دعت وزارة الصحة المواطنين إلى توخي المزيد من الحيطة لمواجهة ظهور طفرات جديدة لفيروس كورونا المستجد. وأوضحت الوزارة، في بلاغ، أن ائتلاف المختبرات المسؤول عن المراقبة الجينية وتتبع السلالات المنتشرة على المستوى الوطني أعلن عن كشف 21 متحورا جديدا من السلالات الإنجليزية، وذلك في إطار إستراتيجية المراقبة الجينومية التي وضعتها وزارة الصحة للبحث عن طفرات جديدة لفيروس كورونا المستجد. وسجلت، في هذا السياق، أن العدد الإجمالي لحالات هذه الطفرات وصل إلى 24 سلالة تم الكشف عنها إلى حد الآن، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن جهاز المراقبة الجينومية لم يكتشف حتى الآن أي نوع من التحور الجنوب إفريقي أو البرازيلي بالمغرب. وبعد أن ذكرت وزارة الصحة بأن فيروس كورونا المستجد لا يزال منتشرا بالمغرب، دعت جميع المواطنات والمواطنين إلى توخي المزيد من اليقظة، لافتة إلى أن البلاد في خضم عملية التلقيح ضد فيروس كورونا، وأن المناعة الجماعية لم يتم تحقيقها بعد. كما شددت الوزارة، يضيف المصدر، على ضرورة الاستمرار في الامتثال الصارم للتدابير الوقائية، من خلال ارتداء الكمامة الواقية بطريقة سليمة، واحترام التباعد الجسدي (أكثر من متر واحد) وكذا غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون أو بمطهر كحولي. ودعت الوزارة كذلك، وفق البلاغ، عموم المواطنات والمواطنين إلى تجنب التجمعات غير الضرورية وحث كبار السن أو الذين يعانون من أمراض مزمنة على الالتزام أكثر بالإجراءات الاحترازية. وكان خالد آيت الطالب وزير الصحة، قد أكد، يوم الخميس الماضي، أن حملة التلقيح الوطنية ضد وباء كورونا، تمر في إطار منظم وسلس منوها بالجهود التي تبذلها السلطات المحلية والإقليمية في تتبع العملية. وأضاف أيت الطالب الذي كان في زيارة لمراكز صحية ببولمان وصفرو في إطار هذه الحملة الكبرى، أن التلقيح ضد كوفيد 19 يجري وفق تدبير عقلاني وبرمجة دقيقة مسجلا أن العملية ذات طابع تدرجي حيث تهم الأشخاص الأكثر هشاشة وجنود الصف الأمامي قبل أن تتوسع لتشمل شرائح أخرى، مشيرا في هذا السياق، إلى أن الأشخاص الذين تلقوا الحقنة الأولى سيستفيدون من الحقنة الثانية انطلاقا من الجمعة الماضية، داعيا إلى الالتزام بالنظام واحترام التدابير الصحية ضد انتشار الجائحة على اعتبار أن المناعة لا تتحقق بين الحقنة الأولى والثانية. وأبرز أهمية الحملة الوطنية التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس يوم 28 يناير الماضي مثمنا الانخراط الفعلي والكامل لجميع المغاربة في هذه العملية في أفق تحقيق المناعة الجماعية عبر تلقيح 80 في المائة من الساكنة. هذا، أما بخصوص الحملة الوطنية للتلقيح ضد الجائحة، المتواصلة في بلادنا، في ضوء آخر الأرقام والمعطيات، فقد بلغ عدد المستفيدات والمستفيدين من الجرعة الأولى من التلقيح، إلى غاية الساعة السادسة مساء من أول أمس السبت، مليونين و447 ألف و716 شخصا، فيما وصل إجمالي الأشخاص الذين استفادوا من الجرعة الثانية من اللقاح 13 ألف و476 شخصا. من جهة أخرى، وفي ما يتعلق بتطور الوضع الوبائي المرتبط بكوفيد 19 في المملكة، خلال الفترة الممتدة ما بين الساعة السادسة من يومي الجمعة والسبت، فقد تم تسجيل 444 إصابة جديدة بالفيروس و772 حالة شفاء، وثمان حالات وفاة . ورفعت الحصيلة الجديدة العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة بالمملكة إلى 480 ألف و948 حالة منذ الإعلان عن أول حالة في 2 مارس الماضي، ومجموع حالات الشفاء التام إلى 464 ألف و43 حالة، بنسبة تعاف تبلغ 96.5 في المائة، فيما ارتفع عدد الوفيات إلى 8548 حالة، بنسبة فتك قدرها 1.8 في المائة. وتتوزع حالات الإصابة المسجلة خلال ال24 ساعة الماضية، عبر جهات المملكة بين الدارالبيضاء- سطات "259"، وطنجةتطوانالحسيمة "48"، والرباط سلاالقنيطرة "40"، والشرق "32"، وسوس ماسة "22"، والداخلة وادي الذهب (12)، ومراكش آسفي (10)، وبني ملال خنيفرة (9)، وكلميم واد نون "5"، والعيون الساقية الحمراء (4)، وفاس مكناس (2)، ودرعة تافيلالت (1). أما الوفيات، فتتوزع على جهات الشرق (3)، والدارالبيضاء-سطات (2)، وحالة وفاة واحدة بكل من جهات طنجة-تطوان-الحسيمة وسوس-ماسة ومراكش-آسفي. وقد بلغ مؤشر الإصابة التراكمي بالمغرب 1323.1 إصابة لكل مائة ألف نسمة، بمؤشر إصابة يبلغ 1.2 لكل مائة ألف نسمة خلال ال24 ساعة الماضية، فيما وصل مجموع الحالات النشطة التي تتلقى العلاج إلى غاية نفس الفترة إلى 8357 حالة. وبلغ عدد الحالات الخطيرة أو الحرجة الجديدة بأقسام الإنعاش والعناية المركزة المسجلة خلال ال24 ساعة الماضية، 37 حالة، ليصل العدد الإجمالي لهذه الحالات إلى 423 حالة، 33 منها تحت التنفس الاصطناعي الاختراقي، و242 تحت التنفس الاصطناعي غير الاختراقي. أما معدل ملء أسرة الإنعاش الخاصة ب(كوفيد-19)، فقد بلغ 13.4 في المائة. من جانب آخر، وعلى المستوى العالمي يزداد القلق مع ظهور نسخ متحورة لفيروس كورونا، وسط الأزمة الصحية الحادة الناجمة عن هذا الوباء. وثمة في الوقت الحاضر ثلاث نسخ متحورة تثير قلقا شديدا، ظهرت للمر ة الأولى في إنكلترا وجنوب إفريقيا واليابان، وجميعها لدى مسافرين وافدين من البرازيل، ما حمل على الإشارة إلى النسخة باسم "المتحورة البرازيلية". بموازاة ذلك، ثمة فئة ثانية من المتحورات تراقبها الأوساط العلمية العالمية بسبب مواصفاتها الجينية التي قد تطرح إشكالية، غير أن انتشارها لا يزال محدودا. وتصنف جميع هذه المتحورات في عائلات أو "سلالات"، فتحتل على ضوء التحولات التي مرت بها موقعا محددا في شجرة عائلة الفيروس الأصلي سارس-كوف-2. واتسعت القائمة في الأسابيع الأخيرة، فرصدت على سبيل المثال سلالة أطلق عليها اسم "بي.1.525″ في اسكتلندا ونيجيريا وفرنسا وأستراليا. كذلك رصدت نسخ متحورة أخرى في كاليفورنيا وزامبيا وأوغندا، وصولا إلى فنلندا. وما يبعث على الخوف تحديدا هو التحولات التي تحملها هذه الفيروسات. فالمتحورات التي ظهرت في إنكلترا وجنوب إفريقيا والبرازيل تتشارك التحول ذاته المعروف ب"إن501 واي" الذي يمكن أن يزيد قدرتها على نقل العدوى. كذلك فإن النسختين المتحورتين اللتين رصدتا في جنوب إفريقيا والبرازيل تحملان تحولا آخر يعرف ب"إي484 كاي"، يعتقد أنه يخفض المناعة المكتسبة إما من عدوى سابقة -ما يزيد احتمال الإصابة مجددا- وإما من اللقاح. وتعمل عدة فرق من الباحثين في العالم على تحليل الخصائص البيولوجية لهذه النسخ المتحورة على أمل معرفة ما يجعلها تبدو أشد عدوى. وخلصت عدة دراسات مختبرية إلى نتيجة واحدة، وهي أن النسخة المتحورة التي ظهرت في جنوب إفريقيا تضعف على ما يبدو فاعلية اللقاحات، ولاسيما بسبب التحور المعروف ب"إي484 كاي". وفي هذه الأثناء، يشدد العلماء على وجوب احترام تدابير الوقاية والتباعد الاجتماعي التي تبقى مهمة سواء لفيروس كورونا الشائع أو للنسخ المتحورة عنه.