الفاسي الفهري ينقل رسالة شفوية من جلالة الملك إلى رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي بات المغرب أول بلد عربي يوفد مسؤولا من مستوى رفيع إلى ليبيا، منذ قيام الثورة، ليعبر في مدينة بنغازي عن دعمه للتطلعات المشروعة للشعب الليبي في الديمقراطية والحرية والتقدم. فقد استقبل وزير الشؤون الخارجية والتعاون الطيب الفاسي الفهري، أمس الأربعاء ببنغازي، من طرف رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل، حيث نقل إليه رسالة شفوية من جلالة الملك محمد السادس، تتعلق، حسب بلاغ للوزارة، بالتطورات الهامة المسجلة على الساحة الليبية، والدور الحاسم الذي اضطلع به المجلس الوطني الانتقالي في هذه الصفحة الجديدة من تاريخ هذا البلد من أجل تحقيق التطلعات المشروعة للشعب الليبي الشقيق. وعلى نقيض المغرب، أصبحت الجزائر البلد العربي الوحيد الداعم لنظام القدافي حتى بعد رحيله. وتمر العلاقات اليوم بين الجانبين بمرحلة جد حساسة، خاصة بعد إصرار القيادة الجزائرية على مواصلة الإمدادات العسكرية للعقيد معمر القدافي، والتي كانت تنطلق من مدينة تندوف أساسا حيث يتم تجييش العديد من مرتزقة البوليساريو والدفع بهم إلى مواجهة الثوار وقتل المدنيين. فقد قال محمود شمام الناطق باسم المجلس الوطني الانتقالي الليبي بتونس، في حديث نشرته صحيفة (الوطن) الجزائرية أمس الأربعاء، إن «الشعب الليبي كان إلى جانب الثورة الجزائرية. لقد كنا نأمل في أن تكون الجزائر إلى جانب الشعب الليبي الذي يكافح من أجل حريته واستقلاله والاضطلاع بالدور الذي يمليه عليها موقعها الجيو سياسي، غير أن ذلك لم يحدث للأسف «. وعلى الصعيد العربي، تأكد أمس حضور المجلس الوطني الانتقالي الليبي اجتماع مجلس الجامعة العربية الذي سيعقد يوم السبت المقبل (27 غشت الجاري) على المستوى الوزاري، لمناقشة الوضع العربي الراهن بما في ذلك التطورات في ليبيا وسورية. حضور يأتي تلبية للدعوة التي وجهها وزراء خارجية الدول العربية أعضاء لجنة مبادرة السلام العربية الذين أكدوا في بيان أعقب اجتماعهم أول أمس بالعاصمة القطرية الدوحة على «ضرورة العمل وبشكل سريع من أجل عودة الاستقرار والأمن والسلام إلى ليبيا»، داعين كافة القوى الليبية إلى «التحلي بروح التسامح ورفض الانتقام في ظل حرمة شهر رمضان الكريم ومكانته في المجتمعات الإسلامية ومن أجل بناء ليبيا جديدة». وتمارس الدول العربية منذ الاثنين الماضي، ضغوطا على المجتمع الدولي لحثه على الإسراع في تنفيذ الآلية المالية المؤقتة التي أقرها من أجل تطبيق الإجراءات المتفق عليها دوليا لتمويل الاحتياجات الإنسانية للشعب الليبي بمصداقية وشفافية. ضغوطات ترمي دفع المجتمع الدولي إلى الموافقة على صرف مبلغ 2،5 مليار دولار من الأموال الليبية المجمدة بشكل عاجل لصرف هذه الرواتب وتوفير الاحتياجات الإنسانية للشعب الليبي قبل حلول عيد الفطر المبارك. من جانبه تعهد المجلس الوطني الانتقالي الليبي باحترام الحكومة الجديدة عقود النفط التي أبرمت إبان حكم العقيد معمر القدافي بما فيها تلك الممنوحة لشركات صينية. ونقلت وكالة رويترز عن أحمد الجهاني مسؤول المجلس المكلف بشؤون إعادة البناء قوله مساء أمس إن عقود حقول النفط ستحترم بكل تأكيد. وتابع المسؤول الليبي إن «كل العقود القانونية ستحترم سواء في النفط والغاز أو في المقاولات... ولدينا عقود جرى التفاوض عليها... وطرحت في مزادات مفتوحة... ومن غير الوارد إلغاء أي عقد». وفي أحد تصريحاته التي وصفها المجلس الانتقالي ب»هذيان آخر عمر النظام»، قال معمر القدافي في رسالة صوتية بثتها قناة «الرأي» المتمركزة في سورية أنه «تجول متخفيا في طرابلس» ودعا مؤيديه إلى «تطهير» العاصمة الليبية من «الجرذان»، غداة سيطرة الثوار على الجزء الأكبر منها. وأضاف القدافي «خرجت في طرابلس دون أن يراني الناس متخفيا(...) أحيي الشباب الثوريين الذين التقيت بهم في طرابلس», داعيا «كل القبائل الليبية إلى تطهير طرابلس من الجرذان». وكان معمر القدافي قد قال في كلمة صوتية سابقة إن سيطرة الثوار الليبيين، أول أمس الثلاثاء، على مقره العام في باب العزيزية بطرابلس لم يكن إلا «انسحابا تكتيكيا» من جانبه.