في خطوة تنذر بالمزيد من التصعيد بين آباء وأمهات وأولياء التلاميذ وأرباب مؤسسات التعليم الخصوصية، خاضت مجموعة اتحاد آباء وأمهات وأولياء تلاميذ مؤسسات التعليم الخاص بالمغرب، زوال أمس الجمعة، وقفات احتجاجية وطنية موحدة التوقيت، وموزعة على مقرات الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين والمديريات الإقليمية لوزارة التربية الوطنية، مطالبين عبرها الحكومة والوزارة الوصية بالتدخل لوقف الضغوطات التي يمارسها أرباب المؤسسات السالف ذكرها للحصول من الأسر على مبالغ مالية غير مستحقة. وقال محمد النحيلي، المنسق الوطني لمجموعة اتحاد آباء وأمهات وأولياء تلاميذ مؤسسات التعليم الخصوصية، في كلمة ألقاها خلال الوقفة التي نظمتها المجموعة أمام مقر الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الرباط–سلا- القنيطرة بحي الرياضبالرباط، "إن أرباب مؤسسات التعليم الخصوصي تعاملوا مع آباء وأمهات وأولياء التلاميذ تعاملا بعيدا عن روح التضامن والمعقول، إذ طالبوهم بأداء واجبات تمدرس الأبناء عن فترة الحجر الصحي، بالرغم من توقف الدراسة خلالها، وبالرغم من عدم الاستفادة من أي خدمات". ودعا النحيلي الحكومة والقطاع الوصي على هذه المؤسسات إلى كبح ممارسات أربابها الذين سبق أن طالبوا، دون وجه حق، بالاستفادة من صندوق التضامن الخاص بتدبير جائحة "كوفيد 19″، في حين لم تمسهم أي أزمة وكانوا قد حصلوا على واجبات التمدرس كاملة الخاصة بشهر مارس، كما عمدوا إلى تقديم ملفات 48 ألف أجير لديهم للاستفادة من الدعم. ويشير المتحدث إلى أن آباء وأمهات وأولياء التلاميذ لم يتهربوا من الأداء، ولكن يطالبون أن يكون الواجب المالي مقابل خدمة، وهو ما لم يحدث على اعتبار أن أبناءهم لم يستفيدوا من أية خدمات خلال توقف الدراسة. وأضاف، موضحا " أن مجموعة اتحاد الآباء والأمهات قدمت عرضا كمخرج من هذا الخلاف، ينبني على مبدأ الأداء مقابل الخدمة، بحيث تقترح أن يتم إعفاء جميع الآباء والأمهات الذين فقدوا عملهم جزئيا أو كليا خلال فترة الحجر الصحي من أداء واجبات تمدرس أبنائهم لشهور أبريل، وماي، ويونيو، فيما تؤدي بقية الأسر نسبة 50 في المائة من واجبات التمدرس الخاصة بشهري أبريل وماي و الإعفاء الكلي من واجبات شهر يونيو. وأعلن النحيلي رفض أسر التلاميذ المقاربة التي يحاول بعض أطر الوزارة الوصية فرضها لمعالجة هذا الملف، والمتمثلة في معالجة كل حالة على حدة، مشيرا إلى أن الملف يهم مليون و15 ألف تلميذ وتلميذة ، وآلاف الأسر، و10 مليون نسمة من المعنيين، ما يمثل ثلث ساكنة المغرب، في مواجهة أرباب 5000 مؤسسة تعليمية خاصة، وأن مجموعة اتحاد آباء وأمهات التلاميذ والتلميذات يتشبثون بفتح الحوار معهم لبحث سبل إيجاد حل جماعي يشمل جميع حالات الأسر ويطوي الخلاف بين الطرفين. ولفت إلى أن الأسر تطرح بكل موضوعية وتجرد مطالبها وهي قانونية لكون المدارس الخصوصية بالنسبة لمستوى التعليم الأولي، لم تقدم أية خدمات بعد توقف الدراسة خلال فترة الجائحة، مستغربا تجاوزات بعض المؤسسات والتي وصلت إلى حد المطالبة باستخلاص مصاريف النقل المدرسي الذي توقف منذ بداية الحجر الصحي، ومسجلا أن إحدى المدارس التي كانت قد أخذت شيكات على سبيل الضمان من أسر التلاميذ المسجلين لديها، بادرت إلى استخلاصها في فترة الحجر الصحي. ولوح النحيلي إلى إمكانية لجوء مجموعة الاتحاد إلى القضاء، ضد بعض ممثلي أرباب المدارس الخصوصية الذين استعملوا أوصافا وعبارات غير لائقة في وصف أسر التلاميذ الذين يتشبثون بحقهم ويرفضون أن يكونوا ضحية لأداء مستحقات دون موجب حق.