صدر عن منشورات الزمن العدد 32 من سلسلة شرفات مؤلف بعنوان «الأنترنيت والديمقراطية إنعاش وتجديد أم تقويض وتأزيم» للكاتب عبد النبي رجواني. وتنطلق مقدمة الكتاب, لذي يقع في 218 صفحة من القطع المتوسط, من مجموعة من التساؤلات تتركز على الخصوص حول عما «إذا حققت الدراسات بشأن أثر التكنولوجيا على الاقتصاد و الثقافة والسلوكات الضروري من التراكمات المنهجية والمعرفية على درب تأسيس مقاربات عملية تكبح الخطابات الإديولوجية وتؤطر الإسقاطات الاعتباطية والتنبؤات الاستهامية». وأكد الكاتب في تقديم الكتاب أن الأنترنيت أحدث ثورة في أشكال وأساليب الاتصال ورسخ الأفقية واللحظية والتحرر النسبي من إكراهات الرقابة والكلفة, وأسهم في توسيع فضاءات حرية الرأي والتعبير وتجديد آليات تشكل الرأي العام داخل فضاء عمومي مفتوح ييسر مباردات المجتمع المدني, و»يوفر إمكانيات حقيقة للحد من هيمنة المؤسسات الإعلامية المسنودة إلى قوة المال و تبادل المصالح بين الأقوياء». وأضاف أن الأنترنيت أصبح حاضرا في أشكال ومستويات مختلفة في الاتصال السياسي و الاستقطاب الحزبي والحملات الانتخابية وتنظيم الاقتراعات. وتأرجح المؤلف طويلا وهو يحاول تقييم أثر الاستعمالات الراهنة للأنتريت على الديمقراطية التمثيلية التفويضية لينتهي مرحليا إلى ترجيح احتمال التأزيم لأسباب ذاتية وأخرى موضوعية رصدها انطلاقا من واقع الديمقراطية التمثلية التفويضية في المجتمعات الغربية. ويتضمن الكتاب بالإضافة إلى التقديم فصول حول «الاتصال السياسي ما قبل الأنترنيت, نظرة موجزة» و «حديث في الديمقراطية الالكترونية, ألم يدم الحلم طويلا?» و «الأنترنيت والرأي العام» و «هل الأنترنيت فضاء للتداول?» و «الأنترنيت, الأحزاب السياسية والاتصال السياسي» . كما يشتمل الكتاب على فصول حول «الأنترنيت والاتصال الانتخابي» و» الأنترنيت والتصويت عن بعد» و «الأنترنيت,الحريات الفردية والحق في النسيان» و «هل سينعش الأنترنيت الديمقراطية ويجددها». وبخصوص دور الإنترنيت في إنضاج شروط المواطنة وتحصين الديمقراطية يرى عبد النبي رجواني أن الإنترنيت مجرد أداة قد «تخدم الإرادة والإرادة المضادة و السلطة والمعارضة والشفافية والتعميم الانفتاح على الاختلاف و الدوغمائية». وأشار إلى أن منظمات المجتمع المدني والحركات الاحتجاجية المحلية والعالمية استفادت من توظيف مميزات الإنترنيت لتطوير أساليب عملها وإسماع صوتها في كل أنحاء العالم. وأضاف أن المتديات الإلكترونية تمثل فضاءات جديدة لحرية التعبير وممارسة الاتصال السياسي ولتعبئة المعنيين والمستهدين واستنفار عموم رواد الشبكة في ظرف وجيز حول قضية معينة . غير أنه تسائل في آخر الكتاب عما إذا كان «السياسيون المتنورون سيفلحون في تطويع تكنولوجيا الإعلام والاتصال لتحقيق تواصل سياسي تفاعلي وتداولي يسهم في إحياء ديمقراطية قوية المشروعية والجاذبية والفاعلية وترسيخ مواطنة مسؤولة».