انتهت المواجهة التي جمعت بين كل من فريقي الجيش والمغرب الرياضي الفاسي، أول أمس الأحد، على أرضية المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط، برسم دور سدس عشر من منافسات كأس العرش للموسم الرياضي 2020-2021، على وقع أعمال شغب وتخريب واعتداء على رجال الأمن، كان بطلها أنصار الفريق العسكري، حسب ما أكدته مصادر موثوقة لجريدة «بيان اليوم». وأضافت ذات المصادر التي تابعت أحداث الشغب منذ البداية، أن جماهير الجيش الملكي قد اقتحمت أرضية ميدان الملعب بعد إعلان الحكم عن إقصاء ممثل مدينة الرباط من مسابقة كأس العرش، قبل أن تهاجم رجال الأمن الوطني والقوات المساعدة، مستعملة في ذلك حجارة، وقينيات مياه معدنية، وعصي حديدية وخشبية، وكراسي مدرجات الملعب. وتواصلت أحداث الشغب حسب نفس المصادر، بعدما احتلت الجماهير العسكرية المستطيل الأخضر، حيث خربت تقنية الفيديو المساعدة «فار»، واقتلعت الأعمدة الثلاثة للمرمى، وحطمت اللوحات الإشهارية المتواجدة بمحيط الملعب، قبل أن تهاجم جماهير المغرب الفاسي، في مشهد أعاد للأذهان الأحداث التي وقعت في مباراة سابقة للرجاء والوداد في مباراة كأس محمد السادس للأندية البطلة (4-4). وتسببت أعمال الشغب التي اندلعت بعد نهاية المباراة، في خسائر مادية بالعديد من مرافق ومشتملات الملعب، قبل أن يصاب عدد مهم من عناصر الشرطة والقوات المساعدة بجروح متفاوتة الخطورة، إضافة إلى تخريب السيارات المتواجدة بمرأب الملعب، حسب ما أظهرته بعض الصور التي توصلت بها الجريدة. هكذا، وبعد حوالي أربعة أسابيع فقط من سماح الحكومة المغربية بعودة الجماهير إلى الملاعب الوطنية بعد سنتين من الغياب بسبب انتشار فيروس «كورونا» المستجد ومتحوراته الجديدة، يعود الشغب و»الهوليكانيزم» لينخر من جديد الملاعب الوطنية، حيث من المرتقب أن تصدر لجنة التأديب والروح الرياضية التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، عقوبات صارمة في حق فريقي الجيش الملكي والمغرب الفاسي بعد هذه الأحداث المأساوية، وبالتالي الحديث عن خوض مباريات إلى نهاية الموسم بدون جماهير «ويكلو». إيقاف 160 مشاغبا.. إلى ذلك، ذكر بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني، أن العمليات الأمنية التي باشرتها ولاية أمن الرباط على خلفية أعمال الشغب، أسفرت عن ضبط 160 شخصا، من بينهم 90 قاصرا، وذلك للاشتباه في تورطهم في ارتكاب أعمال الشغب المرتبط بالرياضة، وحيازة أسلحة بيضاء، والسكر العلني البين والتراشق بالحجارة المقرون بإلحاق خسائر مادية بممتلكات خاصة وعامة، وإضرام النار عمدا في مركبة. وأضاف المصدر ذاته، أن المتورطين في أعمال الشغب قد تسببوا في إصابة 85 شرطيا بجروح وإصابات متفاوتة الخطورة، من بينهم 63 مصابا تم نقلهم للمستشفى الجامعي ابن سينا، و14 مصابا تم الاحتفاظ بهم بمستشفى التخصصات، و8 مصابين تم نقلهم للمستشفى العسكري بالرباط، حيث يشرف طاقم طبي من مفتشية مصالح الصحة للأمن الوطني على متابعة عملية استشفائهم وتمكينهم من المساعدات الطبية اللازمة. وأشار البلاغ إلى أن مصالح الأمن الوطني رصدت أيضا إلى غاية هذه المرحلة من البحث، إصابة 18 عنصرا من القوات المساعدة بجروح وكدمات ورضوض، فضلا عن إصابة 57 من الجمهور بإصابات مختلفة، من بينهم 34 مصابا تم إسعافهم بعين المكان من طرف الطواقم الطبية والتمريضية، بينما تم نقل باقي المصابين لمختلف المؤسسات الاستشفائية بالرباط. وتابع أن مصالح الأمن الوطني سجلت كذلك إلى غاية هذه المرحلة من البحث إلحاق خسائر مادية بالعديد من مرافق ومشتملات الملعب، وإضرام النار في دراجة نارية، وتعييب وتكسير 33 مركبة وناقلة تتنوع ما بين مركبات تابعة للشرطة وسيارات أخرى في ملك الخواص كانت مستوقفة بالفضاءات الخارجية للملعب. وخلص البلاغ إلى أنه قد تم إخضاع جميع الموقوفين لإجراءات البحث القضائي الذي أمرت به النيابة العامة المختصة، لتحديد مستوى ودرجة تورط كل واحد من الموقوفين في أعمال الشغب المرتكبة، وتشخيص كافة المساهمين والمشاركين في ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية، كما تتواصل حاليا عمليات مراجعة جميع كاميرات المراقبة لتحديد وتشخيص كل من ثبت تورطه في اقتراف أعمال العنف والشغب التي أعقبت هذه المباراة. 900 مليون مجموع الخسائر.. وكشفت بعض التقديرات الأولية التي كشفتها إدارة المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط، أن حجم الخسائر قد وصل إلى 900 مليون سنتيم، ومن المرتقب أن يتجاوز المليار سنتيم، نظرا للأضرار الكبيرة التي لحقت بأغلب مرافق الملعب. وتضررت اللوحات الإشهارية التي تحيط بجوانب الملعب من أعمال التخريب، حيث تصل مجموع خسائرها إلى 700 مليون سنتيم، إضافة إلى الأضرار التي لحقت العشب والحلبة المطاطية، كما لم تسلم مكاتب إدارة المركب الرياضي من أعمال الشغب، علاوة على اقتلاع الكراسي والسياج الفاصل بين مختلف مناطق الملعب. وأكدت مصادر صحفية، أن إدارة المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط، ستعد تقريرا مفصلا، بعد الانتهاء من إحصاء الأضرار الإجمالية، بغية تقديم ملف متكامل للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والجيش الملكي من أجل تعويضها عن مختلف الخسائر.