الربيع العربي ودستور المغرب الجديد يخيمان على أجواء المفاوضات نتهت أمس الجولة الثامنة من المباحثات غير الرسمية حول الصحراء، بمانهاست بضواحي نيويورك، الممهدة للجولة الخامسة من المفاوضات المباشرة. وإلى حدود زوال أمس، لم يتم التعرف على الملامح العامة لنتائج هذه الجولة، التي لم يسدل الستار عنها إلا في ساعة متأخرة من ليلة أمس، حسب التوقيت المغربي. بيد أن مصدرا مقربا من المفاوضين أكد لبيان اليوم أن خلاصات هذه الجولة لن تحيد عن الإطار العام الذي انحصرت فيه المفاوضات خلال اليومين الأولين اللذين تميزا بتعميق النقاش حول المقترحات السابقة، وبالشروع في بحث الأفكار الجديدة التي قدمها الأمين العام للأمم المتحدة. ففي حديث للجريدة، قال لحسن بنموسى عضو الكوركاس إن الأصداء القادمة من نيويورك تحمل معها أنباء حول تخييم تداعيات الربيع العربي والدستور المغربي الجديد على أجواء مفاوضات تناولت الوضع في المخيمات، وضمان حماية يومية لكل الموجودين فيها، ومنحهم الحرية المطلقة للتعبير عن إرادتهم وحقوقهم وخاصة العيش بكرامة وحرية داخل بلدهم المغرب والزيارات العائلية وإحصاء السكان المحتجزين فوق التراب الجزائري والحكامة الترابية والثروات الطبيعية في المنطقة، والتمثيلية الشرعية للبوليساريو. وإلى حدود اليوم الثاني من المفاوضات، يقول لحسن بنموسى، ورغم الشروع في بحث طريقة مقاربة مواضيع المباحثات التي حظيت بالقبول والمتمثلة في الموارد الطبيعية وإزالة الألغام، واصلت الجزائر رفض المقترح المغربي للحكم الذاتي في الصحراء، في سعي لإيجاد مخرج ملائم للضغوطات التي بات تفرضها عوامل جديدة مؤثرة في ميزان القوى العربي والمغاربي بعد الربيع العربي الذي أزاح أنظمة شمولية ويسعى للإطاحة بأخرى، بالإضافة إلى المتغيرات الجديدة القادمة على المنطقة بعد التصويت الإيجابي على الدستور المغربي الجديد والذي يفتح الباب مشرعا على جهوية موسعة، وعلى عهد ديمقراطي جديد تهب نسائمه على كل أبناء المغرب بمن فيهم المغرر بهم في المخيمات. هذا، وبتزامن مع المفاوضات، وجهت رابطة أنصار الحكم الذاتي بالأقاليم الصحراوية رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والمنظمات الحقوقية الدولية والعربية تدعو إلى «إجبار النظام الجزائري على رفع يده عن ملف الصحراء وإنهاء المظاهر اللاإنسانية والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان بالمخيمات»، مستنكرة بشدة أسلوب «العرقلة والتشويش الذي ينهجه النظام العسكري الجزائري المتسبب في إطالة معاناة الصحراويين بمخيمات تندوف بالجزائر للمفاوضات حول الصحراء. وقد ضم الوفد المغربي في هذه المفاوضات الطيب الفاسي الفهري وزير الشؤون الخارجية والتعاون، ومحمد ياسين المنصوري المدير العام للدراسات والمستندات، وماء العينين خليهنا ماء العينين الأمين العام للمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية.