شهر ساخن في الإعلام العمومي اختتم بمسيرة بالدارالبيضاء تعيش شغيلة القطاع السمعي البصري مند أزيد من شهر على وقع الاحتجاجات والمسيرات للمطالبة بدمقرطة الإعلام العمومي وإصلاحه. وانطلقت أولى الاحتجاجات مع انطلاق الحراك السياسي والاجتماعي الذي يعرفه المغرب، واختارت الشغيلة يوم الجمعة كمحطة نضالية لمسلسلها الاحتجاجي، حيث تنظم كل يوم جمعة وقفة احتجاجية أمام مقر الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة للتعبير عن مطالبها. ورفعت خلال هذه الوقفات الاحتجاجية جملة من الشعارات، نذكر منها «وقفة الغضب من أجل إعلام عمومي مواطن في خدمة الشعب يرسم قيم الحداثة والديمقراطية والتعدد والاختلاف». وطالب المحتجون بتخلي عدد من المسؤولين في القناتين «الأولى» و»الثانية»عن مناصبهم، وكان من بين اللافتات التي رفعوها «زنقة زنقة دار دار سميرة ستايل تخوي الدار»، بالإضافة «الإدارات مشات وجات والحالة هي هي، عيتونا بالخطابات والإعلام الضحية» و»التلفزة عمومية وأخبار الشعب منسية» و»شوهتو النشرات وميعتو السهرات» و»باركة باركة من النشرات المفبركة»، «وقفة من أجل إعلام عمومي مواطن في خدمة شعب يرسخ قيم الحداثة والدمقراطية والتعدد والاختلاف»، إلى غيرها من الشعارات. وفي سياق ذي صلة، تطرقت أغلب الجموع العامة التي عقدتها الشغيلة، إلى آفاق المسلسل النضالي الذي تم إطلاقه من أجل المطالبة بإصلاح الإعلام العمومي وفق الأرضية التي تم الإعلان عنها للرأي العام بتعاون مع نقابتي التنسيقية بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون. وسلطت هذه الجموع، في نقاشاتها الضوء على أهم التطورات الأخيرة بشأن المفاوضات مع الإدارة العامة حول الملف المطلبي، مؤكدين على استمرارهم في البرنامج النضالي الرامي إلى تحقيق مطالبهم وفي مقدمتها تسوية الملفات العالقة والقيام بمجموعة من الإصلاحات في الإعلام العمومي. وفي هذا الإطار، قال محمد الوافي، الكاتب العام لنقابة مستخدمي القناة الثانية والتي تندرج في إطار تنسيقية النقابات الثلاث (المكتب الوطني النقابي الموحد للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون (ك.د.ش) والنقابة الديمقراطية للإعلام السمعي البصري)، إنه بعد الوقفات الاحتجاجية اللتي نظمت بكل من الرباطوبالدارالبيضاء، فإن البرنامج النضالي سيعرف تصعيدا، وذلك بالانتقال إلى أشكال نضالية أخرى تبعا لقرارات الهياكل النقابية. وأضاف الوافي أنه بعد تنظيم وقفتي الجمعة الماضي تلقت تنسيقية النقابات الثلاث اتصالا من ديوان فيصل العرايشي، الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون يدعوهم إلى لقاء لمناقشة مطالبهم بشأن إصلاح الإعلام العمومي. «لا ننظم وقفات احتجاجية من أجل الاحتجاج وإنما من أجل تحقيق عدة مطالب»، يقول الوافي، مضيفا أنه خلال الاجتماع تم الاتفاق على صعوبات قطاع الإعلام العمومي بشكل عام لكن لم يظهر أي مؤشر للإصلاح. واسترسل الوافي أن الوفد المفاوض باسم تنسيقية النقابات الثلاث أجمع بعد لقائه مع فيصل العرايشي أنه ليست هناك رغبة حقيقية للإصلاح، بعد أن طلب منهم مدة شهرين أو ثلاثة أشهر للنظر في موضوع إصلاح الإعلام العمومي. هذا ونظمت التنسيقية الدائمة لنقابات تمثل قطاع الإعلام العمومي، مؤخرا، مسيرة تمت خلالها المطالبة ب»إصلاح» الإعلام العمومي السمعي البصري. وردد المشاركون في هذه المسيرة، التي تخللتها وقفات أمام كل من البرلمان ومكتب القناة الثانية والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، شعارات تستنكر «تردي» الإعلام العمومي، و»استمرار غياب أية مبادرة لفتح حوار حقيقي وشامل لإصلاح القطاع». كما طالبوا ب»إعلام عمومي مواطن يرسخ قيم الحداثة والديمقراطية والتعدد»، من خلال العمل وفق «خط تحريري يتميز بالمهنية والاستقلالية «على مستوى الأخبار والبرامج، «بما يستجيب لتطلعات المواطنين وانتظاراتهم». ويشار إلى أن التنسيقية تتألف من المكتب الوطني النقابي الموحد للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة (الكونفدرالية الديمقراطية للشغل)، والنقابة الوطنية للإعلام السمعي البصري (الفيدرالية الديمقراطية للشغل)، ونقابة مستخدمي القناة الثانية (الاتحاد المغربي للشغل).