وجهت الولاياتالمتحدة الأميركية تحذيرا شديد اللهجة للميليشيات الشيعية في العراقوسوريا ومن يقف خلفها ويوفر لها الغطاء ويستخدمها في تنفيذ أجندته وخوض صراعاته بالوكالة، وذلك من خلال قصفها موقعا لإحدى الميليشيات أسفر عن خسائر بشرية ومادية وصفت بالمعتبرة. وجاء القصف غداة مشاركة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في استعراض لميليشيات الحشد الشعبي في خطوة وصفت بالسلبية لما تضفيه من شرعية على الميليشيات التي تنازع المؤسسات الأمنية العراقية سلطتها وتكرس فوضى السلاح وتمنع توحيد القرار الأمني والعسكري وتساهم في منع استقرار البلاد. أما مكان القصف فهو منطقة حدودية بين سورياوالعراق حيث توظف إيران الميليشيات الشيعية في عملية ربط أراضي الدولتين وفتح طريق يصل طهران بضفة البحر المتوسط في سوريا ولبنان، وهو خط أحمر بالنسبة للولايات المتحدّة وحليفتها إسرائيل. وقتل عدد من عناصر ميليشيا شيعية من ميليشيات الحشد الشعبي في غارات جوية أميركية استهدفت مواقعهم على الحدود السورية العراقية، في خطوة اعتبرها رئيس الوزراء العراقي انتهاكا سافرا لسيادة بلده، فيما توعد الحشدُ الشعبي بالثأر لمقاتليه. وجاءت الضربات في مرحلة حساسة إذ تتهم واشنطن فصائل عراقية مرتبطة بإيران بشن هجمات على منشآت عراقية تؤوي عناصر أميركيين في وقت تتواصل فيه الجهود الدولية لإعادة تفعيل الاتفاق النووي مع طهران. وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي في بيان إنّه "بتوجيه من الرئيس الأميركي جو بايدن شنت القوات العسكرية الأميركية غارات جوية دفاعية دقيقة ضد منشآت تستخدمها ميليشيات مدعومة من إيران في منطقة الحدود العراقية السورية". ويأتي ذكر بايدن في هذا المقام ليؤكد أن الرئيس الديمقراطي لا يقل حزما عن سلفه الجمهوري دونالد ترامب إزاء الميليشيات التابعة لإيران خصوصا وأن ترامب كان قد وجهّ أكبر ضربة لتلك الميليشيات بإعطاء أمر قتل قائد فيلق القدسالإيراني والمشرف المباشر على إدارة ميليشيات الحشد الشعبي إلى جانب رئيس أركان الحشد أبومهدي المهندس الذي قتل معه في نفس الغارة التي نفذها الطيران الحربي الأميركي في يناير من العام الماضي. وأضاف كيربي "بالنظر إلى سلسلة الهجمات المستمرة التي تشنها جماعات مدعومة من إيران، والتي تستهدف المصالح الأميركية في العراق، وجّه الرئيس بمزيد من العمل العسكري لتعطيل وردع هجمات كهذه". ومن جهته ندد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الاثنين بالضربات التي اعتبرها انتهاكا سافرا لسيادة العراق . وقال في بيان "يجدد العراق رفضه أن يكون ساحة لتصفية الحسابات ويتمسك بحقه في السيادة على أراضيه ومنع استخدامها كساحة لردود الفعل والاعتداءات" داعيا إلى "التهدئة وتجنب التصعيد بكل أشكاله". واستهدفت الضربات بحسب وزارة الدفاع الأميركية منشآت تشغيلية ومخازن أسلحة في موقعين في سوريا وموقع واحد في العراق. وأعلن الحشد من جهته في بيان مقتل أربعة من مقاتليه في الضربات الأميركية التي قال إنها استهدفت "ثلاث نقاط مرابطة" داخل الحدود العراقية في قضاء القائم غربي محافظة الأنبار، مشيرا إلى أن مقاتليه كانوا "يؤدون واجبهم الاعتيادي لمنع تسلل عناصر داعش الإرهابي من سوريا إلى العراق". وأفادت مصادر من الحشد الشعبي أن القتلى ينتمون إلى كتائب سيد الشهداء، وهي ميليشيا قوية تعدّ حوالي أربعة آلاف مقاتل ومعروفة بشدّة ارتباطها بالحرس الثوري الإيراني الذي أشرف على تشكيلها وتسليحها بشكل جيّد، ويشرف على أنشطتها في العراقوسوريا بشكل مباشر. وشدد بيان الحشد على أن النقاط المستهدفة "لا تضم أي مخازن أو ما شابه خلافا للادعاءات الأميركية"، وأضاف "نؤكد احتفاظنا بالحق القانوني للرد على هذه الاعتداءات ومحاسبة مرتكبيها على الأراضي العراقية".