دخل المغرب أخيرا خانة الكبار بعالم كرة القدم، جاء ذلك بفضل صفقتين مدويتين، سجلتا قبل نهاية الموسم الكروي الجاري، والمتعثر بسبب تبعات فيروس كورونا المستجد. الأولى تتعلق بانتقال حكيم زياش لنادي تشيلسي الإنجليزي، والثانية لأشرف حكيمي المنضم لإنتر ميلانو الإيطالي، والصفقتان معا وصلتا إلى أربعين مليون يورو، وتعد هذه المرة الأولى في التاريخ الحديث التي يصل فيها ثمن انتقال لاعب مغربي إلى هذه القيمة الكبيرة، وهنا يمكن أن نستثني انتقالات بعض اللاعبين المغاربة خلال الخمسينات وبداية الستينات. يأتي في مقدمة اللاعبين المغاربة الذين سبق أن اعتبروا نجوما في زمانهم، هناك بطبيعة الحال الجوهرة السوداء العربي بنمبارك الذي كان يومها من الأسماء اللامعة بعالم كرة القدم، حيث انضم لكبار القارة العجوز بكل من إسبانيا وفرنسا. تصدر قائمة سوق الانتقالات البرازيلي أرتور ميلو الوافد الجديد على يوفنتوس ب 72 مليون يورو، متبوعا بميراليم بيانتيش صفقة برشلونةالجديدة، وأيضا تيمو فيرنر المنتقل أيضا لتشيلسي، وألفارو موراتا الذي انضم بشكل نهائي لأتلتيكو مدريد، وماورو إيكاردو المنضم هو الآخر لباريس سان جرمان، فضلا على لوروا ساني الذي غادر مانشستر سيتي باتجاه بايرن ميونيخ الألماني. هذه أبرز الانتقالات، والتي تظهر أن هناك تراجعا في عدد وقيمة الصفقات حتى الآن، بسبب الأزمة الاقتصادية الكبيرة التي تعاني منها الأندية الأوروبية وحتى الآسيوية التي تعودت على المنافسة بقوة لجلب النجوم، حتى ولو كلفها ذلك عقد صفقات مدوية، إلا أن هذا الرخاء لم يعد ممكنا في الوقت الراهن. وعلى هذا أساس، فإن صفقتي زياش وحكيمي تعتبران من أهم الانتقالات الدولية لهذا الموسم، في ظل الأوضاع الصعبة التي يمر منها العالم، والتي كانت لها نتائج كارثية على أهم اقتصاديات الدول بمختلف القارات. وبالإضافة إلى هذين النجمين الكبيرين اللذين تنتظرهما سنوات من الممارسة على أعلى مستوى، فإن هناك تألقا لافتا للاعبين مغاربة آخرين بالدوريات الأوروبية، كما هو الحال بالنسبة للحارس منير المحمدي المحترف بنادي ملقة الإسبانى الفائز بجائزة زامورا، التي تمنح في نهاية كل موسم لأقل حارس مرمى تلقت شباكه أهدافا في الدوري الإسباني، وهو ما يؤهله للانتقال لناد بالدرجة الأولى. حاز المحمدي على هذه الجائزة التي تقدمها صحيفة ماركا الإسبانية منذ عام 1958، بعدما تلقت مرماه خلال 38 مباراة لعبها خلال الموسم الماضي 29 هدفا، وهو ثاني حارس مرمى مغربي يفوز بهذه الجائزة، بعد بادو الزاكي الذي توج بها رفقة نادي مايوركا موسم 1988/1989. لاعب مغربي آخر انتقل بصفقة مهمة، ويتعلق الأمر بسفيان أمرابط الذي غادر هيلاس فيرونا للالتحاق بنادي فيورنتينا لأربعة مواسم القادمة، بصفقة بلغت 20 مليون يورو، وهي قيمة الشرط الجزائي الذي طالب به ناديه للموافقة على انتقاله، واعتبر هذا الانتقال تطورا كبيرا في مساره الاحترافي، حيث سبق أن انتقل من كلوب بروج البلجيكي للدوري الإيطالي مقابل 3 ملايين يورو فقط. واختير اللاعب الدولي المغربي بفضل تألقه ضمن تشكيلة الموسم لصحيفة "توتو ميركاتو"، حيث شارك هذا الموسم في 32 مباراة في الكاشيو الايطالي، وسجل هدفا وصنع آخرين. وجاء اختيار أمرابط صاحب ال23 عاما، أفضل لاعب في فريق هيلاس فيرونا، حسب تصويت الجماهير، حيث حصل اللاعب على 37 نقطة، كما سبق أن تُوج بجائزة أفضل لاعب في المباراة في ثلاث مناسبات، ما جعل العديد من الأندية تراقبه عن كثب، للاستفادة من خدماته مستقبلا. بالإضافة إلى هذه الأسماء هناك أيضا تألق أسماء أخرى كيوسف النصيري والحارس بونو ويوسف العربي وزهير فضال ومروان سايس وسفيان بوفال والعديد من اللاعبين الذين بإمكانهم إما الانتقال بصفقات مهمة، أو الاستمرار مع أنديتهم بوضعية أفضل، وهذا مكسب مهم للفريق الوطني المقبل على استحقاقات مهمة قاريا ودوليا. ملاحظة أغلب الأسماء التي ذكرناها والتي تشرف عاليا كرة القدم الوطنية، ليست منتوجا مغربيا خالصا، بل تكونت بمراكز التكوين بالقارة الأوروبية. وبه وجب الإعلام والسلام…