حدث ما لم يكن متوقعا، هزيمة الوداد البيضاوي بعقر الدار أمام نادي كايزر شيفز الجنوب إفريقي، في ذهاب نصف نهاية عصبة الأبطال الإفريقية لكرة القدم. هدف نوركوفيتش من هجمة مرتدة خاطفة، كانت كافية لإحقاق هزيمة مدوية بفريق مغربي، قدم نفسه منذ بداية المراحل الإقصائية، كأبرز المرشحين للفوز بنسخة هذه السنة، إلا أن هزيمة مساء أول أمس السبت بمركب محمد الخامس، قللت من حظوظه في مواصلة المشوار إلى المباراة النهائية المرتقبة بالدارالبيضاء. كايزر شيفز الذي احتل الصف الثاني، وراء الوداد في دور المجموعات، فاجأ الجميع بتحقيق فوز كبير على حساب سيمبا التنزاني صاحب المرتبة الأولى بالمجموعة الأولى، من هنا تأكد أن الفريق الجنوب إفريقي، تغير بدرجة كبيرة، وبات مستعدا للمنافسة على اللقب. المؤكد أن المباريات تختلف في ظرف وجيز، إلا أن الوداد ومدربه 'الخبير" فوزي البنزرتي، لم يستوعبا هذه الحقيقة، وربما اعتقدا أن المواجهة ستكون سهلة كما حدث بعاصمة بوركينافاصو واكادوبو، حيث تمكن أصدقاء وليد الكرتي من تحقيق فوز ساحق بأربعة أهداف لصفر، وهي المقابلة التي لم يتمكن الوداد من استضافتها بميدانه، بسبب تداعيات وباء كورونا، أما في الإياب فخاض الوداد المباراة بالفريق الثاني، وانتهت بفوز صغير للمحليين. أسباب عديدة كانت وراء هذه الهزيمة المدوية، منها العياء الواضح على جل اللاعبين، وسبق أن تطرقنا لهذا الجانب في أكثر من مناسبة، حيث أنهك اللاعبين الأساسيين من طرف المدرب، وعدم إعطاء الفرصة لجيش من الاحتياطيين، دون اعتماد مبدأ المداورة، خصوصا بمقابلات البطولة. كثرة المباريات وضغط البرمجة والتنقلات المرهقة، كان له تأثير واضح على أداء اللاعبين داخل الملعب، وبالرغم من السيطرة الميدانية التي فرضها الوداد في المباراة ضد كايزر، إلا أنها كانت سيطرة عقيمة غير مجدية، مع اتباع أسلوب سلبي مائة في المائة، وذلك بالاعتماد المطلق على التمريرات الطويلة والعالية وسط المربع، إلا أن هذا الأسلوب كان بردا وسلاما على مدافعي الفريق الضيف الذين تلقوا تلك التمريرات العالية كهدايا لا ترد. كما لوحظ على أداء الفريق المغربي، عدم استغلال جيد لضربات الأخطاء القريبة من مربع العمليات، حيث غابت الحلول وظهرت الأغلبية الساحقة من العناصر الودادية متهالكة، فاقدة للقدرة على خلق الفارق، وترجمة السيطرة الميدانية إلى أهداف حاسمة، فكانت الهزيمة غير المتوقعة تماما، أمام عجز واضح للمدرب التونسي، الذي لم يقدر على خلق تغيير يفك به شفرة الدفاع الجنوب إفريقي المتماسك. بعد أسبوع سيرحل الوداد إلى جنوب إفريقيا لخوض مباراة الإياب، والدفاع عن حظوظه في الوصول إلى المباراة النهائية بالدارالبيضاء، مهمة تجاوز هزيمة الذهاب جد صعبة، لكنها تبقى غير مستحيلة، والفريق الذي تألق في كل مراحل الإقصائيات قادر على تجاوز عثرة الذهاب.