وقعت وزارة الثقافة والشباب والتواصل اتفاقية شراكة مع الجامعة الوطنية للتخييم، إيذانا بعودة البرنامج الوطني للتخييم، "عطلة للجميع" بعد سنتين من التوقف الاضطراري بسبب جائحة كورونا. وخلال مراسيم التوقيع التي احتضنتها المكتبة الوطنية بالرباط، يوم الجمعة المنصرم، أعلن محمد المهدي بنسعيد وزير الثقافة والشباب والتواصل، عن مجموعة من المستجدات التي ستشهدها نسخة 2022 من البرنامج الوطني للتخييم، والتي تروم تطوير آليات التخييم، وتجويد الخدمات المقدمة لفائدة الفئات المستهدفة. وفي هذا السياق، ذكر الوزير المهدي بنسعيد أن الموسم الجديد من البرنامج الوطني للتخييم سيعرف فتح مجموعة من المخيمات لأول مرة، كما سيعرف تجديدا على مستوى البرامج والأنشطة، داعيا مختلف الفاعلين والمتدخلين إلى توسيع خريطة فضاءات التخييم وتوفير الوعاءات العقارية الملائمة والكافية لتلبية الطلب المتزايد على البرنامج الوطني للتخييم. وأفاد المسؤول الحكومي أن هناك تنسيقا بين القطاعات الحكومية المعنية، من أجل الحفاظ على الإجراءات الاحترازية التي تفرضها الجائحة، وفي الوقت نفسه التجاوب مع متطلبات المستفيدين، مشيرا إلى أن رهانات التنمية الحقيقية تجد مدخلها في ما تقدمه المخيمات من برامج وقائية وأنشطة ذات وقع تربوي، بعيدا عن كل فكر هدام وثقافة مغرضة، كما أنها بفضل ما راكمته من تجارب تربوية خلال ما يزيد عن مائة سنة، وما واكب ذلك من تعاقب للأجيال، أضحت تشكل جزءا من الرأسمال اللامادي الذي يتعين صيانة مكتسباته وتحصينه ضد كل الأساليب والممارسات التي قد تعبث بأهدافه وقيمه النبيلة. من جانبه، أكد رئيس الجامعة الوطنية للتخييم، محمد القرطيطي أن التخييم السوسيو-تربوي، يعد طاقة إيجابية للأطفال واليافعين والشباب والجمعيات، يؤطر ويوظف الزمن من أجل تدبيره واستثماره، ويعطي فرصا متاحة لتعلم أنماط ومتعة الحياة، ويرسخ قيم التطوع والمواطنة والانتماء للوطن، وتفعيل محركات الثقافة والقراءة والإبداع، والانخراط في الثقافة الحقوقية الوطنية والكونية وكسب المعرفة، والمهارات الحياتية. وأضاف القرطيطي، أن التخييم من حيث تركيبته وتنظيماته ومجالاته، يستهدف الأطفال واليافعين والشباب والجمعيات، في حدود ربع مليون مستفيد (ة) سنويا، من خلال توفير مساحات للتنشيط والتكوين والتأطير، وحمولات تربوية وثقافية وإبداعية مفيدة، وهو ما يجعل من هذا البرنامج الوطني، في نظر المتحدث، تظاهرة اقتصادية اجتماعية بامتياز، فهو يشغل آلاف اليد العاملة تفوق الخمسة آلاف، ويعبئ أكثر من 25 آلف مؤطر تربوي ، وأزيد من ألف موظف، ويقدم ما لا يقل عن 06 ملايين وجبة غذاء، وأكثر من مليون ونصف ليلة مبيت، وأسطول من رجال الصحة والإدارة الوصية والسلطات العمومية، وآلاف من أطنان المواد الغذائية، تؤمنها عشرات المقاولات المتعهدة بالمطعمة، إلى جانب التأمين والنقل والتغطية الصحية ودعم تسيير الجمعيات. وقال رئيس الجامعة الوطنية للتخييم "إن التخييم السوسيو-تربوي بكل مفاصيله، وتفاصيله التقنية والتنظيمية والتربوية والتأطيرية، يخضع الى مقاييس ومعايير لاختيار منشطيه ومديري إداراته التربوية ، ليتم بموجب ذلك تكوين معمق نظري وتطبيقي على مدى 60 يوما ، و420 ساعة تكوين نظري وتطبيقي موزعة على تداريب تحضيرية وتكوينية والمديرين والمكونين، تتوج بالحصول على دبلوم مدرب ومدير وشهادة استحقاق". وفي سياق متصل ذكر رئيس قسم أنشطة وحماية الطفولة محمد أيت الحلوي، بأهداف البرنامج الوطني للتخييم، والمتمثلة أساسا في تنوع الخدمات والجودة والرفع من عدد المستفيدين تدريجيا وتسهيل ولوج أطفال المناطق القروية والهشة إلى الخدمة التربوية، وتطوير المقاربة التشاركية في التدبير، بغية الوصول إلى مخيمات دامجة تحتضن كل فئات كبيرة من الطفولة المغربية بشراكة مع مجموعة من القطاعات الحكومية، المهتمة بقضايا الطفولة. وأضاف محمد أيت الحلوي أن مجالات البرنامج الوطني للتخييم تشمل عدد من المخيمات القارة وملتقيات اليافعين وأنشطة القرب، والمقامات التربوية وجامعات الشباب الخاصة بالجمعيات التربوية والمنظمات الشبابية، بالإضافة إلى تداريب دعم القدرات الخاصة بأطر الجسم الجمعوي، واللقاءات الدراسية التي تنظمها الجمعيات المهتمة بنشاط التخييم. يشار إلى أن الجامعة الوطنية للتخييم تعد شريكا أساسيا لوزارة الثقافة والشباب والتواصل، قطاع الشباب، وهي منخرطة بكل مكوناتها في الحكامة التدبيرية باعتماد دفتر التعاقد التربوي، وميثاق المخيم التربوي، وكذا اعتماد المقاربة الحقوقية بخصوص التظلم والسلوك التربوي.