تنفس نادي مانشستر سيتي الإنجليزي الصعداء الاثنين بعد إفلاته من عقوبة الاستبعاد عن المشاركة في مسابقات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا) في الموسمين المقبلين، بعد فوزه بالاستئناف الذي تقدم به أمام محكمة التحكيم الرياضي (الطاس)، ما سيفتح المجال أمامه للتفكير في خططه المستقبلية على أرض الملعب وخارجه. وأعلنت (الطاس) الاثنين إلغاء العقوبة التي فرضها (ويفا) على بطل انكلترا في الموسمين الماضيين، بحرمانه المشاركة القارية لموسمين لمخالفته قواعد اللعب المالي النظيف، وخفضت الغرامة التي كانت مفروضة عليه من 30 مليون يورو الى 10 ملايين. وسينصرف سيتي الذي ضمن التأهل إلى الموسم المقبل من دوري الأبطال كونه سينهي هذا الموسم في المركز الثاني في ترتيب الدوري الممتاز، الى التركيز على استئناف الموسم الحالي من المسابقة القارية في غشت المقبل، مدركا انها لن تكون الفرصة الأخيرة للمدرب الإسباني جوسيب غوارديولا ونجوم تشكيلته لتحقيق لقب قاري أول في تاريخ النادي. وسيبدأ أيضا التحضيرات لاستعادة اللقب الذي خسره لصالح ليفربول لاسيما وأنه بات مرتاحا أكثر للتصرف في سوق الانتقالات. في ما يأتي عرض لأبرز التحديات التي تنتظر النادي الذي حقق 11 لقبا منذ استحواذ الشيخ الإماراتي منصور بن زايد آل نهيان على ملكيته عام 2008: ولا تزال الكأس ذات الأذنين الكبيرتين أبرز ما يغيب عن خزائن سيتي. وعلى رغم فشله في قيادة بايرن ميونيخ إلى اللقب القاري خلال ثلاث سنوات في ألمانيا، كان وصول غوارديولا (49 عاما) إلى ملعب الاتحاد عام 2016، جزء من مخطط سيتي للفوز باللقب القاري الأسمى. وبنى الإسباني أحد أفضل الفرق في تاريخ الكرة الانكليزية بتحقيقه لقب "البرميرليغ" في مناسبتين بأعلى رصيد من النقاط (100 نقطة موسم 2017-2018 و98 موسم 2018-2019)، إضافة إلى لقب كأس الاتحاد الإنجليزي في مناسبة واحدة، وثلاثة ألقاب في كأس الرابطة. وقاد غوارديولا سيتي في الموسم الماضي إلى ثلاثية محلية غير مسبوقة. لكن في دوري الأبطال، لم يتجاوز سيتي الدور ربع النهائي في أول ثلاثة مواسم تحت إشراف غوارديولا، لكن الأخير يعتقد أن هذه المرة ستكون مختلفة عندما تستأنف منافسات المسابقة في غشت المقبل. ومنذ استئناف الدوري الانكليزي نشاطه الشهر الفائت، يقدم "السيتيزنز" مستويات لافة، إذ سجل لاعبوه أربعة أهداف على الأقل في أربع من مبارياتهم الستة التي خاضوها، بما فيها فوز برباعية نظيفة على حساب ليفربول المتوج باللقب. وقال المدرب السابق لبرشلونة قبل الفوز بخماسية نظيفة على برايتون السبت "أشعر بالدافع وأعتقد أن الفريق حاضر. لدي شعور أنه بالنسبة للاعبي في النادي (…) الأسابيع الأربعة المقبلة ستشكل فترة لن تتكرر. أعتقد أن الأندية الكبرى لا تفو ت هذه الفرص". لكن طريق سيتي لن يكون سهلا نحو اللقب القاري، إذ عليه بداية تخطي عقبة ريال مدريد الإسباني "ملك" المسابقة عندما يلتقيان في إياب الدور ثمن النهائي في ملعب الاتحاد (فاز سيتي ذهابا في مدريد 2-1). وفي حال بلوغه ربع النهائي، سيصطدم سيتي إما بيوفنتوس بطل إيطاليا في المواسم الثمانية الماضية أو ليون الفرنسي، قبل مواجهة محتملة في نصف النهائي مع برشلونة الإسباني أو بايرن المتوج هذا الموسم بطلا لألمانيا للعام الثامن تواليا. وأتى الفوز برباعية على ليفربول بعدما ضمن الفريق الأحمر لقبه الأول في الدوري المحلي منذ 30 عاما، قبل سبع مراحل من نهاية الموسم. على رغم ذلك، ما زال النادي الشمالي يبتعد في المركز الثاني بفارق 21 نقطة خلف بطل أوروبا، ما يؤشر إلى حاجة لتعزيز صفوفه لاسيما خط الدفاع. ويتوقع ان يكون الأمر أسهل الآن مع الدفعة المعنوية التي منحته إياها (الطاس)، ما سيمكنه من جذب أسماء كبيرة، وتحفير آخرين كرحيم سترلينغ والبلجيكي كيفن دي بروين على البقاء. ويبدو مركز قلب الدفاع الحلقة الأضعف في سيتي، خصوصا بعدما فشل بتعويض غياب المدافع الفرنسي إيميريك لابورت الذي تعرض لقطع في أربطة الركبة في غشت الفائت أبعده أشهرا عن الملاعب، ورحيل المدافع والقائد السابق البلجيكي فنسان كومباني. ومع رحيل الرمز الإسباني دافيد سيلفا مع نهاية الموسم الحالي بعد 11 عاما في ملعب الاتحاد، يبدو الشاب الإنجليزي الموهوب فيل فودن (20 عاما) جاهزا لملء مكانه. وبعد بلوغه عامه الثاني والثلاثين، بات الهداف التاريخي للنادي الأرجنتيني سيرخيو اغويرو قريبا من إنهاء مشوار دام عشر سنوات، ولن يكون من السهل إيجاد بديل مناسب. وينتهي عقد غوارديولا مع سيتي مع نهاية موسم 2020-2021. وفي حال استمراره الى الموعد المذكور وخوضه موسما خامسا، ستكون تلك أطول فترة أمضاها على رأس الجهاز الفني لناد واحد، بعد أربعة أعوام مع برشلونة، وثلاثة مع بايرن ميونيخ، فصل بينهما عام من الراحة. ويرتبط نجاح سيتي أيضا بهيكلية النادي خلف الكواليس، إذ يعتبر المدير التنفيذي الاسباني فيران سوريانو ومواطنه مدير كرة القدم تسيكي بيجيريستاين مسؤولين عن استراتيجية التوظيف. وتم التعاقد مع اللذين عملا سابقا مع غوارديولا في برشلونة، في عام 2012 بهدف جذب "بيب" إلى مانشستر. فاز سيتي مرتين بلقب الدوري الممتاز قبل وصول غوارديولا ولديه القدرة المالية للتنافس حتى بعد رحيله. لكن الحفاظ عليه سيكون بمثابة ضمانة لاستمرار النادي بتحقيق الألقاب.