إذا كان مصطلحا وسائل التواصل الاجتماعي والشبكات الاجتماعية قابلين للتداول في المشهد الإعلامي بنفس المعنى، إلا أن هذا في الحقيقة يخفي عديدا من المفارقات الواضحة بينهما. تعد وسائل التواصل الاجتماعي، بشكل أساسي، منصات رقمية لنشر وبث المعلومات، في حين أن الشبكات الاجتماعية هي منصات للتواصل بين الأفراد والمجتمعات بعضها ببعض. إن وسائل التواصل الاجتماعي هي قنوات للاتصال، في حين أن الاتصال في الشبكات الاجتماعية يقوم أساسا على طبيعة ثنائية الاتجاه بين طرفين. أين يكمن إذن الفرق بين وسائل التواصل الاجتماعي والشبكات الاجتماعية. عندما نفكر في مفهوم وسائل الإعلام، فإن ذلك يذكرنا عادة بالوسائل التقليدية، مثل الصحف الورقية والإذاعات والتلفزيون والسينما. ومع ذلك، عندما نضيف كلمة "اجتماعيً" في المقدمة، فإن المصطلح يأخذ مفهوما مختلفًا تمامًا. إن وسائل التواصل الاجتماعي تضفي عنصرًا تقنيًا عندما يتعلق الأمر بكيفية استهلاك الشخص لما يتم تقديمه ومشاركته. وبالتالي، يمكن وصف وسائل التواصل الاجتماعي على أفضل تفسير بأنها وسيلة تقوم على شبكة الإنترنت لنشر أو بث محتوى رقمي يمكن للقراء التفاعل معه بشكل تام وفعال. يمكن لأي شخص النشر في وسائل التواصل الاجتماعي بينما تنشر وسائل الإعلام الإخبارية التقليدية، محتوياتها الخاصة للاستهلاك الرقمي. فالشركات والمؤسسات الإعلامية تنجز ذلك أيضًا. بل حتى نوادي الرياضة يمكنها إنشاء وسائط اجتماعية لأعضائها لقراءتها ومشاهدتها والتفاعل معها. عموما يجب أن نضع في اعتبارنا الشبكات الاجتماعية في سياق تلقى المحتويات حيث تتطلب وجود منصة رقمية. تشمل الأمثلة الشائعة لمواقع أو منصات التواصل الاجتماعي فيسبوك وأنستغرام وتويتر..إلخ. إن مستخدمي هذه المنصات ينضمون إلى نظام أساسي للشبكات الاجتماعية ويشرعون في الاتصال والتواصل مع مستخدمين آخرين. وفي بعض الحالات، يكون الاتصال في اتجاه واحد، بينما يكون في حالات أخرى ثنائي الاتجاه أو متعدد الاتجاهات. هناك فروق دقيقة يجب مراعاتها. يعد فيسبوك كموقع للتواصل الاجتماعي مثالاً على كيفية اختلاف المصطلحات والمفاهيم.. ومع ذلك فهي قد تتداخل إلى حد ما. إننا نقوم بالتسجيل ونشر ملف التعريف الخاص بنا، ونتواصل مع الأصدقاء ونعلق على الموضوعات بطريقة تفاعلية بشكل عام. من جهة أخرى على موقع الشبكات الاجتماعية نفسها، استخدمت الشركات فيسبوك كوسيلة لإيصال علامتها التجارية والحصول على ملايين المتابعين. ومع ذلك، هناك فرق واضح بين الاثنين حيث تتطلب وسائل التواصل الاجتماعي وجود شبكة اجتماعية لنشر المحتوى لمن يرغبون في استهلاكه والتفاعل معه. وبالتالي، فإن شبكة وسائل التواصل الاجتماعي هي التكنولوجيا الأساسية والروابط البشرية، بينما تركز وسائل التواصل الاجتماعي بشكل صارم على ما يتم نشره واستهلاكه داخل منصة الشبكات الاجتماعية.