يبدو أن حال الرياضة ببلادنا لا يسر الحبيب ولا العدو. والدليل أن المغاربة يعانون في كل مرة يشترك فيها أحد منتخباتنا كيفما كان نوع الرياضة، وها هي النسخة ال 18 من بطولة كأس إفريقيا للأمم لكرة الطائرة بطنجة تفضح واقع الرياضة ببلادنا؟ فبعد منتخب كرة القدم الشاطئية، جاء الدور على منتخب كرة الطائرة، لأن هذا الأخير لم يستغل هذا العامل وفشل حتى في احتلال مركز متوسط نسبيا وغادروها من الدور الأول، لتفضح هذه البطولة التي تعتبر الأكبر من حجمها على صعيد القارة في هذه اللعبة، لكن مع ذلك لم ينجح المنتخب المغربي سوى في احتلال المركز السادس. وكم كنا نمني النفس أن تقلع طائرة المنتخب الوطني من مطار طنجة وأمام جماهير شغوفة باللعبة، لكي تنجح في تجاوز أفضل إنجاز لها، والتي حققته بالبطولة الإفريقية في دورة 1976 بعدما احتل المنتخب المركز الثالث آنذاك. عروس البطولة في عروس الشمال كان الجمهور المغربي الذي أبان عن عقلية قل نظيرها بحضوره جل اللقاءات وبشكل مكثف وغير معهود، لكنه في المقابل كان شاهدا على تواضع المنتخب الوطني الذي تلقى الخسارة تلو الأخرى. هذا الجمهور أعلن خلال البطولة -وبجرأة- عن مطالبه عن تنحي المسؤولين عن هذه المهزلة التي كسرت أجنحة الكرة الطائرة، ورفع في مباراة النهائي التي جمعت بين منتخبي مصر والكاميرون شعار «الشعب يريد الرحيل الفوري للجامعة» في رسالة واضحة للوزارة الوصية على جامعة الطائرة، مفادها أن لا بد من الإسراع بحل الجامعة التي كانت وراء سقوط مدو للمنتخب الوطني. مدرب المنتخب مصطفى أحشوش وجد نفسه في موقف لا يحسد عليه وغير قادر على الكذب، حيث قال إن المرتبة السادسة تعتبر خيبة أمل كبير للكرة الطائرة المغربية. ونحن نقول: نعم هي خيبة أمل ونكسة كبيرة لهذه الرياضة التي لا ولن تلقى نفس الاهتمام التي تحظى به رياضات أخرى!!؟ وإن كان من الصعب أن ندخل كرة الطائرة في مقارنة مع كرة القدم أو ألعاب القوى، فإن ذلك لا يعني أن لا نبحث لنا عن موضع قدم في الساحة الإفريقية، خاصة عندما تقام البطولة على أرضك، كما أن لا يجب يكون النجاح التنظيمي غاية المسؤولين المغاربة على حساب نجاح منتخبنا في البطولة. مدرب المنتخب المغربي أضاف أن لاعبيه كانوا الأضعف في البطولة وأن الهدف المسطر كان بلوغ دور النصف على غرار نسخة 2009 التي أقيمت بتطوان عندما حل المغرب رابعا، لكن شيئا من هذا لم يحدث وتراجع المنتخب مرتبتين وبأسوأ نتائج يمكن لفريق على أن يحققها. التبريرات المقدمة عقب هذه الكارثة لم تخرج عن نطاق المعهود، فالاستعدادات لم تكن كافية للمشاركة في هذه البطولة وأن 45 يوما غير كافية لأي لاعب من أجل الدخول في أجواء المنافسة، كما أن خيرة اللاعبين المغاربة في اللعبة لم يتواجدوا في البطولة لأسباب شتى على اعتبار أن هؤلاء كانوا سيقودون المنتخب لإحراز الكأس الإفريقية. كما أن بطولتنا في اللعبة هي الأخرى ما تزال تعوم في بحر الهواية، مما يعني أن بروز أسماء مؤهلة للعب للمنتخب الوطني من الأندية الوطنية أمر نادر (وما باليد حيلة)، أما آخر التبريرات وأقواها فيعود إلى ارتفاع المستوى الفني للمنتخبات المشاركة، مما قزم من مستوى المنتخب الوطني وجعله الحلقة الأضعف التي امتطتها معظم الفرق في البطولة، فلا داعي أن نعجب من هذا المستوى ومن هذه النتائج!!؟ وإذا كانت جامعة كرة الطائرة ومعها وزارة الرياضة غير قادرتين على تحمل المسؤولية في هذه الانتكاسة التي أصابت اللعبة، فعليها أن تتخلى عن مناصبها لتترك المجال أمام أشخاص غيورين على الطائر المكسورة الجناح، وقادرين على بذل مجهودات تسهم في الارتقاء بمستوى اللعبة ببلادنا على الأقل إفريقيا.. ولم لا التأهل إلى بطولة العالم أو الألعاب الأولمبية في القريب العاجل أو البعيد!!؟