبقا من عمان على مخططاته. وبدعم من واشنطن، سحقت الجيوش العربية.
والنتيجة خيانة أنور السادات لشعبه، وفقدان سوريا لمنطقة الجولان.
عملية اليوم "طوفان الأقصى"، وإن كان هناك اختلاف حول العلم المسبق بها من طرف الاجهزة الاستخباراتية الاسرائيلية، حيث يرى البعض أنها كانت مفاجأة بشكل غير مسبوق، في حين رأى آخرون أنه سمح لحماس بتنفيذها لأسباب قد يكشف عنها لاحقا…. لكن الجميع يتفق أن قوتها كانت مفاجئة وأثرت على هيبة إسرائيل في المنطقة.
وركزت عملية "طوفان الأقصى" على إشباع القبة الحديدية بوابل من الصواريخ يفوق قدرتها على التصدي، وبالتزامن القيام بحوالي 22 هجوما بريا في الأراضي الإسرائيلية.
كما نسجل أنه ولأول مرة في فلسطين، يتم إطلاق الصواريخ على مراكز القيادة الإسرائيلية.
إلى ذلك شملت اهداف العملية، رسميا، احتجاز رهائن للتفاوض على تبادلهم مع 1256 معتقلا فلسطينيا في سجون مشددة الحراسة. كما سجل المتتبعون ان عمليات التسلل تمت عن طريق البر والبحر والجو.
ملاحظة هامة تنضاف هنا، وهي أن التحضير للعملية والحصول على المعلومات الاستخباراتية، وتدريب ألف من الكوماندوز ونقل الأسلحة.. كل ذلك يكون قد تطلب شهورا، إن لم يكن سنوات من العمل. وقد صممه محمد ضيف، رئيس العمليات في حماس، الذي اختفى من الرادار قبل عامين وظهر مرة أخرى إلى جانب المتحدث باسم حماس أبو عبيدة.؟؟
من جهة أخرى، الجميع سجل منذ الساعات الأولى للعملية أن إسرائيل تمكنت من اكتشاف مصادر الصواريخ، ولكنها عجزت على تدميرها جميعها، وتحملت ما لا يقل عن 3000 صاروخ من أصل 7000.
كما أظهرت وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات التلفزيونية العربية أن حماس استولت على عدة دبابات وعلى الأقل على المعبر الحدودي في الجزء الغربي من القطاع.
بالإضافة إلى ذلك، وقع هجوم واختطاف عدد كبير من الرهائن، بمن فيهم الجنرالات.
دخلت قوات الكوماندوز التابعة له عدة بلدات إسرائيلية وأطلقت النار من أسلحة رشاشة على السكان. قتل ما لا يقل عن 900 شخص وأصيب 2600 بجروح خطيرة على الجانب الإسرائيلي، أي ضعف العدد على الجانب الفلسطيني.
طوفان الأقصى يعتبر أكبر عمل فلسطيني منذ نصف قرن. وهو نتيجة 75 عاما من القمع وانتهاك للقانون الدولي.
لا أحد يجادل في كون أن إسرائيل انتهكت العشرات من قرارات مجلس الأمن الدولي، دون أي عقوبات ضدها.
كما أن لا احد يجادل في كون إسرائيل دولة خارجة عن القانون ولم تتردد في رشوة أو اغتيال جميع القادة السياسيين الفلسطينيين تقريبا. فقد أعاقت عمدا التنمية الاقتصادية للأراضي بينما شجعت على إنشاء دولة فلسطينية منفصلة، تسيطر عليها جزئيا.
تراكم الإحباط والمعاناة على مدى 75 عاما أدى إلى بروز سلوك عنيف وقاس عند بعض الفلسطينيين الذين يعتبرون، وهم على حق في ذلك، أن المجتمع الدولي قد تخلى عنهم منذ فترة طويلة.
هل حان وقت التغيير، بعد أن عايش غالبية أعضاء الأمم المتحدة الفشل العسكري للغرب وانتصار روسيا في سوريا وأوكرانيا، ألم يحن الوقت للتخلي عن انحناء الرأس للولايات المتحدة؟.
نذكر هنا بتأكيد الجمعية العامة، في الذكرى السنوية لإعلان إسرائيل استقلالها ذاتيا بالمذابح التي ارتكبتها ضد الفلسطينيين وطردهم من أراضيهم وبيوتهم، وأن القانون الدولي يقف إلى جانب الفلسطينيين وليس إلى جانب الإسرائيليين.
وعلى الرغم من قوة "طوفان الأقصى" والرد المبالغ فيه من القوات الإسرائيلية، فإن الحالة الراهنة ميؤوس منها لكلا الجانبين.
بعد ثلاثة أرباع قرن من الجرائم والاقتتال المتواصل، لم يعد بإمكان إسرائيل أن تدعي الكثير. فسكانها منقسمون الآن. بعد أن استولى على السلطة "الصهاينة المتطرفون"، أتباع الأوكراني فلاديمير جابوتنسكي، المؤمنون بالتفوق اليهودي على باقي الأمم…
تغير الوضع تماما في تل أبيب على الرغم من تصاعد، في الأشهر الأخيرة، معارضة أغلبية من السكان وتنظيم مظاهرات ضخمة يقودها شباب يتطلعون للعيش بسلام، ويرفضون الخدمة في الجيوش لمعاملة العرب بوحشية… لكنهم انضموا الآن إلى توجه "الصهاينة المتطرفين" مرغمين للدفاع عن عائلاتهم التي يحبونها، وبلدهم الذي لا يؤمنون به.
وبموجب القانون، شكل الفلسطينيون دولة منحت صفة مراقب في الأمم المتحدة.
وبعد وفاة ياسر عرفات، انتخب زعيم فتح محمود عباس رئيسا. ومع ذلك، بعد فوز حماس في الانتخابات البرلمانية عام 2007 واستحالة جعل الغرب يقبل حكومة حماس، خاض الفلسطينيون حربا أهلية. في نهاية المطاف، تحكم الضفة الغربية حركة فتح، الحزب العلماني الذي أنشأه ياسر عرفات. ويتم تمويل أبو مازن وحاشيته من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإسرائيل.
وفي الوقت نفسه، ضل قطاع غزة في أيدي حماس، الفرع الفلسطيني لجماعة الإخوان المسلمين. يحكمها أفراد لا يتصورون الإسلام كروحانية، ولكن كسلاح "للفتح". يتم دفعها بشكل رئيسي من قبل المملكة المتحدة وقطروتركيا وإيران.
ويعارض الجانبان أي انتخابات جديدة على مدى السنوات ال 16 الماضية. يعيش قادتهم في ترف يشبه المافيا يتناقض مع الظروف المعيشية البائسة لشعوبهم.
قد يختلف الكثيرون حول معطى أن في مرحلة التأسيس، كانت حماس ممولة من قبل المملكة المتحدة. بل كانت مدعومة من قبل المخابرات الإسرائيلية لإضعاف حركة فتح بقيادة ياسر عرفات.
ثم حاربتها إسرائيل واغتالت زعيمها الديني الشيخ أحمد ياسين… وآخرين.
ثم، مرة أخرى، استخدمت إسرائيل حماس للقضاء على قادة المقاومة الفلسطينية الماركسية. وهكذا، هاجم مقاتلو حماس تحت إشراف عملاء الموساد وجهاديي القاعدة معسكر اليرموك الفلسطيني في بداية الحرب ضد سوريا…
ولكن اليوم، مرة أخرى، تتقاتل حماس وإسرائيل، بل تعبر القيادة الاسرائيلية شرط وقف هجومها على سكان غزة باستسلام حماس.
ومن المعروف أن محمد ضيف هو مؤسس كتائب عز الدين القسام. ومثل كل الإخوان المسلمين، فهو من دعاة تفوق الإسلام.
نذكر أن عز الدين القسام، تنظيم استوحى اسمه من الزعيم الفلسطيني التاريخي عز الدين القسام (1882 – 1935)، الذي كان معارضا للانتداب الفرنسي في لبنان والانتداب البريطاني في فلسطين. لذلك لا علاقة له بمفتي القدس السابق وحليف النازيين، أمين الحسيني، على الرغم من أنه يشاركهم معاداة السامية.
وفي عام 2010، كتب محمد ضيف: "كتائب عز الدين القسام… أفضل استعدادا لمواصلة طريقنا الحصري حيث لا يوجد بديل، وهو طريق الجهاد والنضال ضد أعداء الأمة الإسلامية والإنسانية… نقول لأعدائنا: أنتم ذاهبون في طريق الزوال، وستبقى فلسطين لنا، بما فيها القدس والمسجد الأقصى ومدنها وقراها من البحر (البحر الأبيض المتوسط) إلى النهر (الأردن)، من الشمال إلى الجنوب. لا يحق لك حتى شبر واحد منه".
كما أن محمد ضيف لا يعرف كجندي، بل كمتخصص في احتجاز الرهائن. لذا، أكد الخبراء الحربيون، ان أهم أهداف "طوفان الأقصى" كان احتجاز الرهائن وليس تحرير الأرض.
في الضفة الغربية، مع تدهور صحة الرئيس محمود عباس، تنقسم فتح إلى ثلاثة فصائل عسكرية: فتحي أبو الأرداتي، مدير الأمن الوطني،
* حالة محمد عبد الحميد عيسى (الملقب ب "لينو")، قائد كتيبة الكفاح المسلح. وهي جزء من حركة محمد دلان، الرئيس السابق للمخابرات الفلسطينية المتهم باغتيال ياسر عرفات. وهي الآن مدعومة من الإمارات العربية المتحدة.
* منير قدح، القائد العسكري السابق لحركة فتح، الذي اقترب أكثر من حماس وقطر وتركيا وإيران.
وفي الشهر الماضي، دارت معارك عنيفة في مخيم عين الحلوة (صيدا، جنوب لبنان)، بين تلك الفصائل الثلاثة مجتمعة ضد عناصر من حماس الإسلامية، مدعومة من طرف جند الشام وحركة الشباب المسلمة…
للإشارة، جند الشام وحركة الشباب المسلمة، جماعتان جهاديتان قاتلتا إلى جانب حلف شمال الأطلسي وإسرائيل ضد الجمهورية العربية السورية.
على مدى 75 عاما، بذلت تل أبيب كل ما في وسعها لحرمان الجميع من المساواة، سواء كانوا يهودا أو عربا. على العكس من ذلك، منذ نداء جنيف، كانت تروج ل "حل الدولتين"، أي خطة اللورد ويليام بيل الاستعمارية الأخيرة، التي فشل البريطانيون في فرضها، سواء على الأرض في عام 1937 أو في الأمم المتحدة في عام 1948، ولكنها مع ذلك تحظى بإجماع اليوم.
لكن منذ عدة أشهر، وقد يتم الجهر به من الآن فصاعدا، ظهور موقف جديد في الساحة، يتبناه ماركسيو الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين يتمثل في إنشاء دولة واحدة تضم الجميع، ويكون فيها لكل إنسان صوت متساو.
هل يتعلق الأمر بتحالف جديد بين الماركسيين واسرائيل على حساب حماس، بما أن الكل أصبح يحارب الإخوان المسلمين جهرا، لكن تحت غطاء أن الماركسيين لا يعتبرون خطة الدولتين حلا جذريا في حال هيمنة حماس على الواقع السياسي الفلسطيني الداخلي، وهو ما يعزز موقع مجموعة من دول الجوار على رأسهم مصر… بالمقابل يبدو موقف الماركسيين عودة إلى الوطن…
هل ذلك ما يؤكد تعهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالنصر على حماس. وإن تحقق ذلك، فماذا سيكون؟
هل قتل جميع مقاتلي حماس سيحل معضلة 75 عاما من الظلم؟ ألن يحمل أطفالهم شعلتهم كما حملوا هم أنفسهم شعلة آبائهم؟.
من جهة أخرى، لتحقيق هدفه، يجب على بنيامين نتنياهو أولا توحيد الإسرائيليين الذين قسمهم. على غرار غولدا مائير خلال "حرب الأيام الستة"، كان عليه أن يجلب معارضته إلى الحكومة.
فعلا، قبل "طوفان الأقصى" كان بنيامين نتنياهو قد التقى مع يائيرلابيد والجنرال بيني غانتس. وكان شرطهم للمشاركة في حكومته يتمحور أساسا حول ترك العنصريين اليهود ،BezalelSmotrich et Itamar Ben-Gvir، الحكومة، وهذا يعني أن يتخلى رئيس الوزراء عن مشروعه السياسي ومشروع رعاته الحاليين، الستراوسيين strausiens في إدارة بايدن.
تحسبا لذلك، دعا قادة حماس، كافة اللاجئين الفلسطينيين في الخارج، وجميع العرب والمسلمين إلى الانضمام إلى نضالهم.
ونظن أن نداء حماس يقصد "باللاجئين الفلسطينيين" أولا وقبل كل شيء المتواجدين بالأردن ولبنان. و"بالعرب"، حزب الله اللبناني وسوريا، وهما قوتان أعادتا الاتصال بحماس في الأشهر الأخيرة. و"بالمسلمين"، إيران وتركيا.
وحتى الآن، لم تنضم إلى «حماس» سوى حركة الجهاد الإسلامي، أي إيران، وجماعات المقاومة المختلفة في الضفة الغربية.
وخلافا لما تدعيه صحيفة "وول ستريت جورنال"، ليست إيران هي المسؤولة عن حماس. فقد يبدو أن الصحيفة تناست الاتفاق التاريخي بين حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، وروح الله الخميني، مؤسس جمهورية إيران الإسلامية. والذي بموجبه تقاسمت المجموعتان العالم الإسلامي فيما بينهما ويحظر عليهما التدخل بشكل كبير في مجال نفوذ بعضهما البعض.
وقد أكدت طهران مرارا وتكرارا دعمها للفلسطينيين، لكن عملها الملموس في فلسطين يقتصر على الجهاد الإسلامي.
فيما يعيش قادة حماس السياسيون في تركيا، تحت حماية أجهزة المخابرات. هل سنقول إن أنقرة هي المسؤولة عن حماس وعملية "طوفان الأقصى"؟.
لا طبعا، ويكفي أن نذكر بما قاله الرئيس رجب طيب أردوغان خلال افتتاحه كنيسة سريانية أرثوذكسية يوم الأحد 8 أكتوبر: "إن إرساء الهدوء والسلام الدائم والاستقرار في المنطقة من خلال حل القضية الفلسطينية وفقا للقانون الدولي هو الأولوية القصوى التي نركز عليها في محادثاتنا مع نظرائنا… وللأسف، يدفع الفلسطينيون والإسرائيليون، فضلا عن المنطقة بأسرها، ثمن التأخير في إقامة العدل. إن صب الزيت على النار لن يفيد أحدا، بما في ذلك المدنيون على كلا الجانبين. تركيا مستعدة للقيام بدورها بأفضل ما في وسعها لإنهاء القتال في أقرب وقت ممكن وتخفيف التوتر المتزايد الناجم عن الحوادث الأخيرة".
من ناحية أخرى، فأنقرة لا زالت تعيش تبعات الحرب التي خاضتها في جمهورية آرتساخ في أذربيجان، وكذا إرسالها لمعدات عسكرية إلى روسيا في انتهاك للإجراءات القسرية الأمريكية أحادية الجانب… كما أنها تتوعد، وبمجرد انتهاء تلك العمليتين، بأن ستتبعهما عملية أخرى ضد الأكراد في سوريا والعراق.
كل ذلك يشير إلى أن الدبلوماسيين الأتراك لم يعودوا خائفين من واشنطن، التي حاولت اغتيال الرئيس أردوغان في عام 2016. فهل تتدخل لإنقاذ حماس من البطش الاسرائيلي؟
أما إذا دخل حزب الله إلى المشهد، فلن تتمكن إسرائيل وحدها من صد الهجوم. لا يمكن أن يستمر وجودها إلا بدعم عسكري من الولايات المتحدة. مع التأكيد على أن الجمهور الأمريكي لم يعد يدعم إسرائيل كما في السابق، بل حتى البنتاغون لم تعد له القدرة على الدفاع عنها.
هل ما يحدث الآن هو أحد عواقب الحرب في أوكرانيا؟ واشنطن تفشل في تصنيع ذخيرة كافية لحلفائها الأوكرانيين. حتى أنها اضطرت إلى السحب من مخزوناتها المخصصة لإسرائيل. وقد أفرغت بالفعل ترساناتها هناك.
في الساعات الأولى من النزاع، أطلق حزب الله بضعة صواريخ على مزارع شبعا، أي على الأراضي المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل. وبذلك، أظهر أنه يدعم المقاومة الفلسطينية وفقا لخطاب "وحدة الجبهات". لكنه لم يدخل الحرب لأنه يشك في حماس التي حاربها في سوريا. كما أنه لا يشارك أيديولوجية الإخوان.
على سبيل الختم المؤقت:
لقد أكد جميع القادة الغربيين أنهم يدينون أعمال حماس الإرهابية وأنهم يدعمون إسرائيل. في الماضي، لم يفعلوا شيئا لحل الظلم في فلسطين، وهذه المواقف المبدئية تشهد على أنهم لن يفعلوا ذلك الآن.
ومن جانبهما، لم تطالب روسيا والصين، اللتان رفضتا الوقوف إلى جانب الفلسطينيين أو الإسرائيليين، بتطبيق القواعد الغربية، بل باحترام القانون الدولي.
لذا، بسؤال يبدو لي وجيها: هل نحن أمام حالة قامت فيها جميع الجهات الفاعلة عمدا بتخريب كل ما تحقق سابقا، سعيا إلى تغيير جميع المعطيات والمواقف… واقع لن يتحقق إلا بحدوث حمام دم كبير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.