ودعت الكرة المغربية عالم الهواية وستدخل إلى عالم الاحتراف ابتداء من الموسم القادم والذي سينطلق في العاشر من غشت المقبل. أسئلة كثيرة تطرح بشأن الأندية التي لا تستجيب للشروط التي وضعتها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم. لكن المتتبعين يراهنون على الدخول أولا إلى الاحتراف ثم بعد ذلك النظر في إيجابيات وسلبيات التجربة التي تأخرت كثيراً في مجال الكرة المغربية التي تحمل تاريخاً عريضاً مع هذا المعطى بالنظر إلى العدد الكبير للاعبين المحترفين الممارسين بمختلف البطولات الأوروبية. ومن سلبيات هذه التجربة هو أن ملفات الأندية الموضوعة على أنظار الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، والتي تخص دوري المحترفين على أن خمسة فرق ما زالت غير جاهزة بنسبة كبيرة لمرحلة الإحتراف. ومن بين هذه الفرق، المغرب الفاسي، الدفاع الحسني الجديدي، حسنية أكادير، المغرب التطواني والنادي القنيطري، في حين وافقت الجامعة على كل الملفات الموضوعة في جهازها بخصوص الفرق المنتمية لدوري القسم الأول. وما زالت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تدين للمغرب الفاسي بمليار سنتيم إلى جانب مجموعة من الخلافات التي لم يتم الحسم فيها لحد الآن، على اعتبار أن ممثل العاصمة العلمية حقق موسما استثنائيا من خلال احتلاله المرتبة الثانية في الترتيب العام للبطولة، وكذا تأهله إلى دوري المجموعات ضمن منافسات كأس الكونفدرالية الإفريقية. أما مشكل المغرب التطواني الأول يتعلق بلاعبيه الذين أعلنوا العصيان في فترة سابقة في إنتظار تسوية وضعهم المادي، حيث مازالت الجامعة لم تحسم في هذا الخلاف، وهذا ما يعرض الفريق إلى مغادرة القسم الأول في انتظار أن يعقد جمعه العام الإستثنائي يوم 17 من الشهر الجاري، وهي المرحلة التي من شأنها أن تحسم في ملف الحمامة البيضاء. من جهته، ما زالت سيولة النادي القنيطري غير كافية من أجل دخول هذا الأخير للإحتراف التي تطالب به الجامعة خصوصا وأن هذا المشكل كاد ليطيح بفارس سبو بتاريخه الكبير إلى القسم الثاني، فالحركة التصحيحية للفريق مازالت تطعن في شرعية المكتب المسير الحالي بقيادة عبد العالي دومو، وهو خلاف يوجد حاليا بين ردهات المحاكم في انتظار الحسم في هذا الملف، لكن يبقى الجمهور القنيطري هو الخاسر في هذه العملية في حالة فقدان فارس سبو لمكانته ضمن أندية الكبار. حسنية أكادير والدفاع الحسني الجديدي ما زالا ينتظران تسوية خلافاتهما مع فرق أخرى بخصوص لاعبين غادروا الفريقين وانتقلوا إلى فرق محلية أو خارجية أخرى، علما ان الفريق السوسي تنتظره ملفات شائكة خصوصا حول انتقال بعض لاعبيه إلى فرق أخرى من بينهم، خالد السباعي وعبد العالي السملالي، ويبدو أن ملف الأول مازالت لم تحسم فيه الجهات المختصة، باعتبار ان الرجاء البيضاوي يطالب بحصته من هذا الإنتقال شأنه شأن الأخير الذي انتقل إلى أولمبيك أسفي. وتأسيسا على ذلك لم تحسم الجامعة بعد في أمر التركيبة النهائية للفرق التي ستدخل عالم الإحتراف الموسم القادم، خاصة أن بعض الجهات التابعة للجامعة قد أعطت تطمينات للكوكب المراكشي بالبقاء في لائحة الإنتظار على أمل عدم استجابة هذه الأندية لشروط الجامعة. ومن دون شك أن هذه التجربة الأولى من نوعها باتت مهددة بالفشل باعتبار العديد من الإكراهات التي تواجهها، خصوصا ما جاء على لسان وزير الشباب، منصف بلخياط، عندما اشار إلى أن المغرب مازال بعيدا عن دخول هذه التجربة لكونه لا يتوفر على بنيات تحتية في المستوى تخول له نجاحا كبيرا على غرار أغلب الدول المجاورة التي قطعت اشواطا كبيرة في هذا المجال. زد على ذلك فاغلب الأندية بما فيها الكبيرة لم تطور إمكاناتها سواء الإدارية أو التسييرية والمتمثلة أساسا في تحويلها إلى شركات كبرى، حتى تتمكن من التغلب على المصاريف اليومية التي تمثل الهاجس الكبير لهذه الفرق، وتعمل على إجهاض كل المشاريع التي تعتزم القيام بها خصوصا على مستوى التكوين. لكن من بين الأسئلة التي تطرح من طرف أغلب المهتمين بالشأن الرياضي، هو أي الدعم الحكومي من هذه العملية، لأن الدولة ملزمة بتقديم كل أنواع المساعدات للأندية عن طريق القطاعين العام والخاص وكذا الجماعات المحلية، وذلك من أجل الإسهام في إنجاح هذه التجربة الفتية. فالرسالة الملكية كانت واضحة في هذا الإتجاه، والأندية أصبحت مطالبة بتحديد أهدافها انطلاقا من وضع مسار جديد يتمثل في انتخابات نزيهة وشفافة داخل هياكلها بعيدة عن كل المزايدات التي من شأنها أن تضر بهذه التجربة.