اللجنة المنظمة تلجأ إلى الاقتراض درءا للتماطل في صرف الاعتمادات على مدى ثلاثة أيام (من 22 يوليو إلى 24 منه)،احتضنت القاعة المتعددة الاستعمالات وساحة السعادة بإنزكان ،فعاليات النسخة الرابعة لمهرجان» تايوغت» المنظم هذه السنة تحت شعار»سوس،مهد الآداب والفن»من تنظيم جمعية تايوغت للثقافة والتنمية الاجتماعية ،بمشاركة مع المجلس الجهوي لسوس ماسة درعة وبتنسيق مع المجلس البلدي لمدينة إنزكان.هذا المهرجان الذي يعتبره المتتبعون للشأن المحلي والجهوي ،ثاني أكبر مهرجان فني وثقافي بعد مهرجان «تيميتار»رغم شساعة الهوة وكبر الفوارق بينهما،لا من حيث الإمكانيات المادية،البشرية واللوجيستيكية و الإعلامية المرصودة لكل منهما. وبالعودة إلى دورة هذه السنة من مهرجان تايوغت التي انطلقت هذه السنة، بافتتاح معرض الكتاب بالقاعة متعددة الاستعمالات وتقديم فقرات فنية متميزة للفرقة المحلية لفن «إسمكان»، بعد ذالك ، استمتع الحاضرون بكشكول غنائي لمجموعة «تابغاينوست»(العنكبوت)التي يترأسها الفنان القدير إبراهيم بوعشرة الذي عمل بجانب عدد كبير من أقطاب الأغنية المغربية،أمثال عبد الهادي بلخياط وعبد الوهاب الدكالي وغيرهم من الفنانين المغاربة .هذه المجموعة،التي تأسست 1964 وكانت بمثابة النواة الأساسية لتفريخ عدد كبير من المجموعات الغنائية السوسية :إزنزارن ،أسمان،الأقدام...أتحفت كل الحاضرين الذين تجاوبوا معها بكل تلقائية وبحماس منقطع النظير،بمقاطع موسيقية رائعة من ألبوماته الغنية التي أعادت الجميع إلى أيام الزمن الجميل للأغنية المغربية الأمازيغية.. أما اليومان المواليان من يوميات المهرجان ،فقد عرفا مشاركة نوعية ،لثلة من الفنانين يتقدمهم الرايس الحسين الباز وحميد إنرزاف ،مجموعة أرشاش ،مجموعة تراكت ومجموعة الكدرة باب الصحراء من كلميم والفنان موحا ملال من ورزازات، وبموازاة مع ذلك تم تكريم الأستاذ عبد العزيز أوالسايح ،المخرج السينمائي المغربي الذي أسدى ولازال يسدي خدمات جليلة للسينما المغربية بشكل عام والسينما الأمازيغية بشكل خاص. وعن سؤال حول الأجواء التي يتم فيها تنظيم دورة هذه السنة لمهرجان تايوغت يقول الأستاذ احمد الطالب ، بأن الأمور تسير بشكل عادي ،وأن جميع مكونات الجمعية تجندت لإنجاح مهرجانها .»الجديد هذه السنة،يضيف المدير، يكمن في تعاقدنا مع فنانين من خارج المنطقة :من كلميم ، ورزازات، زيادة على إخوانهم الذين يزخر بهم الإقليم،الجمعية أيضا اختارت الشهر الفضيل، لتكريم الأستاذ عمر آفا ،وتحديدا أيام 19،20 و21 غشت المقبل على شكل ندوات فكرية سيتم التطرق من خلالها إلى جوانب من الثقافة السوسية» . بالمقابل ،صب الأستاذ محمد بايري ،رئيس جمعية تايوغت،جام غضبه على المسؤولين عن الشأن المحلي بالإقليم ،متهما إياهم بنهج سياسة الآذان الصماء تجاه كل مايتعلق بما هو فني وثقافي بالمدينة وبتبخيسهم للمجهودات التي تبدل من أجل النهوض بهذا الحقل الذي تعتبر منطقة سوس رائدة فيه على الصعيد الوطني .»فكيف يمكن تفسير التأخير المتعمد ، لصرف الاعتمادات التي رصدت لهذا الحدث ،من طرف مجلس الجهة وبلدية إنزكان ،والتي لازلنا لم نتوصل بها إلى حدود الساعة ،علما أن طلبات الدعم قدمت لهما لأزيد من شهر»يضيف رئيس الجمعية .وتفاديا لأي مشكل محتمل مع المتعاقد معهم من الفنانين،ارتأت اللجنة المنظمة اللجوء إلى اقتراض مبلغ مالي وضخه في حساب الجمعية تحسبا لكل تماطل . في ظل هذه الإكراهات إذن، أسدل الستار على فعاليات المهرجان الرابع لتايوغت الذي،ورغم كل المعيقات ، عرف نجاحا باهرا بفضل الإرادة القوية والطموح الكبير والتدبير المحكم والمعقلن الذي تنهجه جمعية تايوغت ،التي ،رغم فتوتها،فإنها قادرة على جعل هذا الحدث، تقليدا سنويا من شأنه، تعويض الفراغ الذي تركه غياب موسم سيدي الحاج مبارك،الذي كان إلى حدود الأمس القريب ،محرك عجلة التنمية الفنية ،الثقافية والاقتصادية بالمنطقة.