انتقد المدير التنفيذي لشركة "ستيلانتس" العملاقة لتصنيع السيارات، كارلوس تافاريس، استراتيجية المفوضية الأوروبية للتحول إلى السيارات الكهربائية. وصرح تافاريس في مقابلة مع الصحف الأوروبية أن تلك الاستراتيجية للتخلص التدريجي من محركات الاحتراق لصالح السيارات الكهربائية هي خيار سياسي يحمل مخاطر بيئية واجتماعية. وكان تافاريس قد وضع خطة للشركة للتحول إلى السيارات الكهربائية بقيمة 30 مليار يورو (34 مليار دولار)، ساعدت أسهم "ستيلانتس" إلى الارتفاع بأكثر من 60% من قيمتها في عامها الأول. نذكر أن الشركة متعددة الجنسيات قد تشكّلت في 16 يناير 2021، باندماج الشركة الإيطالية الأمريكية "فيات كرايسلر" ومجموعة "بي سي إيه" الفرنسية، واتخذت من العاصمة الهولندية أمستردام مقراً لها. حيث يتمثل النشاط الرئيسي للشركة في تصميم وتطوير وتصنيع وبيع السيارات ل 16 علامة تجارية، أشهرها ألفا روميو وكرايسلر وسيتروين ودودد وفيات وجيب ولانشيا وأوبل وبيجو وغيرها. على أن تظل أسماء وشعارات العلامات التجارية كما هي دون تغيير. وتوظف "ستيلانس" زهاء 300 ألف موظف، ولها وجود في أكثر من 130 دولة، ومرافق تصنيع في 30 دولة. يضيف تافاريس أن هناك طرقاً أرخص وأسرع لتقليل انبعاثات الكربون: "بالنظر إلى مزيج الطاقة الأوروبي الراهن، تحتاج السيارة الكهربائية إلى قيادة 70 ألف كيلومتر، للتعويض عن البصمة الكربونية لتصنيع البطارية والبدء في اللحاق بسيارة هجينة خفيفة، والتي تكلّف نصف تكلفة السيارة الكهربائية". وتابع: "إن فرض حظر على مركبات محركات الاحتراق الداخلي بحلول عام 2035 في أوروبا، يعني أن شركات صناعة السيارات بحاجة إلى البدء في تحويل مصانعها وسلاسل التوريد الخاصة بها فوراً. وستخلق وحشية هذا التغيير مخاطر اجتماعية". وعلى الرغم من ذلك فقد تطرق كارلوس تافاريس إلى وعده بعدم إغلاق المصانع في أوروبا، وأعرب عن تمسكه بالوعود التي قطعها بهذا الشأن، إلا أنه أضاف: "لكننا نحتاج أيضاً أن نحافظ على قدرتنا التنافسية". مستشهداً على وجه الخصوص بتكاليف الإنتاج في إيطاليا، التي كانت "أعلى بشكل ملحوظ، وأحياناً ضعف تلك الموجودة في المصانع بدول أوروبية أخرى"، بسبب أسعار الطاقة "الباهظة". الجدير بالذكر أن "ستيلانتس" سوف تعلن عن خطتها الاستراتيجية الجديدة طويلة المدى في الأول من مارس.