متزعم جديد للبطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم. هذا هو الحدث الذي خلفته المباريات المؤجلة، بثماني نقط من خمس مقابلات، تمكن فريق الرجاء البيضاوي من احتلال مقدمة الترتيب بمجموع 37 نقطة، ليتجاوز الغريم التقليدي الوداد الذي احتكر هذا المركز منذ بداية الموسم تقريبا. الرجاء استغل عجز المتزعم السابق عن تحقيق الفوز في المقابلتين اللتين كانا بحوزته، تعادل بالبيضاء أمام مولودية وجدة، وهزيمة مدوية ببركان ضد النهضة بهدفين لواحد. انتصار البركانيين غير الكثير من المعطيات داخل البطولة الوطنية، وخدم إلى حد كبير مصالح الرجاء الذي لم ينعم بهذا المركز منذ مدة طويلة، إذ عاش سنوات عجاف أبعدته مكرها عن مركز الريادة. مستجدات الترتيب العام حددت بشكل كبير ملامح الصراع حول اللقب بين كوكبة من المتربصين، بعد أن تعاظمت الطموحات المشروعة للظفر بلقب نسخة "كورونا"من الدوري المغربي لكرة القدم. نهضة بركان قربها فوزها المثير من المقدمة، كما أن مولودية وجدة والفتح أصبحا على بعد نقطتين، دون أن نستثني طموح فريق الجيش الملكي، رغم ابتعاده بستة نقط، لكن قبل عشر دورات من انتهاء البطولة، يبقى كل شيء ممكنا، كما أن الوضع قابل للتغيير. فالسقوط المدوي للوداد ببركان، جعل الأمور تعود للبداية، والبداية هنا يظهر أنها جاءت مستعصية على متزعم الترتيب، العاجز عن الحفاظ على مركزه المتقدم، ليتأكد أن تصورات المدرب الإسباني خوان كارلوس غاريدو كانت خاطئة، كما أن حسابات الرئيس سعيد الناصري لم تكن دقيقة بالمرة. غاريدو وانطلاقا من فلسفة خاصة به، ارتأى أن لا يخوض فريقه مباريات إعدادية على غرار باقي الأندية، مفضلا استئناف الدوري دون خوض مواجهات تجريبية، والاكتفاء بحصص تدريبية روتينية، والسبب هنا يعود في نظره الى تخوفه من حدوث إصابات، إلا أن ما تخوف منه هذا المدرب المعروف بعناده، هو ما حدث بالفعل مباشرة بعد عودة المباريات الرسمية. إذ لم تعاني تشكيلة الوداد من حدوث إصابات فقط، بل ظهر أيضا تراجع كبير وارتباك فظيع، إلى درجة أن غاريدو فوجئ وكأنه يشرف على فريق غريب عنه، والدليل كثرة التغييرات التي يقدم عليها مباشرة بعد انطلاق كل مباراة، وهذا ما حدث بالفعل أمام وجدة، وتكرر ضد بركان، خصوصا بخط الدفاع الذي أصبح يفتقد للمناعة الضرورية. أما الورقة الحمراء المجانية التي حصدها يحيى جبران المتهور رياضيا، والمنفوخ إعلاميا، كان من الممكن أن يتلقاها قبله العميد إبراهيم النقاش ضد وجدة، لولا أن الحكم زوراق غض الطرف عن تدخل قوي كان يستحق إنذارا ثانيا، فطردا، فنقصانا في التشكيلة الودادية. المؤكد أن الأمور التقنية داخل الوداد ليست على ما يرام، كما أن الطريقة التي تدار بها الأمور من طرف الناصري، بدأت تطرح الكثير من علامات الاستفهام. فكيف يمكن إذن لفريق الوداد أن يحافظ على حضوره القوي محليا و المنافسة قاريا؟