قدمت أكثر من 20 دولة إفريقية وعربية عروضها الفنية والتراثية خلال فعاليات أسبوع تراث الحضارات الذي اختتم فعالياته نهاية الأسبوع الماضي برحاب المسرح البلدي بالمحمدية، والمنظم من طرف جامعة الحسن الثاني بالمحمدية بالتعاون مع كونفدرالية الطلبة والمتدربين الأفارقة والأجانب بالمغرب. وشهد المهرجان حضور عدد من سفراء الدول الإفريقية وممثلي الهيئات الدبلوماسية، وعرف حضورا جماهيريا واسعا من الطلبة وساكنة المحمدية التي تفاعلت مع فقرات الحفل الإختتامي، إذ عرضت الدول المشاركة نماذج من تراثها الحضاري، كما شهدت ساحة المسرح عروضا فنية ومعارض ولقاءات، حيث كان الموعد مناسبة للتعرف على ثقافات عدد من الشعوب، والتأكيد على أن المغرب سيظل أرض التسامح والانفتاح. وتميز الحفل بالكلمة التي ألقاها رئيس الجامعة الدكتور سعد شريف دووزان والذي نوه بمستوى التظاهرة عموما وبالأداء الطلابي، متمنيا أن تتحول إلى حدث دولي سنوي كبير يجمع ثقافات العالم على أرض المغرب. وعرف الحفل الختامي تقديم أكثر من 40فقرة تشكل تراث الحضارات الإفريقية والعربية والإسلامية، وكان المغرب حاضرا بقوة من خلال غنى تراثه، إذ قدمت لوحات تراثبة من فن «الكدرة» الصحراوي المغربي وكذا «الروايس» و»كناوة» و»عبيدات الرمى» و»عيساوة» و»أحواش». يذكر أن الأسبوع نظم تحت شعار:»تبادل الثقافات»، وكان من أقوى لحظاته ترحم المدعوين الأفارقة و العرب ومضيفيهم المغاربة على أرواح ضحايا تفجير مراكش الإجرامي، وكذا تعبير عدد من المشاركين عن حبهم للمغرب الموحد من شماله إلى جنوبه. ويضع الأسبوع من أهدافه خلق فضاء اللقاء والحوار بين الثقافات الأفريقية والعربية والإسلامية بالتركيز على قيم السلام والحب والأخوة والوحدة وذلك من خلال الموسيقى والمسرح والرقص وعروض الأزياء ومختلف الأشكال الحضارية والتراثية كما يضع من أولوياته التأكيد على الامتداد الإفريقي للمغرب، كما يأتي ليجسد انفتاح الجامعة على محيطها الحضاري ورغبتها في ضمان سبل الظهور للطاقات الطلابية الشابة المبدعة والخلاقة.