الدورة التأسيسية تنطلق هذا المساء بعرص مسرحيتين بالعربية والأمازيغية تنطلق يومه السبت فعاليات الدورة الأولى للملتقى المسرحي لمدينة الدارالبيضاء، الذي تكاثفت جهود مجموعة من الإطارات الوازنة لأجل إخراجه إلى الوجود: النقابة المغربية لمحترفي المسرح والتنسيقية الوطنية للفرق المسرحية المحترفة وجمعية خريجي المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، من جهة ومجلس مدينة الدارالبيضاء الذي يحتضن هذه الدورة التأسيسية من جهة أخرى. وتأتي هذه المبادرة، التي طالما انتظرها عشاق أب الفنون، حسب تأكيد إدارة الملتقى «احتفاء بالمرحلة الجديدة التي دخل فيها المغرب»، وبالجهد الذي تبذله الفرق المسرحية بمختلف جهات البلاد للدفع بالمسرح المغربي لمواكبة الدينامية المجتمعية الجديدة، والعمل على تقريب الفرجة المسرحية من جمهورها، وتمثل مختلف التجارب والحساسيات الفنية والجمالية.. وسيشكل هذا الملتقى أيضا فضاء رحبا لتدارس قضايا قطاع المسرح الاحترافي الملحة والمستعجلة، واستشراف الآفاق التي يفتحها أمامه الدستور المغربي الجديد، وكذا «استكمالا للجهود التي تبذلها فعاليات المدينة في اهتمامها بالجوانب الثقافية والفنية، باعتبارها غذاء روحيا لساكنة المدينة، ومظهرا من مظاهر حياتها وسمو قيم الإبداع». وبهذه المناسبة، يشير حسن هموش، مدير الملتقى، ورئيس التنسيقية الوطنية للفرق المسرحية الاحترافية، أن «الملتقى المسرحي الأول للدار البيضاء، لن يكون بديلا للتظاهرات المسرحية التي تشهدها بلادنا، بل سيشكل قيمة مضافة، باعتباره يخاطب وجدان المتلقي المغربي، وباعتباره كذلك محطة لبلورة تصور شمولي للمسرح المغربي، وفضاء للحوار الجاد والفعلي..». وهكذا سيقام حفل الافتتاح، في الساعة السابعة من مساء يومه السبت، بمسرح محمد السادس الذي سيشهد عرض مسرحية «الحائط» لفرقة القصبة من الرباط، كما سيتم في نفس اليوم عرض مسرحية باللغة الأمازيغية «جمرة الرماد» لفرقة تاركانت من الدارالبيضاء بالمركب الثقافي كمال الزبدي، وفي ما يلي من أيام الملتقى التي تمتد إلى غاية 28 يوليوز الجاري، سيحتضن المركب الثقافي سيدي بليوط عروضا لفرقة لنلعب للفنون ومسرح الأصدقاء وفرقة أنفاس من الرباط، فرقة نادي المرآة من فاس، فرقة الجوهرة السوداء من جرادة. وسيحتضن المركب الثقافي مولاي رشيد عروض فرقة الكواليس، وفرقة مسرح الشعب وفرقة اللواء للإبداع من الدارالبيضاء، مسرح تروب دور من سلا، فرقة ستيلكوم من فاس، فرقة المدينة الصغيرة من شفشاون، النادي الفني كوميديا من مراكش، وسيعرف المركب الثقافي محمد زفزاف عروضا لفرقة آدم للإنتاج من سلا، فرقة النجوم من فاس، فرقة البدوي 65 ومحترف 21 من الدارالبيضاء، بيت المسرح من خريبكة، فيما سيشهد المركب الثقافي كمال الزبدي عروض مسرح تاركانت من الدارالبيضاء، فرقة إم للإنتاج ومسرح اليوم والغد من سلا، فرقة أنفاس من الرباط.. ولا يقتصر هذا الملتقى على تقديم العروض المسرحية فقط، بل يمتد إلى أنشطة فكرية وتربوية، ومن بين أبرز هذه الأنشطة: ندوة الثقافة والفنون في الدستور المغربي، على اعتبار أن هذا المهرجان المسرحي، يأتي - حسب توضيح إدارة الملتقى- في سياق التعديل الجديد للدستور والذي اشتمل على مجموعة من الفصول التي تتطرق لموضوع الثقافة والفنون، تنص لأول مرة على التزام الدولة بدعم تنمية الثقافة والفنون وضمان حرية الإبداع والتعبير؛ مما يعد مكسبا حقيقيا، مع الوعي بأن المحك الحقيقي لهذه القوانين يبقى هو مجال الممارسة والتطبيق، وستحاول هذه الندوة الإجابة على جملة من الأسئلة، من بينها: هل يكفي التنصيص على مؤسسات دستورية لكي تأخذ الثقافة مساراتها الحقيقية؟ كيف يطرح سؤال الهوية داخل نسق يتسم بالتعدد الثقافي والتنوع اللغوي والاختلاف الجغرافي والانفتاح الكوني؟ كيف تتمثل قضايا حرية الإبداع والرأي والتفكير التي تقتضي احترام الإنسان في تنوعه وتعدديته؟ إلى غير ذلك من التساؤلات الملحة والمنفتحة على المستقبل. كما يشهد المهرجان تنظيم ندوة حول الدعم المسرحي، باعتبار، حسب ورقة عمل لإدارة الملتقى، أن «برنامج الدعم، إنتاجا وترويجا، خصوصا خلال الأيام الأخيرة، حظي بنقاشات وسجالات بين المسرحيين المغاربة ووزارة الثقافة، بسبب إقدام هذه الأخيرة على تفردها بمراجعة القرار المشترك المتعلق بالدعم، وهي مراجعة تضمنت تراجعا خطيرا على ما تحقق من إنجازات في هذا الباب». وبالتالي تقرر أن يشكل المهرجان في دورته الأولى فضاء آخر للتفكير الجماعي في مستقبل دعم الدولة للمسرح ومقاربتها له بعد الاعتراف الرسمي في الدستور الجديد بأهمية الثقافة والفنون في المجتمع». كما يشهد الملتقى تنظيم ورشات في مجال التكوين المسرحي، يتولى تأطيرها أساتذة التعليم الفني، وهي تستهدف بصفة أساسية فئة الشباب وهواة المسرح المنتظمين في إطار جمعيات وفرق وأندية بمدينة الدارالبيضاء.