فاز الفيلم المغربي «على الحافة» للمخرجة ليلى كيلاني بالجوائز الرئيسية الثلاث لمهرجان تاورمينا السينمائي الذي اختتم يوم السبت الفائت دورته السابعة والخمسين في بلدة تاورمينا الإيطالية. وكان الشريط قد عرض في مسابقة المهرجان الرسمية الأساسية، «المسابقة المتوسطية»، حيث حاز جوائز أفضل فيلم وأفضل إخراج وأفضل تمثيل، الجائزة التي تقاسمتها ممثلاته المغربيات الأربع غير المحترفات: صوفيا عصامي، منى بحمد، نزهة عاقل وساره بيتوي. منحت الجوائز لجنة تحكيم ضمت: المخرج الفرنسي باتريس لوكونت، الممثلة الإيطالية مايا سانسا والممثلة المصرية يسرا. شكل مهرجان تاورمينا منصة العرض الثانية بالنسبة إلى «على الحافة» الذي كان قد قُدِّم في عرضه الأول في الدورة الأخيرة لمهرجان كان السينمائي ضمن تظاهرة «نصف شهر المخرجين» الموازية لكان. يتناول الفيلم حكاية أربع شابات في مدينة طنجة المغربية، يعشن مرحلة انتقالية بين المراهقة والنضج، تترافق مع التحول الذي تعيشه المدينة نفسها بتحولها منطقة حرة لتصنيع البضائع الأوروبية. «بديعة» (صوفيا عصامي)، الشخصية المحورية في الفيلم، فتاة تعمل في مصنع لتوضيب القريدس وتحلم بالإنتقال إلى العمل في معامل النسيج الواقعة في المنطقة الحرة، بما هو حلم سيدفعها إلى إنكار واقعها بداية، قبل أن يقودها إلى مصير مأسوي. يشكّل فوز «على الحافة» تتويجاً للحضور اللافت للسينما العربية في الدورة السابعة والخمسين من مهرجان تاورمينا السينمائي، حيث حضر في المسابقة المتوسطية فيلمان عربيان آخران هما الشريطان المصريان «القاهرة 678» لمحمد دياب و»حاوي» لابراهيم البطوط. كما استضاف المهرجان المغرب العربي ضيف شرف من خلال برنامج ضمّ خمسة أفلام تمثّل اتجاهات مختلفة هي: «ظل راجل» (2011) للمصري تامر مهدي، «ابواب الجنة» (2006) للمغربيين عماد وسهيل نوري، «رجل من رماد» (1986) للتونسي نوري بوزيد، «مختار» (2011) للمغربية حليمة كوارديري والوثائقي «لا خوف بعد اليوم» (2011) للتونسي مراد بن شيخ الذي عرض ضمن العروض الخاصة في مهرجان كان السينمائي الأخير ويعد أول شريط وثائقي عن الثورة التونسية الأخيرة. كذلك كرم المنتج السينمائي التونسي طارق بن عمار، إلى جانب المخرج الاميركي أوليفر ستون والممثلة الإيطالية مونيكا بيللوتشي، بواحدة من جوائز تاورمينا آرتيه التي تمنح سنوياً شخصيات في الحقل السينمائي قدّمت «مساهمات حيوية للسينما الدولية». كما استضاف المهرجان ندوة حول ثورات المغرب العربي. على صعيد آخر، منحت لجنة تحكيم مسابقة المتوسط جائزتها الخاصة فيلم التحريك الفرنسي «قطة الحاخام» وذلك «لأسلوبه المبتكر في معالجة المسائل المعقّدة بين الأديان». أما في مسابقة «أبعد من المتوسط» التي تمنح جوائزها لجنة تحكيم مؤلفة من الجمهور، فذهبت الجائزة إلى الفيلم الهولندي «فراشات سوداء» لباولا فان دِر أوست، فيما نال جائزة لجنة التحكيم الخاصة الشريط الإيراني «الزهايمر» لأحمد ريزا معتمدي.