شدد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، خلال الجمع العام لمؤسسة علي يعتة الذي انعقد مساء يوم الخميس بالمقر الوطني للحزب بالرباط، على الحمولة الرمزية والتاريخية للزعيم الوطني التقدمي علي يعتة، وذلك باعتباره أحد القادة السياسيين الكبار في الحزب الشيوعي المغربي ثم في حزب التحرر والاشتراكية وفي حزب التقدم وبالاشتراكية وقال بأن" علي يعتة اسم ورمز وتاريخ وتراث وفكر متجدد"، منبها أن مؤسسة علي يعته، والتي رأت النور سنة 2017، أسست لترتبط بفكر الزعيم الراحل علي يعته، الذي يمثل واحدا من رموز التاريخ السياسي لبلادنا، وأحد المدافعين البارزين عن قضايا الوطن والشعب داخليا وخارجيا، ومن خلال العمل الحزبي والميداني، وفي البرلمان، وعبر الصحافة، كما ارتبط بالنضال اليساري وبالانتصار الدائم لقيم التقدم والحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمساواة، ولكي تستحضر المؤسسة كل هذه القيم والرمزيات والإرث النضالي التاريخي ، وتستثمره في النضال من أجل قضايا الحاضر والمستقبل". وفي السياق ذاته، استعرض نبيل بنعبد الله عددا من المهام والانتظارات الاستشرافية الملقاة على مؤسسة علي يعته ، كما حث على أن يتم الحرص في تركيبة المؤسسة على المزاوجة بين حضور الرعيل الأول من المناضلين المؤسسين، كامتداد تاريخي ومرجعي، والجيل الحالي من الشباب، وأيضا الطاقات النسائية، علاوة على الانفتاح على الكفاءات والخبرات الوطنية الفكرية والعلمية بتنوع مجالات اشتغالها ". ولفت الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، الى أن القيام بالمهام على رأس مؤسسة علي يعته ليس تشريفا بل تكليفا، مشددا على أن المكتب الجديد يجب أن يحرص على تقديم قيمة مضافة بحيث يعطي للمؤسسة وزنها الاعتباري وسط الساحة الثقافية والإشعاعية الوطنية. وتجدر الإشارة إلى أن هذا الجمع العام، الذي شهد حضور عشرات الأعضاء، مؤسسين ومنخرطين، كان قد استهل أشغاله بتقديم عبد الواحد سهيل، باعتباره رئيسا لمؤسسة علي يعتة، التقرير الأدبي، والذي جرت مناقشته من طرف الحاضرين، ثم تمت المصادقة عليه بالإجماع بعد ذلك، وأبرز فيه الظروف التي أحاطت بهذه المرحلة والتي ترتبط بتداعيات فترة جائحة كورونا وما تبعها من إجراءات تقييدية طالت التنقل ومنع التجمعات، الأمر الذي كان له أثر كبير على أنشطة المؤسسة ، وحال دون تنفيذ معظم برنامج عملها. وحرص عبد الواحد سهيل على التذكير بالمكانة التي حازت عليها مؤسسة علي يعتة منذ إحداثها إذ كانت موضوع تثمين ملكي، حيث كان جلالة الملك محمد السادس قد وجه رسالة سامية إلى جمعها العام التأسيسي ، مقدرا فيها المبادرة التي تحمل اسم علي يعتة باعتباره رجلا وطنيا ومناضلا ملتزما. وأفاد أن مكتب مؤسسة علي يعتة ، المنتهية ولايته، حمل طموحا من أجل جعل المؤسسة مركزا للبحث والتفكير والإشعاع يعمل من خلال الأنشطة التي يبرمجها على تطوير التحليل وتقديم اقتراحات وآراء، والتي من شأنها أيضا إغناء عمل الحزب ومؤازرته والانفتاح على الطاقات الأخرى داخل المغرب وخارجه، بحيث تشكل المؤسسة جسرا بين حزب التقدم والاشتراكية والحركات التي تحمل الفكر التقدمي داخليا وخارجيا، وشدد على ضرورة إعادة النظر في مسألة هيكلة المؤسسة ، ملفتا في هذا الصدد إلى مسألة التمويل التي ينبغي التفكير فيها بالجدية اللازمة. واقترح بالموازاة مع ذلك خلق شبكة لأصدقاء المؤسسة، والتواصل والتعاون مع مؤسسات أخرى مماثلة، ملفتا في هذا الإطار إلى مجموعة من المبادرات التي تمت بلورتها بتعاون مع مؤسسات شبيهة. وعقب التداول بين المشاركين في مختلف محاور خطة العمل المستقبلية، اتفق على بلورة الافكار المطروحة ضمن برنامج عمل يتم إقراره في لقاء قادم. وفي نهاية أشغال الجمع العام، وبعد أن قدم الرئيس عبد الواحد سهيل استقالة الأجهزة المسيرة للمؤسسة، صوت المشاركون، بالإجماع، على رشيد روكبان رئيسا جديدا للمؤسسة للولاية المقبلة. الرفيق رشيد روكبان هو عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، والرئيس السابق لمنظمة الطلائع أطفال المغرب، وسبق أن كان عضوا بمجلس النواب وترأس فريق الحزب. وبعد التصويت على الرئيس الجديد للمؤسسة، قرر الجمع العام الإبقاء على أشغاله مفتوحة بغاية استكمال تشكيل مختلف الأجهزة المسيرة للمؤسسة في غضون الأسابيع المقبلة.