استأنف الرئيس الاميركي دونالد ترامب مؤتمراته الصحافية الدورية عن فيروس كورونا المستجد، والتي كان يعقدها في شكل شبه يومي في أبريل حين بلغ عدد وفيات الفيروس أقصاه في الولاياتالمتحدة، في مؤشر إلى أن الوضع الوبائي يزداد سوءا في البلاد. وصرح ترامب للصحافيين في المكتب البيضوي في البيت الأبيض "كنت أعقدها وكان عدد كبير من الناس يشاهدونها، عدد قياسي من المشاهدين في تاريخ التلفزيون، وكان ذلك فريدا". واضاف أن هذه المؤتمرات شكلت "وسيلة جيدة جدا لإعلام الناس" بآخر التطورات عن وباء كوفيد-19 في الولاياتالمتحدة. وبدأ ترامب مؤتمراته الصحافية في مارس بهدف منح خلية الأزمة في البيت الأبيض مساحة للإبلاغ عن آخر تطورات تفشي الوباء. لكن تلك المؤتمرات الطويلة الأمد أحيانا والمربكة، عرضت الرئيس لتعليقات ساخرة، كما حصل حين اقترح حقن الجسم بالمعقمات لمنع الإصابة بكورونا. وكان ترامب تساءل سابقا في هذا الصدد "ما الهدف من المشاركة في المؤتمرات الصحافية في البيت الأبيض في حين لا تقوم وسائل الإعلام المخادعة إلا بطرح الأسئلة الهجومية وترفض نقل الحقيقة والوقائع بشكل دقيق؟". واعتبر أيضا أن الرئيس يستغل هذه المؤتمرات الصحافية اليومية لصالحه، بتحويلها منصة شخصية قبل أشهر من الانتخابات الرئاسية المقررة في 3 نونبر. ومعلوم أن خصمه الديموقراطي جو بايدن التزم الصمت خلال تلك الفترة من منزله حيث كان في العزل. ومنذ ذلك، بدأ النائب السابق لباراك أوباما بالخروج بشكل خجول من العزل، لكن تحركاته وتصريحاته بقيت محدودة، ويواصل مع ذلك التقدم على الرئيس الجمهوري في استطلاعات الرأي. وتعهد ترامب أن تجلب عودة هذه المؤتمرات الصحافية التي كانت نبرتها التفاؤلية في مارس وأبريل تتناقض مع خطورة الوضع في الولاياتالمتحدة، للأميركيين أخبارا جيدة عن تطوير لقاح وعلاج ضد كوفيد-19. وأوضح "أعتقد أنني سأتحدث عن العديد من الشركات الكبرى التي تعمل بنجاح كبير جدا"، مشيرا خصوصا إلى مجموعة "جونسون أند جونسون" الأميركية لصناعة الأدوية. بالإضافة إلى ترامب، ادلى مسؤولون آخرون في البيت الأبيض بتصريحات صحافية بشأن الفيروس، مثل نائب الرئيس مايك بنس ومسؤولين في خلية الأزمة والطبيبين ديبورا بريكس وأنطوني فاوتشي، الذي يتهمه ترامب بالمبالغة في التحذير من الوباء. وكان فاوتشي يتولى المهمة الصعبة في تصحيح المعلومات المغلوطة التي كان يعلنها الرئيس، متجنبا في الوقت نفسه إثارة حساسية الملياردير الجمهوري ومتقبلا الانتقادات التي يطلقها ضده. وتسجل البلاد حاليا أعلى عدد إصابات يومية منذ بدء تفشي الوباء، وهو ما ينسبه الرئيس ترامب مرارا إلى كثافة إجراء الفحوص وسهولته.