قال محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، أول أمس الأحد، إن لحي سيدي البرنوصي مكانة على مستوى النضال الوطني، وعلى مستوى النضالات الشعبية التي انطلقت من هذا الحي كباقي أحياء أخرى في الدارالبيضاء، وكان لها صيت وطني في التاريخ القريب لمدينة الدارالبيضاء. وأضاف نبيل بنعبدالله، في لقاء تواصلي نظمه الفرع الإقليمي لحزب التقدم والاشتراكية بقاعة العروض بالمركب الإداري بسيدي البرنوصي بالدارالبيضاء من أجل مناقشة الورقة التنظيمية الداخلية " مداخل للنقاش والتفكير في أفق المؤتمر الحادي عشر" ، إنه سعيد جدا بحضور ممثلي الأحزاب السياسية الصديقة، وعلى رأسهم سعيد صابري رئيس مقاطعة سيدي البرنوصي عن حزب الأصالة والمعاصرة، وممثلي حزبي الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والتجمع الوطني للأحرار، في هذا اللقاء التواصلي الداخلي، بالإضافة إلى ممثلي جمعيات المجتمع المدني، موجها لهم بالمناسبة تحية شكر وتقدير. كما تقدم أيضا بتحية خالصة وعميقة للرفاق والرفيقات في الفرع الإقليمي لحزب التقدم والاشتراكية بسيدي البرنوصي، على مجهوداتهم ونضالهم، وما راكموه على مر السنين جعلهم اليوم يتمكنون من الفوز بثلاثة مقاعد في مجلس مقاطعة سيدي البرنوصي، ويشاركون بالتالي في تسييرها، بالإضافة إلى عضو آخر في مقاطعة سيدي مومن. كما توجه بتحية مماثلة إلى كل الرفاق والرفيقات الذين ظلوا دائما أوفياء للحزب منذ سنوات عديدة، بل عقود، ويتعلق الأمر على سبيل المثال لا الحصر بالرفاق العربي بلعكاف، ومصطفى فراغ، والرفيقة الشاعرة مليكة واليالي، والفقيد حانون بوطيب. وأكد نبيل بنعبد الله أن التميز الذي طبع الفرع الإقليمي لحزب التقدم والإشتراكية، يتجلي في الانفتاح الذكي على الطاقات الواعدة والكفاءات، ذات التجربة والتي لها صيت وتاريخ نضالي، وقدرات مكنتها من اختراق مختلف الأوساط الشعبية، موجها تحية لكل المناضلين والمناضلات بسيدي البرنوصي، ولكل من كان له الفضل في رفع راية الحزب عاليا، وعلى رأسهم الرفيق عبد الإله جحا نائب رئيس مقاطعة سيدي البرنوصي ورئيس فريق الحزب بمجلس الدارالبيضاء. ولم يفت الأمين العام، في كلمته التي كانت تقاطع بالتصفيقات، الحديث عن مدينة الدارالبيضاء، حيث أشار في هذا الصدد إلى أن هناك تأخرا ملحوظا في إنجاز مجموعة من المشاريع، مما ينعكس بشكل سلبي على أوضاع البيضاويين والبيضاويات، داعيا مجلس الدارالبيضاء إلى تحمل مسؤوليته. وأوضح نبيل بنعبدالله، في هذا الصدد، أنه لا يعقل ونحن في سنة 2022، أن يعيش المواطنون في مدن الصفيح أو في سكن غير لائق، في الوقت الذي رصد هو شخصيا، عندما كان وزيرا للسكنى، ملايين الدراهم من أجل تحسين وضعية الساكنة، متسائلا: ماذا فعلوا بكل هذه الأموال؟ ودعا بنعبدالله منتخبي مجلس المدينة إلى التعجيل بتنفيذ المشاريع المبرمجة، حتى تضاهي الدارالبيضاء باقي المدن العالمية، دون نسيان الاهتمام بالفئات الهامشية والشعبية. وعن وجود الحزب في المعارضة، قال نبيل بنعبدالله، إنه "اختيار، لأن الإصلاح الذي كان ينشده الحزب أصبحت شروطه غير متوفرة"، كما أن الظروف التي ميزت الانتخابات الأخيرة، عرفت تدفقا في الأموال، أفسد بشكل كبير المنافسة الشريفة بين الأحزاب السياسية، وبالتالي، يقول المتحدث،" ما بني على باطل فهو باطل". وبلغة الأرقام، أكد نبيل بنعبد الله، أن نسبة المصوتين في الانتخابات الأخيرة لا تتعدى ثمانية ملايين ناخب، من أصل 26 مليون ناخب، وهذه نتيجة عدة سنوات من التلاعب في أصوات الناخبين عبر شراء الأصوات وممارسات أخرى، أفقدت العمل السياسي مصداقيته ونبله، داعيا جميع مناضلي الحزب لأن يكونوا قدوة في سلوكهم ونضالهم السياسي، لإعادة الاعتبار للعمل السياسي وتشجيع المواطنين على الانخراط في الأحزاب السياسية، التي منحها الدستور المغربي مكانة مهمة، وجعل من المؤسسات المنتخبة ركيزة من ركائز الديمقراطية. وعند حديثة عن الوضعية التي تعيشها بلادنا، أكد الأمين العام للحزب، أن الوضعية دقيقة وصعبة، وأن الحكومة تواجه أوضاعا صعبة مرتبطة بأوضاع عالمية، ضمنها وباء كوفيد والحرب الروسية الأكرانية، التي خلفت انعكاسات اقتصادية واجتماعية وسياسية. لكن هذا، يقول الأمين العام، "لا ينقص من مسؤولية مواجهة الحكومة لهذه الأوضاع". وحذر الحكومة من اعتبار الوضعية الحالية عادية، لافتا انتباهها إلى أن انعكاسات هذه الوضعية أدت إلى ارتفاع الأسعار ومست بالتالي القدرة الشرائية للفئات الهشة، منبها إلى أن "استقرار البلاد قد يتأثر بهذا الارتفاع المهول للأسعار". وأكد نبيل بنعبد الله، أننا اليوم، في حاجة إلى طبقة سياسية، تتواصل مع المواطنين، وتقترح الحلول، وتشرح للمواطنين أسباب ارتفاع أسعار مجموعة من المواد كالخضر والمحروقات ومواد البناء وغيرها. وشدد على أن هناك ضعفا على مستوى التواصل الإعلامي السياسي للحكومة، وأن الواجب السياسي يحتم عليها أن تكون حاضرة على مستوى جميع وسائل التواصل بما فيها القنوات العمومية للتواصل مع المواطنين في القضايا التي تهمهم، وتقدم لهم الشروحات الكافية. واعتبر نبيل بنعبدالله، أن الإجراءات التي قامت بها الحكومة في فترة كوفيد لفائدة المقاولات، من قبيل استفادتها من قروض أوكسجين، وجدولة تسديد الديون، والدعم الاستثنائي لأصحاب النقل بمختلف أنواعه (سيارات الأجرة، الحافلات….)، يبقى غير كافيا، ويطرح مشاكل كثيرة، كما هو الحال بالنسبة للدعم الممنوح لسيارات الأجرة، متسائلا، من سيستفيد منه، هل مالك سيارة الأجرة، أم صاحب " الكريمة" أم السائق. ؟ وعن استمرار ارتفاع أسعار المحروقات، قال نبيل بنعبد الله، لا يعقل أن تحقق ثلاث شركات تعمل في مجال المحروقات حوالي38 .2 مليار درهم من الأرباح في السنة الماضية، ولا نرى لها أي أثر على مستوى أسعار المحروقات التي ترتفع يوما عن يوم، في حين تضطر الدولة إلى أن تأخذ ديونا أخرى إضافية، متسائلا عن مآل مبدأ التضامن الوطني الذي تفرضه مثل هذه الوضعية. وطالب الأمين العام للحزب، بتشغيل شركة لاسامير، ومن خلالها سيتم تخزين المحروقات النفطية وضمان الاستقلال النفطي، وبالتالي الحيلولة دون ارتفاع الأسعار بالنسبة لأصحاب نقل البضائع. وتساءل نبيل بنعبد الله عن مصير الوعود الانتخابية، التي كان يتشدق بها البعض والتي مازال المواطنون ينتظرونها، من قبيل الزيادة في الأجور، وغيرها، معتبرا أن شعار الدولة الاجتماعية، الذي ترفعه الحكومة الحالية، يعني اتخاذ قرارات اجتماعية، ويعني تدخلا للدولة في توجيه الاقتصاد، والحفاظ على المدرسة العمومية والوقوف إلى جانب المستضعفين وغيرها من القرارات. والحال، يؤكد نبيل بنعبد الله، أننا مازلنا بعيدين في الواقع عن هذه الدولة الاجتماعية، التي تتكلم عنها الحكومة رغم توفرها على أغلبية مريحة، كما تتوفر على أغلبية أخرى في تسيير المدن الكبرى والجهات والجماعات. وبمناسبة اقتراب شهر رمضان، تساءل الأمين العام للحزب عن مصير أعمال الجود والكرم التي طبعت الفترة التي سبقت الانتخابات الأخيرة ولماذا توقفت هذه السنة، مشيرا بهذا الخصوص إلى أن دور حزب التقدم والاشتراكية هو قول كلمة حق وتنبيه الحكومة لأن نجاحها هو نجاح للمغرب. بعد ذلك، انتقل إلى الحديث عن التحضير المؤتمر الوطني الحادي عشر لحزب التقدم والاشتراكية، حيث أشار في هذا الصدد إلى أن الحزب قرر إطلاق عمليتي التفكير والنقاش من أجل مراجعة عميقة لطرق ومقاربات الحزب، مطالبا منهم جميعا التفكير في كيفية الارتقاء الفعلي بالممارسة الديمقراطية والمقاربات الناجعة لتجاوز الكوابح والمعيقات من أجل تعزيز وتوسيع تجاوب الرأي العام مع مبادرات الحزب ونداءاته وتحاليله المتعددة. ودعا جميع المناضلين إلى استحضار كيفية الحفاظ على هوية الحزب، وتوجهه الاشتراكي، التقدمي واليساري والمستقل في قرارته، مع التفكير في كيفية تحسين أساليب العمل النضالية والتواصلية، والتحضير بشكل ديمقراطي للمؤتم، مع إعطاء صورة للحزب المتماسك الموحد المتلاحم، ولجعل المؤتمر محطة أساسية لتطوير الحزب وإفراز قيادة جماعية في خدمة الوطن والشعب ولمزيد من الديمقراطية والرخاء والمساواة والعدالة الاجتماعية. وكان رشيد بوكبيدة، الكاتب الإقليمي لحزب التقدم والاشتراكية بسيدي البرنوصي، قد افتتح هذا اللقاء التواصلي، بكلمة، اعتبر فيها أن هذا اللقاء يندرج في إطار التحضير للمؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب، ويشكل بالتالي محطة للتقييم والمناقشة الجدية، في أفق بناء حزب قوي من خلال تقوية بنيته التنظيمية والتواصلية. وأضاف بوكبيدة أن حزب التقدم والاشتراكية، منذ تأسيسه، ظل يدافع عن مشروع ديمقراطي قوامه الدولة الوطنية الديمقراطية، دولة المؤسسات والمساواة والعدالة الاجتماعية، وأنه ما فتئ يعمل لبلورة ذلك من خلال الدفع في اتجاه انجاز برنامج إصلاحي شامل لخدمة البلاد والعباد. وأكد أن الاستعداد للمؤتمر الوطني العاشر للحزب، محطة حاسمة وجب علي الجميع أن يساهم فيها سواء على مستوى التعبئة والإنتاج الفكري أو تقديم المقترحات والبدائل في مختلف المجالات. وبخصوص تشخيص الوضع الداخلي للحزب بسيدي البرنوصي، سجل الكاتب الإقليمي بإيجابية وبفخر واعتزاز، نضالات الرفيقات والرفاق داخل أوساط المواطنين والمواطنات بسيدي البرنوصي، توجت بالحصول على نتائج ايجابية تمثلت في 4 مقاعد رغم قلة الإمكانيات وقوة المنافسين. ووجه، بالمناسبة، تحية إلى كل الرفيقات والرفاق على ما بذلوه من جهود وتضحيات، وإلى كل من منح ثقته وصوته لحزب التقدم والاشتراكية بسيدي البرنوصي، مؤكدا أن الحزب سيظل على العهد وفيا لالتزاماته ومبادئه وقيمه التقدمية وفكره الاشتراكي، واشتغاله جنبا إلى جنب مع ساكنة سيدي البرنوصي في قضاياهم اليومية وحاجياتهم. واعتبر في نهاية كلمته، أن النهوض بالوضع التنظيمي للحزب ينتظر من الجميع معالجة الاختلالات والنواقص، ويستلزم انخراط الجميع في عمل ميداني، وإشراك النساء والشباب في هذا البناء باعتماد إجراءات ملزمة ومبنية على النتائج، ووضع الحزب على سكة العمل الجاد والهادف للدفاع عن قضايا المواطنين "ليصبح حزبنا حزبا جماهيريا متجذرا في محيطه الاجتماعي، قادرا على ربح المعارك السياسية والاجتماعية والانتخابية". ومن جهته، قال الرفيق عبد الاله جحا، نائب رئيس مقاطعة سيدي البرنوصي عن حزب التقدم والاشتراكية، إن ساكنة سيدي البرنوصي، أبانت في الانتخابات الأخيرة، عن وفائها للحزب وبوأته مكانة مهمة على مستوى تمثيليته في التحالف المسير لمقاطعة سيدي البرنوصي. وأضاف في كلمته، أن الحزب سيظل منفتحا على كل الفئات، وأن الاشتغال حاليا منصب على تقوية بنية الحزب، من خلال استقطاب أطر وكفاءات، إضافة إلى الاشتغال مع الجمعيات الداعمة للحزب، وكل ذلك، من أجل أن يكون الحزب في مستوى انتظارات الساكنة، ويكون في الموعد بالنسبة للاستحقاقات القادمة. وفي ما يخص التحالف القائم حاليا على مستوى مقاطعة سيدي البرنوصي، أكد عبد الاله جحا، أن الحزب وفي لهذا التحالف، وأن ما يجمع مكوناته أكبر بكثير مما يفرقها، وهناك توافق حول البرنامج من أجل تنزيله، وأن أوراش فتحت تخص البنيات التحتية والمساحات الخضراء، وأرواش أخرى من المنتظر أن تنتهي قريبا. ووجه بالمناسبة تحية تقدير لكل المناضلات والمناضلات والمتعاطفين، وجنود الخفاء الذين يعملون بصمت، وفروع المنظمات الموازية للحزب وجمعيات المجتمع المدني، الذين رفعوا راية الحزب في سيدي الرنوصي. تجدر الإشارة، إلى أن هذا اللقاء الحزبي، الذي قام بتسييره باقتدار كبير رشيد بوكبيدة، الكاتب العام للفرع الإقليمي لحزب التقدم والاشتراكية بسيدي البرنوصي بالدارالبيضاء، حضره أعضاء من المكتب السياسي، ومستشارو الحزب بمقاطعة سيدي البرنوصي وسيدي مومن، ومناضلو ومناضلات الحزب والمتعاطفون معه. حسن عربي