أكد مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة طنجة-تطوان، السيد عبد الوهاب بنعجيبة، أن الدخول المدرسي 2012-2011 ينطلق في ظل مجهودات وإجراءات تبعث على التفاؤل، قائلا إن هذا الدخول «متميز جدا» لتزامنه مع السنة الثالثة للتطبيق الفعلي للمخطط الاستعجالي للتربية الوطنية. وتستعد الأكاديمية الجهوية، التي تغطي سبعة أقاليم بالشمال، بالتالي لانطلاقة سريعة جدا في هذه السنة الدراسية التي تنبئ بحصاد جيد، حيث إن الاستعدادات التي انطلقت منذ عدة أشهر تبعث على التفاؤل. وستتوفر هذه الجهة بالتالي، ولأول مرة، على أكبر عدد من المؤسسات التعليمية التي ستعزز هذه السنة البنية التحتية القائمة مسبقا. هكذا، سترى ما لا يقل عن 86 مؤسسة تعليمية النور استجابة للطلب القوي على مستوى التمدرس. تعبئة مليار و100 مليون درهم «لقد أعددنا المساطر الضرورية لإطلاق طلب عروض لبناء أكبر عدد، على المستوى الوطني، من المؤسسات التعليمية. ولذلك خصصت الوزارة مبلغ مليار و100 مليون درهم»، كما يشير باعتزاز السيد بنعجيبة في حديث خص به وكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة الدخول المدرسي. وأوضح أن هذه المؤسسات، التي ستتوزع على 113 جماعة حضرية وقروية بالجهة، «ستخول دفعة واحدة توفير عرض جيد يستجيب للطلب، وبالخصوص تحسين معدلات التمدرس، أساسا في بعض الجماعات القروية التي تسجل بعض التأخر مقارنة مع المعدل الوطني». واعتبر مدير الأكاديمية الجهوية أنه «لم تكن صدفة أن تستفيد جهتنا من أكبر عدد من الثانويات والإعداديات»، مؤكدا أن الأمر يتعلق «برهان كبير ينبغي مطلقا كسبه في فترة زمنية محدودة لأنه لدينا فقط سنة لإطلاق الأشغال». بيداغوجية الإدماج.. ابتكار ضمن المخطط الاستعجالي واستعرض السيد بنعجيبة، مشيدا بالمناسبة بدعم السلطات، مختلف الإنجازات المسجلة على مستوى الجهة, بما فيها توسيع وتأهيل وبناء مؤسسات تعليمية جديدة، وجهود محاربة الهدر المدرسي، والابتكار المتمثل في بيداغوجية الإدماج «الكفيلة وحدها بمواكبة المدرسة بالبحث والتقييم والمتابعة وضمان النتائج». وقال إن هذه البيداغوجية تعد أساسية لضمان الكفاءة، ولقيت استحسانا سواء لدى هيئة التدريس أو التلاميذ الذين يرون فيها دينامية وتغييرا حقيقيا في النظام البيداغوجي، معتبرا إياها بالإجمال «ثورة حقيقية». واستعرض السيد بنعجيبة مختلف إجراءات الدعم الاجتماعي التي تضمنها المخطط الاستعجالي، لاسيما مبادرة «مليون محفظة» التي استفاد منها، ما بين 2010 و2012، ما مجموعه 385 ألف و281 تلميذا، مقابل 113 ألف و996 ما بين 2009-2008، أي بمعدل زيادة بلغ 238 في المائة. كما هو الشأن بالنسبة للمستفيدين من برنامج الدعم المالي المباشر «تيسير» الذي استفادت منه 22 ألف و174 أسرة، مقابل 13 ألف و806 ما بين 2008 و2009, أي بمعدل زيادة يصل إلى 60 في المائة. وفيما يتعلق بالداخليات، فقد انتقل عددها إلى 6842 ما بين 2008 و2009 إلى 9238 ما بين 2010 و2011 وعدد المستفيدين من المطاعم من 63 ألف و359 إلى 84 ألف و118، كما هو الشأن أيضا بالنسبة لدار الطالبة الذي عرف عددها ارتفاعا بنسبة 460 في المائة، منتقلا بذلك من 196 إلى 1097. مدرسة النجاح.. مسؤولية متقاسمة ووجه مدير الأكاديمية، بالمناسبة، دعوة يلتمس إلى مخلتف الشركاء، لاسيما بالقطاع الخاص بالمنطقة والمجتمع الدولي، للاستثمار أكثر في أفق المساهمة في مدرسة النجاح، خاصة بالعالم القروي الذي يعاني، بالخصوص، من غياب وسائل نقل التلاميذ. واستعرض السيد بنعجيبة أوجها أخرى هامة للمخطط الاستعجالي، من قبيل تعميم مدرسة النجاح كفضاء حيوي، حيث تكثف الجهود المبذولة والطاقة التي يختزلها مجموع الفاعلين حول المخطط الاستعجالي. وتروم هذه المبادرة تعميم التعليم الإلزامي والنهوض بجودة مناهج التعليم بالسلك الابتدائي. وبذلك, يفوق عدد التلاميذ (السنتان الأولى والثانية) المعنيين بتعميم مدرسة النجاح 124 ألف و500 تلميذ جديد ضمنهم 60 ألف بالسنة الأولى. من جهة أخرى, تم أيضا بذل مجهودات في إطار مشروع محاربة الرسوب والهدر المدرسي اللذين يساهمان في تقليص, على المدى المتوسط (من 2010-2009 إلى 2018-2017) للهدر المدرسي والرسوب بشكل يمكن في أفق 2014-2015 من بلوغ معدل 90 في المائة فيما يتعلق باستكمال الدراسة بالسلك الابتدائي بدون رسوب بالنسبة لأطفال الموسم الدراسي 2010-2009، وخلال 2018-2017 معدل 80 في المائة لاستكمال دروس السلك الإعدادي بالنسبة لتلاميذ الموسم الدراسي 2010-2009. ويروم هذا المشروع أيضا القضاء على الهدر المدرسي وتقليص معدل الرسوب إلى 2 في المائة بالنسبة للابتدائي ما بين 2012 و2013 وإلى 3 في المائة ما بين 2012 و2013. وهذه المجهودات والإجراءات تبعث، حسب مدير الأكاديمية، على التفاؤل، كما سيكون لها تأثير إيجابي على السياسة التي اعتمدها المغرب في مجال التربية على المديين المتوسط والبعيد.