قرر مجلس الحكومة، المنعقد الخميس الماضي، تمديد مدة سريان مفعول حالة الطوارئ الصحية بسائر أرجاء التراب الوطني إلى غاية 30 نونبر 2021، وذلك في إطار الجهود المبذولة لمكافحة تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19". وقال الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، في تصريح صحفي، في أعقاب أشغال المجلس، إنه تم تمديد حالة الطوارئ لمدة شهر عوض شهرين كما كان معمولا به في السابق. هذا، ولا تزال الاحتجاجات متواصلة في عدة مدن بالمملكة، رفضا لإلزامية التطعيم ضد فيروس كورونا، للتنقل بأرجاء البلاد، ودخول المؤسسات العامة، وغيرها، وتنديدا بفرض "جواز التلقيح" للتمتع بكافة الحقوق المشروعة، وطلبا لتراجع الحكومة عن هذا القرار المجحف. بالمقابل، مافتئ خبراء يؤكدون على أهمية التلقيح ضد كورونا كحل وحيد للقضاء على هذا الوباء. وفي هذا السياق، خرجت عضو اللجنة العلمية للتلقيح ضد "كوفيد- 19″، أمينة بركات، في لقاء تفاعلي يوم الجمعة الماضي عبر الصفحة الرسمية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، لتؤكد أن إقرار جواز التلقيح يروم المساهمة في القضاء على الجائحة، وعودة الحياة إلى طبيعتها . وقالت عضو اللجنة العلمية للتلقيح إن نسبة الملقحين بلغت 77 في المائة، "ورغم ذلك فلا زلنا في أمس الحاجة إلى تحقيق مناعة جماعية عن طريق تلقيح شامل وكامل". وبخصوص تلقيح الأطفال، أكدت المتحدثة أن استهداف هذه الفئة من المجتمع، جاء بعد تسجيل إصابة الأطفال بالفيروس بشكل كبير خلال الموجة الثانية، أي بعد ظهور المتحور "دلتا"، على عكس الموجة الأولى. وفي ما يتعلق بتلقيح الأشخاص الذين يعانون من حساسية مفرطة، وانتفاخ في المسالك الهوائية، شددت أمينة بركات على" صعوبة تلقيحهم، نظرا لما قد يترتب عن ذلك من عواقب صحية وخيمة "، مشيرة إلى أن " هؤلاء الأشخاص ستسلم لهم وثيقة مصادق عليها من لدن السلطات الصحية، تسمح لهم بالتنقل في أرجاء الوطن بحرية تامة ". ونفت الخبيرة تسجيل أي مضاعفات خطيرة، متعلقة بالتلقيح، " اللهم بعض الأعراض العادية، كالحمى والآلام"، مبرزة أن اللجنة العلمية للتلقيح " قامت بتتبع اللقاح عبر مراحل، ما أظهر سلامته ونجاعته ". كما أشارت إلى دور المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية، في اتباع المعايير العالمية في انتقاء اللقاحات، والتأكد من مدد صلاحياتها. وبخصوص تساؤلات المواطنين حول الجرعة الثالثة، أكدت بركات أنه " لم يصدر أي تحذير بشأن تلقيها من قبل منظمة الصحة العالمية ". من جهة أخرى، بلغ عدد الملقحين بالجرعة الثالثة مليون و389 ألف و62 شخصا، وذلك إلى غاية أول أمس السبت، بينما وصل عدد الملقحين بالجرعة الثانية إلى 22 مليون و33 ألف و991 شخصا، فيما بلغ عدد متلقي الجرعة الأولى 24 مليون و192 ألف و806 شخصا. أما في جديد الوضعية الوبائية المرتبطة بالجائحة، فقد تم خلال ال 24 ساعة الماضية، تسجيل 240 إصابة جديدة، و249 حالة شفاء، و7 وفيات. ورفعت الحصيلة الجديدة العدد الإجمالي لحالات الإصابة إلى 945 ألف و960 حالة، فيما بلغ مجموع حالات الشفاء التام 926 ألف و 293 حالة بنسبة تعاف تبلغ 97.9 في المائة، بينما ارتفع عدد الوفيات إلى 14 ألف و667 حالة وبنسبة فتك قدرها 1.6 في المائة. ووصل مجموع الحالات النشطة إلى 5 آلاف حالة، فيما بلغ عدد الحالات الخطيرة أو الحرجة الجديدة 8 حالات خلال ال24 ساعة الماضية، ليصل مجموع هذه الحالات إلى 276 حالة، منها 11 حالة تحت التنفس الاصطناعي الاختراقي. وبلغ معدل ملء أسرة الإنعاش المخصصة لكوفيد-19، نسبة 3، 5 بالمائة. من جانب آخر، وعلى مستوى تطعيم الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين 5 و11 سنة، أجازت الولاياتالمتحدة، يوم الجمعة الماضي، استخدام لقاح "فايزر-بايونتك" المضاد لكوفيد-19 لهذه الفئة. ومنحت وكالة الأدوية الأميركية هذا الترخيص الطارئ بعد مراجعة دقيقة لنتائج تجارب سريرية أجرتها شركة "فايزر" على آلاف الأطفال. وقالت القائمة بأعمال مفوض الوكالة، جانيت وودكوك "بصفتي أما وطبيبة، أعلم أن الآباء ومقدمي الرعاية والمعلمين والأطفال ينتظرون بفارغ الصبر هذا الإذن"، مشددة على أن "تطعيم الأطفال الصغار ضد كوفيد-19 يشكل خطوة إضافية نحو العودة إلى الحياة الطبيعية". وكانت لجنة استشارية أميركية قد صوتت يوم الثلاثاء المنصرم لصالح تلقي الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين 5 و11 عاما للقاح "فايزر" المضاد لفيروس كورونا. ويشكل رأي هذه اللجنة، التي تضم خبراء في الأمراض المعدية وعلماء متخصصين في المناعة وطب الأطفال، محطة أساسية في آلية الترخيص في الولاياتالمتحدة، إذ نادرا ما تخالفه إدارة الغذاء والدواء الأميركية. سعيد أيت اومزيد