خرجت ساكنة منطقة فم الحصن بطاطا، صباح أمس الثلاثاء، للاحتجاج على إطلاق سراح مغتصب الطفلة إكرام ذات ست سنوات. وجابت الساكنة، وفق ما نقلته أشرطة فيديو وزعت على نطاق واسع، شوارع طاطا، غير آبهة بحالة الطوارئ الصحية، رافعة لافتات وشعارات منددة ليس فقط بجريمة بشعة أخرى تسجل في حق الطفولة، بل أيضا بمحاولة تمكين المعتدي من الإفلات من العقاب. وكشف بلاغ لمنتدى إفوس للديمقراطية وحقوق الإنسان أن عدة أطراف، من بينها عائلة المعتدي، تدخلت للضغط على أب الضحية لإرغامه على تحرير تنازل مكتوب عن متابعة الجاني، إذ سارعت تلك الأطراف إلى حمل التنازل إلى الجماعة خارج أوقات العمل لتذييله بطابع المصادقة على الإمضاء، حسب ذات البلاغ. وأوضح نفس المصدر أن السلطات الصحية المختصة أكدت لأب الضحية حادث الاغتصاب الذي تعرضت له ابنته إكرام، وأحالته، من أجل التأكد، على الطبيب المختص بالمستشفى الإقليمي بطاطا يوم الخميس 04 يونيو 2020 الذي سلمه شهادة طبية تثبت الاعتداء، مضيفا أنه تم وضع المشتبه به تحت الحراسة النظرية، ليتم إحالة ملفه على أنظار الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بأكادير الذي قرر يوم السبت الماضي، متابعته في حالة سراح مؤقت بكفالة وضمانة مالية. لكن، قبل ذلك، يضيف البلاغ، وقع أب الطفلة الضحية تنازلا كتابيا لصالح المتهم مساء يوم الجمعة 05 يونيو 2020 بجماعة فم الحصن تحت الضغط والإكراه، وتم تسليمه لسرية الدرك الملكي بفم الحصن. وفي اتصال هاتفي أجرته بيان اليوم مع مبارك أوتشرفت رئيس منتدى أفوس للديمقراطية وحقوق الإنسان بفم الحصن طاطا، أكد هذا الأخير أن المنتدى الذي تلقى بقلق شديد حادث الاعتداء الفظيع الذي تعرضت له الطفلة القاصر، طالب النيابة العامة بفتح تحقيق لتبيان الحقيقة، والتواصل مع الرأي العام في مثل هذه القضايا التي تهز الشعور الجماعي والضمير الإنساني. وأعلن مبارك أوتشرفت أن المنتدى الذي باشر اتصالات مع كل من اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان، ومع عدد من هيئات المجتمع المدني، ومع خمسة محامين تطوعوا للإنابة في هذا الملف المثير، دعا الدولة ومؤسساتها إلى الحرص على صيانة حقوق الطفل المنصوص عليها في القوانين الوطنية والدولية ذات الصلة، واتخاذ كافة الإجراءات العملية الكفيلة بحماية الطفولة وضمان الدفاع عن حقوقها، خاصة الأطفال الذين يتعرضون للعنف بجميع أشكاله. وأكد أوتشرفت أن المنتدى، بقدر ما يعلن تضامنه المطلق مع الطفلة الضحية، فإنه يندد بالتستر والشكوك التي تحوم حول هذه الجريمة، مجددا استعداده لتقديم كافة أشكال الدعم والمؤازرة بما فيها مباشرة خدمات مركز الاستماع والإرشاد القانوني والدعم النفسي للطفلة وأسرتها في هذه الظروف الصعبة.