نظمت جمعية الشعلة للتربية والثقافة مؤخرا بالرباط، الندوة الوطنية الثالثة للمقاهي الثقافية بالمغرب، وذلك احتفاء بمرور تسع سنوات على تجربة هذه المقاهي. وقد ركزت أغلب المداخلات على أهمية هذه المبادرة التي ساهمت في خلق إشعاع ثقافي بعدد من المدن خاصة مدينة الرباط، التي تتوفر حاليا على عدد من المقاهي الثقافية، مشيرين إلى أن هذه المقاهي، التي تعد تجسيدا لتلك العلاقة الحميمية التي كانت تربط عددا من الأدباء بفضاء المقهى، أصبحت بمثابة حلقة وصل مباشرة بين المثقفين والجمهور، حيث تتم استضافة العديد من المفكرين والفنانين والمبدعين والموسيقيين وحتى السياسيين في حوارات مفتوحة مع عموم الجمهور. وأبرز المشاركون، أن المقاهي الثقافية تجعل الجمهور يعتاد على حضور اللقاءات الثقافية والفنية في فضاءات مغايرة، الشيء الذي يمكن من تقريب المنتوج الثقافي والأدبي من الجمهور باختلاف أعماره واهتماماته. واعتبر المشاركون أن استمرارية المقهى الثقافي رهين بمدى دعمه من قبل، المسؤولين والفاعلين في الشأن الثقافي، معربين عن أملهم في أن يتم فتح المقاهي الأدبية في مدن أخرى. ومن جهتهم حث ممثلو بعض المقاهي الأدبية الذين عايشوا تجربة جمعية الشعلة على مدار تسع سنوات، على مواصلة الجهود لضمان استمرارية هذه المبادرة داعين إلى دعم المقاهي الثقافية وتمييزها عن باقي المقاهي العادية، على اعتبار أنها تجمع بين الترفيه والثقافة وتهدف إلى إحياء المناقشات الثقافية والفكرية وإعادة الاعتبار للكتاب والقراءة. يشار إلى أن برنامج هذه الندوة يتضمن تنظيم حفل فني يحييه عازف العود محمد الأشراقي وفرقة نغم للموسيقى.