صفر .. هي الحصيلة التي خرجت بها ألعاب القوى المغربية من مشاركتها ببطولة العالم لألعاب القوى التي احتضنت نسختها الثالثة عشرة مدينة دايغو الكورية الجنوبية، حصيلة مخجلة لم تمكن المغرب من تدوين اسمه بسبورة الميداليات، على غرار الدول المبتدئة التي لا تتوفر على أي رصيد أو تاريخ في هذه الرياضة. فالمغرب الذي يتوفر على رصيد مهم وغني من حيث الميداليات بهذه البطولة منها 27 ميدالية،10 منها ذهبية و11 فضية و6 نحاسية، لم يسبق له أن غاب منذ 1983 بهلسنكي عن منصات التتويج، إلا في ثلاث دورات وهى شتوتغارت 1993 والتي تفجرت بعدها فضيحة التاقي، برلين 2009 ما برز من فضائح المنشطات، والآن دايغو 2011. وتبقى دورة إشبيلية الإسبانية سنة 1999 الأبرز من حيث الحصيلة، إذ تمكن الأبطال المغاربة من الحصول على ذهبيتين بفضل كل من الكروج في 1500م وحيسو في 5000م، وفضيتين لنزهة بيدوان في 400م حواجز وزهرة واعزيز في 5000م، وبرونزية لعلي الزين في 3000م موانع، مما أهل المغرب لاحتلال المركز الخامس عالميا، وهى أعلى رتبة في تاريخ ألعاب القوى الوطنية. هكذا أصبح المغرب الرياضي في تراجع مستمر، والعاب القوى التي شرفت بلادنا في العديد من المحافل الدولية طيلة سنوات عديدة بفضل الأبطال التاريخيين، لم تعد قادرة على العطاء ودخلت منذ سنوات في تراجع مهول، وقد كان العداء عبد العاطي ايكيدر واقعيا في تصريحه، عندما قال أن العاب القوى الوطنية دخلت في تراجع مستمر، ولابد من إنقاذها قبل فوات الأوان، عكس المنسق عبد القادر قادة الذي خالف كل التوقعات، بتأكيده أن الحصيلة كانت ايجابية. هذان التصريحان يختزلان جزءا كبيرا من الواقع الذي أصبحت عليه هذه الرياضة، فالرياضيون يشعرون بالمرارة، عكس المسؤولين المباشرين عن الأزمة الذين يسعون إلى إخفاء الحقيقة، فقادة المنسق الحالي للإدارة التقنية والذي عايش بعض الأبطال في مقدمتهم هشام الكروج، يعرف جيدا أن الصفر الذي حصل عليه المغرب ليس بالحصيلة الجيدة، ورغم ذلك تجنب قول الحقيقة، إرضاء للمسؤول الأول عن الجامعة، وطمعا في الحفاظ على المنصب ليس إلا... ما حدث بدايغو ينضاف إلى ما حدث ببطولة العالم للعدو الريفي، وبطولة إفريقيا، والبطولة العربية، وغيرها من الملتقيات التي لم يعد حضور المغرب فيها لافتا أو وازنا، إذ أصبح تحقيق الحد الأدنى الذي يسمح بالمشاركة هو أفضل ما يمكن أن يحققه أي عداء أو عداءة مغربية، أما الوصول إلى المرحلة النهائية من السباق فتحول إلى انجاز هام، بعدما كان العالم يتابع بإبهار وإعجاب كبيرين عزف النشيد الوطني في أهم التظاهرات العالمية على غرار الألعاب الأولمبية وبطولات العالم وكذلك دورات العدو الريفي. فالواضح أن الجهاز الجامعي الذي نصب منذ سنة 2007 ، بقيادة عبد السلام احيزون راكم سنة بعد أخرى مجموعة من النتائج السلبية، فحتى الفئات الصغرى المفروض أن تعطى مؤشرات على جدية العمل القاعدي، تظهر هي الأخرى حصيلة متواضعة، والدليل حضورها الشكلي على مستوى التظاهرات الدولية والقارية وحتى الجهوية، مما يؤكد بالملموس أن المستقبل غامض، رغم مرور خمس سنوات لهذا المكتب على رأس جامعة أم الرياضات. أمام ما يحدث، فان التغيير بات ضروريا فلا يعقل أن يقف الجميع متفرجا، يتابع النزيف الذي ينخر جسم هذه الرياضة الجميلة، ومن المفروض أن يكون تدخلا حازما من طرف الوزارة الوصية واللجنة الأولمبية للعمل على إنقاذ هذه الرياضة من وحل تجربة غير ناجحة استهلكت كل التجارب الفاشلة...