بعد التوتر الذي خيم، مؤخرا، على العلاقة بين وزارة الثقافة والتعاضدية الوطنية للفنانين، تم يوم الجمعة الماضي بالرباط التوقيع على اتفاقية شراكة بين الطرفين تلتزم بموجبها وزارة الثقافة بدعم التعاضدية بمبلغ مليوني درهم برسم السنة المالية 2010 بالإضافة إلى مبلغ مليوني درهم إضافية لتسديد تأخر الدعم برسم السنة المالية 2009. وقد وصف بنسالم حميش وزير الثقافة في تصريح لبيان اليوم هذه الاتفاقية بالمباركة، مشيرا إلى أن القطاع يحظى بالرعاية السامية لجلالة الملك وأن الوزارة تعتبر أن عليها واجب الدعم والمساندة للفنانين خاصة في الجانب المتعلق بالتغطية الاجتماعية. وذكر حميش في ذات التصريح أن مبلغ مليوني درهم الذي وفرته وزارة الثقافة هو غلاف مالي سيخصص كل سنة للتعاضدية الوطنية للفنانين مشيرا إلى أن هذا الغلاف المالي، بالإضافة إلى دعم وزارة الاتصال، سيمكن التعاضدية من عقلنة عملها وتسييرها وأن تساعد من هو في حاجة إلى المساعدة وسط الفنانين، وأكد بنسالم حميش على أن وزارته ستعمل في اتجاه دعم ومساندة قطاع الفنانين حتى يتمكنوا من العطاء بشكل جيد وفي ظروف ميسرة . من جانبه ذكر محمد قاوتي رئيس التعاضدية الوطنية للفنانين، في تصريح لبيان اليوم، أن التوقيع على اتفاقية شراكة مع الوزارة جاءت بعد سحابة صيف خيمت على العلاقة بين الوزارة والتعاضدية، مشيرا إلى أن تحريك الأدوات الإجرائية خصوصا من طرف وزارة الثقافة مكن من الحصول على أربعة ملاين درهم وهي منحة الدعم برسم 2009 و 2010 . واعتبر قاوتي «أن الأجواء التي مر فيها حفل التوقيع تبرز إيجابية التعامل المشترك بين الطرفين والذي إن دل على شيء إنما يدل على أن على قدر أهل العزم تأتي العزائم سواء من جانب التعاضدية أو من جانب وزارة الثقافة». وذكر محمد قاوتي أن التعاضدية ستشتغل على مشروع مأسسة هذه المنحة حتى تصبح كبند قار في ميزانية الوزارة، وحينها، يضيف محمد قاوتي، «سنكون في غنى عن كل الإشكالات التقنوية المعقدة والتي تعصف أحيانا بمشاريع مهمة وتعصف بأحلام مهمة خاصة وأن هذه الأحلام ترتبط بصحة الفنانين في المغرب». واعتبر الحسن النفالي، رئيس النقابة المغربية لمحترفي المسرح والرئيس المنتدب للاتلاف المغربي للثقافة والفنون، أن الاتفاقية الموقعة بين التعاضدية الوطنية للفنانين ووزارة الثقافة، جاءت بعد مجهود كبير تم بذله في المدة الأخيرة خاصة عندما تأخرت بشكل غير مفهوم منحة 2009، وأن هذا المجهود حسب النفالي كان على مستوى البرلمان والإعلام وكل الفاعلين السياسيين والمدنيين، وأنه بفضل هذه الجهود تم التوصل إلى هذه النتيجة الإيجابية، معربا عن أمله في أن يستمر هذا التوافق الأساسي بين الوزارة والتعاضدية وأن يتم التفكير في مأسسة هذه المنحة التي هي حق من حقوق الفنان بموجب المادة 13 من قانون الفنان الذي يلزم الدولة بإيجاد آليات لتمويل الخدمات الاجتماعية للفنان وأن ما تقوم به الوزارة الآن هو من صميم واجبها ودورها الطبيعي وأن ما نطلبه اليوم هو أن يتمأسس هذا الدور وأن يصبح عملا مؤسساتيا لا يمكن التراجع عنه. وتأتي هذه الاتفاقية بناء على الرسالة الملكية السامية الموجهة إلى المشاركين في المؤتمر التاسع عشر للفيدرالية الدولية للممثلين المنعقد بمراكش بتاريخ 23 أكتوبر 2008، والذي احتضنته النقابة المغربية لمحترفي المسرح؛ وحرصا من وزارة الثقافة على الاهتمام بالأوضاع الاجتماعية للفنانين والمبدعين وخصوصا بتغطيتهم الصحية، وعملا بترسيخ مبدإ الشراكة مع الهيئات الثقافية الفنية والمهنية للمساهمة في تأهيل قطاعاتها بما يتماشى مع السياسة العامة للمغرب الرامية إلى تحقيق تنمية بشرية مستدامة. وتلتزم وزارة الثقافة بموجب هذه الاتفاقية، التي وقعها بنسالم حميش وزير الثقافة، ومحمد قاوتي رئيس التعاضدية الوطنية للفنانين، بدعم التعاضدية بمبلغ مليوني درهم برسم 2010 ، وتسديد دعم بمقدار مليوني درهم أيضا تعود لسنة 2009، التي عرفت تأخيرا في النفاذ بسبب مشاكل تتعلق بالمساطر المنتهجة من السلطات المالية في ما يتعلق بصرف الميزانية. من جانبها، تلتزم التعاضدية بالعمل على توسيع قاعدة المستفيدين من هذا النظام الصحي ليشمل كافة المهنيين العاملين في قطاعات الفنون المختلفة التي لا تستفيد من خدمات أنظمة تعاضدية أخرى، وكذا العمل على إعطاء بطاقة الفنان بعدا اجتماعيا يساهم في تحسين أوضاع الفنانين . كما يلتزم الطرفان في إطار هذه الاتفاقية بإنجاز دراسة اكتوارية ترصد على المدى القصير والمتوسط والبعيد الحاجيات المالية التي يفرضها هذا النظام التعاضدي لتحديد المساهمات الملائمة له في المستقبل. يشار إلى أن عدد المنخرطين في هذه التعاضدية لحد الآن يبلغ 1061 منخرطا و398 زوجة وزوجا و666 طفلا.