نقلت وكالة رويترز للأنباء عن الناشطة الحقوقية السورية رزان زيتونة أن عدد المدنيين الذين قتلتهم قوات الجيش وعناصر الأمن خلال ثلاثة أيام من هجومها على تلكلخ في محافظة حمص قد ارتفع إلى 27، في حين دعت المعارضة إلى إضراب عام، في تحد جديد لنظام الرئيس بشار الأسد. وقالت زيتونة إن هناك 27 قتيلا تم التأكد من أسمائهم، في حين نقل عدد غير معروف من الجثث إلى المستشفى الرئيسي في تلكلخ، دون أن تسلم إلى ذويها. من ناحية ثانية أعلن مصدر عسكري سوري مقتل ضابط وأربعة من عناصر الشرطة بنيران من أسماهم «عناصر إجرامية» في منطقة تلكلخ أول أمس الثلاثاء. من ناحيته قال محمود مرعي من المنظمة العربية لحقوق الإنسان في سوريا للجزيرة إن مصادمات تجري في تلكلخ، مشيرا إلى استمرار النزوح باتجاه حدود لبنان. كما قال سكان البلدة إن سيارات الإسعاف منعت من الوصول إلى المصابين بسبب الحصار الذي يفرضه القناصة وقوات الجيش. وأفادت تقارير نشطاء عن بدء اقتحام القوات الأمنية السورية لبلدتي كناكر في ريف دمشق ونوى في محافظة درعا، وسط أنباء عن سقوط قتلى. كما قال نشطاء إن الدبابات دخلت منطقة سهل حوران في الجنوب بعدما طوقتها خلال الأسابيع الثلاثة المنصرمة. وفي سياق ذلك، دعت المعارضة السورية إلى إضراب عام أمس الأربعاء. وجاء في بيان نشر على موقع «الثورة السورية 2011» الذي شكل محرك حركة الاحتجاج التي انطلقت منتصف مارس الماضي ضد نظام الأسد، إن الأربعاء 18 ماي «سيكون يوم عقاب للنظام من قبل الثوار والأحرار». وأضاف «سيكون إضرابا شاملا، لا مدارس ولا جامعات ولا مراكز ولا بقالات ولا محلات ولا مطاعم». واستنكرت المنظمة العربية لحقوق الإنسان «الجرائم التي تواصل السلطات ارتكابها بحق المحتجين العزل، والتي تشمل أعمال قتل واعتقال واسع، فضلاً عن إغلاقها للحدود مع لبنان للحيلولة دون هروب المواطنين من جرائمها وانتهاكاتها الواسعة». وعبرت المنظمة عن «شديد صدمتها إزاء ما تواتر أمس عن معلومات شبه مؤكدة باكتشاف مقبرتين جماعيتين». وقد كشف سكان محليون ومنظمات حقوقية عن مقبرتين جماعيتين منفصلتين قرب مدينة درعا جنوبي سوريا. وتحدث السكان عن اكتشاف 26 جثة، بينما نفت الحكومة وجود أي مقابر جماعية، قائلة إن التقارير بهذا الصدد كانت جزءا من «حملة التحريض» ضد سوريا. من جهته, أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا أن مقبرة جماعية أعلن اكتشافها بمدينة درعا تبين أنها تخص عبد العزيز أبا زيد وأولاده الأربعة سامر ومحمد وسليمان وسمير. وطالب مدير المرصد السوري بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة في الأمر, وذكر أنه تم حتى يوم الأحد تسليم جثامين 65 شخصا قُتلوا بعد اقتحام الجيش مدينة درعا، مضيفا أن «هناك عدداً أكبر من الشهداء لم يتم تسليم جثامينهم إلى عائلاتهم حتى الآن».بدوره تحدث حزب الإصلاح السوري ومقره الولاياتالمتحدة عن أن «جثث الموتى لا تزال متناثرة في البساتين وحقول القمح مع تعذر الوصول إليها بسبب وجود القناصة وأفراد الأمن بشكل مكثف». وقد أظهرت تسجيلات فيديو وصور ثابتة عددا من الجثث لرجال بعض أعضائهم مفقودة ومدفونة بشكل عشوائي. كما أظهر شريط فيديو مسؤولين يرتدون ملابس واقية ويحملون خزانات أكسجين وهم ينقلون الجثث.