أنهت أندية القسم الأول بمجموعة الصفوة مسار الدوري الوطني، لتطوي بذلك صفحة موسم آخر هو الأخير في الممارسة الهاوية، حيث تدخل بداية من الموسم القادم الدوري بنظام احترافي. ويعيش فريق الرجاء نشوة الفوز بلقب البطولة وتتبختر فعالياته وجماهيره بالأخضر في الدارالبيضاء وغيرها من المدن في المغرب وخارجه ويقيمون احتفالات بأساليب متنوعة تترجم مدى ارتباطهم بالفريق الأخضر. ولم يتنازل المغرب الفاسي عن الرتبة الثانية بتحقيق فوز هام في مراكش أغرق الكوكب المراكشي وألقى به رسميا في القسم الثاني، وختم الوداد المسار بهزيمة في عقر الدار أمام المغرب التطواني تركته في الصف الثالث. وفي الأسفل، عاد شباب قصبة تادلة من حيث أتى ونزل منذ دورات في اتجاه القسم الثاني بعد موسم مليء بالمعاناة، أجرى فيه جل مبارياته منذ البداية بعيدا عن المدينة لعدم جاهزية الملعب، ليتأكد بذلك أن صعوده إلى حظيرة الكبار لم يكن مدروسا ولم تتحضر له الإمكانيات وتم تحقيقه في رهان فقط. ويرافق الكوكب المراكشي شباب قصبة تادلة في النزول، ومراكش لم تكف عن البكاء ولم تقو على تجفيف دموعها بعد، والمراكشيون خائفون، حائرون، لأن فريقهم مبعثر وممزق، وسقوطه تحصيل حاصل، حيث ظهرت مجموعته مهزوزة منذ بداية الموسم، وتأكد بالملموس أن التغيير حول مسار الفريق في اتجاه المنحدر، والصراعات الطاحنة في حرم التسيير يؤدي اليوم ضريبتها فريق الكوكب وحده اليوم. نعم، الكوكب المراكشي -المؤسسة- المدرسة العريقة التي أنجبت المواهب والطاقات، وسجلت على امتداد التاريخ حضورا مميزا في المجتمع الرياضي، وكانت سباقة بمسيريها (الكبار) في زمنهم إلى إحداث مشاريع مدرة للنفع والدخل تتمثل في عقارات مركب تجاري وآخر إداري وعدة مرافق حولت فريق الكوكب إلى ملاك في مدينة مراكش وصاحب مشاريع اسمعني يا «المديوري». اليوم، على الكوكب دارت الدوائر في مراكش، وتراجع مستواه، وتعرض في محطات الموسم إلى هزات عنيفة زعزعت استقراره، وشهد تغييرات في التسيير -مكتب مسير- لجنة مؤقتة ثم لجنة للإنقاذ، هذه اللجنة التي عجزت عن الإسعاف وتفادي السقوط وتحقيق الإنقاذ، وما حدث لفريق الكوكب لا يحتاج إلى عراف أو قارئة فنجان أو خبراء في التدبير وعلوم التسيير للوقوف على أسبابه، لأن أمراض الفريق واضحة وأورامه عارية والتصدع أضحى مزمنا في كيانه. فاسألوا المراكشيين من حرك الشغب، وعمل على تنحية المدرب جواد ميلاني رغم نتائجه الإيجابية وعمله الجيد، واسألوا العارفين والمسكونين بحب الفريق من دفع إلى هروب كريم بوعبيد من الرئاسة رغم برنامجه الهادف والمنبثق عن تفكير مقاولتي، واسألوهم من حرك التشويش وأدى الى ابتعاد عبد الاله شكري عن الرئاسة وهو الذي ترشخ لخلافة زميله كريم بوعبيد من المسؤولية وحل المشكل في حينه؟ واسألوهم كيف تم ابعاد «بادو زاكي» عن التدريب، رغم اعتماده برنامجا للمرحلة. اسألوهم... واسألوا الأغلبية الصامتة من عاشقي الكوكب المتمثلة في المتألمين الذين يحلمون بفريق كبير، اسألوهم كيف تحول الفريق إلى أيدي السلطات في مراكش، حيث أريد له السقوط، في حضن السلطات تم تعيين لجنة الانقاذ دون الرجوع إلى القواعد واحترام الخيارات وآراء برلمان الفريق المتمثل في منخرطيه؛ والآن وأمام السقطة المدوية ما الحل؟ أعتقد أن السؤال غائب أمام وقع الصدمة، فمتى يعقد أهل الكوكب جمعا عاما أو مؤتمرا لأن الوضع يفرض المصارحة والمطارحة ثم المصالحة من أجل إنقاذ حقيقي تفاديا لما هو أقبح؟