مرة أخرى، يصر رئيس الدبلوماسية الجزائرية على أن يتقيأ حقده تجاه المغرب، ويقف عاريا أمام العالم كله، يفضح ما يلف جنرالات بلاده من عقد وجنون، ويجعل كل من سمعه من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك يتأكد بالفعل أن المغرب يواجه نظاما عسكريا معتوها ومجنونا… لم ير لعمامرة أي ضرورة لاستثمار خطابه في الأممالمتحدة للحديث عن بلاده، وتقديم منجزاتها وتطلعاتها، ولم يتردد، بدل ذلك، في جعل كلامه كاملا يطفح بالعداء والتهجم على المملكة الجارة… وفِي حين استعرضت كلمة المغرب، جهود البلاد في قضايا مواجهة الإرهاب والهجرة والتطرف، وتقديم المنجزات والتطلعات ذات الصلة بالاستثمارات وإنتاج لقاحات كورونا والطاقات البديلة والتنمية المستدامة، وذكرت بمواقفها السياسية المتعلقة بالأمن والسلام والتعاون الإقليمي والدولي، ودافعت عن إفريقيا، وعن حق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة والعيش بسلام، فإن ما تقيأه لعمامرة كان أشبه ببلطجة فتيان الحواري المنحرفين، وبدت المقارنة بين الخطابين مستحيلة، وسجل المراقبون أن الفرق بين الخطابين كان مثل الفرق بين السماء والأرض. عسكر الجزائر يقبض به الخوف من شعبه، ويشعر بكونه منبوذا ومرفوضا في الشارع والمجتمع الجزائريين، ولذلك هو يكذب عليه، ويوهمه بعدو متخيل يوجد قريبا من حدوده، وبالتالي بات المغرب الشغل الشاغل للجنرالات وماكينته الدعائية، والجميع صار مقتنعا أن الجنرالات يكثفون دسائس ومناورات العدوان ضد المملكة، ويسعون لحصارها الاقتصادي وخنقها وضرب مصالحها الاقتصادية والإستراتيجية… عسكر الجزائر أعلنوا الحرب ضد المغرب، ويعملون على تنفيذها بشكل يومي، ولا شغل لهم سوى ذلك. كلمة لعمامرة في الأممالمتحدة، جاءت مجسدة لمخطط التصعيد المتواصل من لدن حكام بلاده، ولامبالاتهم باليد المغربية الممدودة، وتأكد أن هذا السعار الجزائري غايته استفزاز المغرب واختبار صبرها وهدوئها، وتشترك في نفس السلوك العدواني والتشويشي مختلف أدوات النظام هناك، بما في ذلك الماكينة الدعائية التي تخوض بدورها، على مدار الساعة، حربا نفسية وتضليلية ضد المغرب بتخطيط وأوامر من العسكر. المغرب، من جهته، يدرك كامل هذه المناورة وعقلية الحقد والعدوان، ويعرف أن جاره الشرقي تحكمه عقلية عسكرية متكلسة ومريضة وخرقاء، وهو مستعد دائما لإفشال مخططات الخصوم، والتصدي لأي شكل من أشكال العدوان، وفِي نفس الوقت هو لا يجاري الدبلوماسية العسكرية في جنونها وبلطجتها، ويتصرف مثل الكبار، ويصر على تعزيز تعبئته الوطنية وجبهته الداخلية للدفاع عن حقوقه المشروعة، وينكب على تقوية مساراته الداخلية، التنموية والديمقراطية، وحماية مكتسباته الدبلوماسية… عسكر الجزائر، بنى حوله عزلة إقليمية ودولية، ويعاني من رفض شعبي جزائري داخلي، وجعل الكثيرين عبر العالم يقتنعون أن هذا النظام الديكتاتوري العتيق يشكل خطرا على بلاده، وعلى المنطقة والعالم، وأن قادته مكبلون بجهلهم وأميتهم وباتولوجيتهم وأوهامهم… لكل هذا هم سيفشلون، سينهزمون، سيسقطون… محتات الرقاص