حل مؤخرا بوجدة وفد رفيع المستوى تتقدمه زليخة نصري مستشارة جلالة الملك، وعقدت اجتماعات مع مسؤولين بالمنطقة للوقوف على آخر ترتيبات الزيارة الملكية المرتقبة هذه الأيام للجهة الشرقية، وستشمل أجندة الزيارة الملكية مدينة وجدة كمرحلة أولى، تليها الناظور والدريوش وبركان وتاوريرت. وفي هذا السياق تناقلت الصحافة بالجهة الشرقية خبر إشراف الملك خلال هذه الزيارة التفقدية للعديد من المشاريع الاقتصادية والاجتماعية، على تدشين برنامج ضخم للتنمية سيضم 13 مشروعا كبيرا، فيما تتكتم عمالة الناظور عن مشاريع أخرى ولكنها تؤكد، بحسب ذات المصادر، بأن مفاجآت ستكون بانتظار المراقبين، الأمر الذي دفع بجملة من التكهنات والتوقعات بإمكانية فتح الحدود المغربية الجزائرية المغلقة مند غشت 1994، في ضوء المساعي الديبلوماسية الجارية بغاية تطبيع العلاقات بين البلدين الجارين. وكان الممثل الشخصي للرئيس الجزائري ووزير الدولة عبد العزيز بلخادم قد كشف في مقابلة مع التلفزيون الجزائري مساء الأربعاء الأخير، أن الجزائر والمغرب لا يمكنهما أن يظلا يديران ظهريهما لبعضهما البعض، وأن مسألة فتح الحدود مع المغرب مرتبطة بمدى تقدم التعاون الاقتصادي. تصريح يأتي في الوقت الذي يرتقب فيه بقوة من قبل أوساط ديبلوماسية، أن تفتح الحدود المغربية الجزائرية غداة زيارة ستقوم بها وزيرة الخارجية الأمريكية إلى المنطقة المغاربية تبدأها بالجزائر. زيارة يدرجها المراقبون الدوليون في إطار سعي واشنطن الحثيث للخروج بالعلاقات المغربية الجزائرية من أجواء التوتر والجمود نحو مناخ من الوفاق والتعاون لمواجهة مخاطر الإرهاب في منطقة الساحل والقرن الإفريقي، ووضع القطار المغاربي على سكة التعاون والتكامل في عالم لا استقرار فيه إلا للتكتلات الاقتصادية القوية. وتكثف الديبلوماسية الأمريكية مند بداية السنة الجارية تحركاتها المغاربية ومباحثاتها السياسية مع الجزائر والمغرب حول جملة من القضايا الدولية والإقليمية وفي مقدمتها الوضع في المنطقة المغاربية والساحل وبؤر التوتر والنزاع في إفريقيا ومحاربة الإرهاب. وحسب بعض تقارير الصحافة الدولية، فقد تم تطارح مسألة فتح الحدود المغربية الجزائرية في معرض زيارة وزير خارجية الجزائر مراد مدلسي مؤخرا لواشنطن، ولقاء هيلاري كلينتون بوزير الخارجية المغربية الطيب الفاسي الفهري في أبريل الماضي، تطارح عكسته تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية بنبرة تفاؤلية حد الإيحاء بإمكانية فتح الحدود بالتزامن مع الزيارة المرتقبة لهيلاري كلينتون إلى المنطقة. وهذا مع العلم، بأن مسألة فتح الحدود باتت تتجاوز سياسة البلدين، إلى رهانات إستراتيجية البنك العالمي، كما ذهبت إلى ذلك بعض الأوساط المالية الدولية، في ضوء دعوة البنك العالمي الأسبوع الماضي من الجزائر إلى ترجمة القرب الجغرافي المغاربي إلى قرب اقتصادي، وتشديده على أهمية تكامل الاقتصاديات المغاربية واندماج أسواقها عبر الفضاء المغاربي. الأمر الذي أكدته مشاركة مدير البنك العالمي في حفل التوقيع على إستراتيجية المغرب الصناعي بالدار البيضاء، والمباحثات التي أجراها مع المسؤولين المغاربة ووقوفه على بعض مشاريع التعاون ذات البعد المغاربي في مجال شق الطرق السيارة بين الدول المغاربية، ويتعلق الأمر بإنجاز الطريق السيار فاس - وجدة وافتتاحها الشهر المقبل. هذا فضلا على علاقات التعاون التي دشنها البلدان في عدد من القطاعات كالطاقة والفلاحة والمعادن، والتي صارت تشكل أولى مراحل انطلاق قطار التعاون الحثيث بين البلدين والمفتوح على مجالات أخرى باتت تملي وبقوة ضرورة فتح الحدود في الآتي من الأيام. وفي الوقت الذي يجري فيه الحديث عن عمليات جارية لتأهيل وتهيئ معابر حدودية بين المغرب والجزائر، ثمة مؤشرات عن ترتيبات جارية على أكثر من مستوى وصعيد، بحيث أفاد وزير الخارجية الطيب الفاسي الفهري بمجلس النواب خلال الأسبوع الماضي، بأن جلالة الملك أبلغ دنيس روس في آخر زيارة له للرباط، أن المغرب مستعد لفتح الحدود سواء على أعلى مستوى أو من خلال وزراء الخارجية أو الزيارات القطاعية، وأنه تجاوب بشكل إيجابي مع المبعوث الأممي بخصوص وضع منهجية لتطبيع العلاقات بين المغرب والجزائر، فيما تناقلت أوساط إعلامية قرب إعلان الرئيس الجزائري عن قرار إعادة فتح الحدود المغلقة مع المغرب، بعد وساطة سعودية كللت بالنجاح، وأن إجراءات ذلك باتت مسألة ترتيبات دبلوماسية فقط.