جرى بعد ظهر يوم الخميس الماضي بمراكش، تشييع جثمان الفنان المسرحي والكوميدي الراحل عبد الجبار لوزير، الذي وافته المنية يوم الأربعاء بمحل سكناه، بعد معاناة مع المرض. وفي جو جنائزي مهيب، ووري جثمان فقيد الساحة الفنية، بمقبرة باب دكالة، وذلك بعد أداء صلاتي الظهر والجنازة. ومرت مراسم التشييع، التي جرت في احترام للتدابير الوقائية المعتمدة لمكافحة فيروس كورونا المستجد، بحضور عدد من الصحفيين والفنانين، وكذا أفراد من عائلة الفقيد وأقاربه وأصدقائه ومعجبيه. وبالمناسبة، عبر عدد من أصدقاء وأقارب الراحل عن عميق حزنهم بهذا المصاب الجلل، واصفين إياه بأحد كبار الفنانين الذي سيظل اسمه موشوما في تاريخ الفن والثقافة بالمغرب. وقالوا، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، "فقدنا شخصية بارزة كانت، على مدى سنين طويلة، عنصرا مؤثرا بالساحة الفنية الوطنية والمحلية، بفضل جديته وعمله الفني الملتزم والراقي"، مذكرين بأن الأعمال الفنية للراحل كان لها وقع كبير على عدد من الأجيال. وأكدوا أن "عبد الجبار لوزير يمثل صورة للفنان المغربي الذي أسدى خدمات جليلة للمسرح المغربي والفن في مجمله، مع تكريس جزء كبير من مسيرته للدفاع ونشر رسالة الإنسانية والأخوة". ويعد عبد الجبار لوزير، الذي ازداد بالمدينة الحمراء سنة 1932، من الشخصيات الفنية البارزة التي طبعت السجل الفني للمغرب عموما ومراكش خصوصا. وكانت الانطلاقة الفنية لعبد الجبار الوزير الذي بدأ حياته كحارس مرمى لفريق الكوكب المراكشي لكرة القدم، مع فرقة الأطلس الشعبي، لمولاي عبد الواحد حسنين، وهي المدرسة الفنية التي تخرج منها عدد كبير من الممثلين. وكان أول عمل مسرحي يؤديه هو مسرحية "الفاطمي والضاوية" (سنة 1951)، رفقة الفنان الراحل محمد بلقاس، التي عرضت عشرات المرات في مختلف مناطق المغرب، ومن بين من عرضت أمامهم جلالة المغفور له الملك محمد الخامس بفضاء قصر الباهية بمراكش سنة 1957. ونجح لوزير كثنائي كوميدي مع الفنان الراحل محمد بلقاس، كما قدم عددا من المسرحيات والمسلسلات والأفلام الناجحة، من بينها مسرحية "الحراز" (1968)، وفيلم "حلاق درب الفقراء" (1982)، والسلسلة الكوميدية "دار الورثة" (2010)، وفيلم "ولد مو" (2009) وغيرها، إضافة إلى ماضيه المشرق ضمن صفوف المقاومة الوطنية، وشهرته مع فريق الكوكب المراكشي. *** المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير تنعى المقاوم المرحوم عبد الجبار بلوزير بألم عميق وحسرة شديدة، ودعت أسرة المقاومة وجيش التحرير المقاوم المرحوم عبد الجبار بلوزير، الذي لبى داعي ربه راضيا مرضيا يوم الأربعاء 14 محرم 1442 الموافق ل 2 شتنبر 2020 بمدينة مراكش، بعد صراع طويل مع المرض. ازداد المشمول بعفو الله وكرمه سنة 1932 بمدينة مراكش، كان من المنخرطين الأوائل في العمل الوطني بمدينة مراكش حيث استهل مسيرته النضالية بنشر الوعي الوطني من خلال الأنشطة الثقافية التي كان يقوم بها رفقة بعض أصدقائه بالأحياء الشعبية بالمدينة الحمراء. في سنة 1945 انخرط في صفوف المقاومة المسلحة بفرقة "الضرير" التابعة لمنظمة الشهيد حمان الفطواكي وشارك في العديد من العمليات ضد قوات الاحتلال الفرنسي، إلى أن ألقي عليه القبض وقضى سنتين في سجن بولمهارز بمراكش ولعلو بالرباط. غداة الاستقلال كان من المؤسسين لفرقة الوفاء المراكشية بمعية رفيق دربه المرحوم محمد بلقاس وآخرين. وبرحيل المقاوم الفذ والفنان المقتدر، فقدت بلادنا أحد الوجوه البارزة في مسيرة الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال وأيقونة بصمت الساحة الفنية المغربية بعطاءات زاخرة في المسرح والسينما والتلفزيون. ووفاء واعترافا بخدماته المبرورة وأياديه البيضاء في سبيل الذود عن حرية الوطن واستقلاله، حظي بشرف الإنعام المولوي السامي عليه بوسام ملكي شريف أنعم به عليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله سنة 2009 بمناسبة احتفالات الشعب المغربي بالذكرى العاشرة لتربع جلالته على عرش أسلافه المنعمين. كما حضي بشرف تكريمه من لدن المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير رفقة صفوة من المقاومين وأعضاء جيش التحرير بمدينة مراكش بتاريخ 15 غشت 2009 بمناسبة الذكرى 58 لمظاهرة المشور. هذا، وقد كان السيد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير حريصا دوما على زيارة المقاوم المرحوم عبد الجبار بلوزير بمنزله بمراكش، وذلك من منطلق العناية التي يحف بها أسرة المقاومة وجيش التحرير، عربون تقدير وعرفان بمكانتهم المتميزة والمرموقة، وبرورا بشمائلهم الجليلة ومآثرهم الخالدة في رياض العمل الوطني والمقاومة والتحرير. وفي هذا الظرف الأليم الذي ترك في أعماقنا مشاعر الحزن والأسى والحسرة بهذا المصاب الجلل، يتقدم المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بأصدق عبارات التعازي والمواساة لعائلة الفقيد الصغيرة والكبيرة في المقاومة وجيش التحرير، ضارعا إلى المولى العلي القدير أن يلهمهم الصبر والسلوان، وأن يتغمد الفقيد العزيز بواسع الرحمة والمغفرة والرضوان وجزيل الثواب، وأن ينزله منزل صدق عند مليك مقتدر مع الذين أنعم الله عليهم من النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. "يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي". صدق الله العظيم إنا لله وإنا إليه راجعون. *** التقدم والاشتراكية يعزي أسرة وعائلة المرحوم الفنان المقتدر عبد الجبار لوزي تلقينا في حزب التقدم والاشتراكية بتأثر كبير وحزن عميق نعي المشمول بعفو الله ومغفرته، الفنان المقتدر المرحوم عبد الجبار الوزير، رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه بعد مسار فني طويل حافل بالعطاء المتميز. وأمام هذا المصاب الأليم الذي لا راد لقضاء الله فيه، يعرب محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام للحزب، أصالة عن نفسه ونيابة عن أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية وكافة مناضلات ومناضلات حزب التقدم والاشتراكية لكافة أقرباء الفقيد وأصدقائه ومحبيه، ولأسرته الفنية الكبيرة، عن تعازينا الصادقة وعمق مواساتنا، سائلين المولى عز وجل أن يمن عليكم بالصبر الجميل، وأن يعوضكم في فقدانه بأحسن العزاء وجزيل الثواب، مشاطرين إياكم حزن مشاعركم في رحيل هذه القامة الفنية الكبيرة، من خلال استحضارنا لإسهاماته المبدعة والمتميزة في إشعاع الفن المسرحي الوطني، متضرعين إلى العلي القدير بأن يتقبله قبولا حسنا مع الشهداء والصديقين والأنبياء والرسل وحسن أولئك رفيقا، وأن يجزيه خير الجزاء وأوفاه ويغدق عليه شآبيب الرحمة والسلوان. وإنا لله وإنا إليه راجعون عن المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية محمد نبيل بنعبدالله