تمكنت المديرية الجهوية لوزارة الثقافة لجهة العيون الساقية الحمراء، بتتسيق مع السلطات الإقليميةبالسمارة ووالي جهة العيون الساقية الحمراء، من فرض وقف الأشغال الجائرة التي تعرض لها موقع النقوش الصخرية ل “لغشيوات” بجماعة أمكالة بإقليمالسمارة من طرف شركة متخصصة في مقالع الأحجار. وأوضح بلاغ صادر عن المديرية الجهوية أنه، وفور ما تم إبلاغ مفتش المباني والمواقع التاريخية بالمديرية، بفضل فطنة حراس المحافظة، وانتقاله بسرعة إلى عين المكان، بادرت المديرية الجهوية لقطاع الثقافة بالعيون، في حينه، إلى التنسيق مع والي جهة العيون الساقية الحمراء وعامل إقليمالسمارة الذي أرسل، على الفور، إلى عين المكان، لجنة مكونة من ممثلي السلطات المحلية، وإدارة المياه والغابات، وممثل عن الجماعة الترابية أمكالة، ومفتش المباني التاريخية والمواقع بمديرية الثقافة، حيث تمت معاينة الأشغال الجائرة التي تعرض لها الموقع وفرضت اللجنة متعددة الأطراف، على الفور، إيقاف الأشغال، كما فرضت على الشركة المعنية الانسحاب من الموقع فورا وإرجاع الحالة إلى ما كنت عليه. وأبرز بلاغ مديرية وزارة الثقافة بالجهة أن هذا التخريب العمدي وقع يومي 3 و4 يونيو 2020، بناء على ترخيص يعود لسنة 1995 مسلم من قبل جماعة “الغشوات كلتة زمور” ومن طرف وزارة التجهيز، في حين أن الموقع أصبح، بعد التقسيم الإداري الجديد، تابعا لجماعة أمكالة التابعة للنفوذ الترابي لإقليمالسمارة.. هذا علما أن الموقع الأثري “لغشيوات” سبق أن تم تسجيله على لائحة التراث الوطني بمقتضى قرار وزير الثقافة رقم 17.352 الصادر بتاريخ 19 جمادى الأولى 1488 الموافق 17 فبراير 2017. وأكد ذات البلاغ أن موقع “لغشيوات” عرف في السنوات الأخيرة عدة عمليات تمثلت في إحداث محافظة، وإطلاق برنامج للبحث العلمي المشترك المغربي الفرنسي تحت إشراف خبراء مغاربة وفرنسيين، في إطار اتفاقية شراكة بين وزارة الثقافة والشباب والرياضة والمجلس الإقليمي للسمارة واللجنة الجهوية لحقوق الإنسان العيون- السمارة. كما عرف الموقع، وفق نفس المصدر، إحداث محمية طبيعية بيئية جاءت ثمرة اتفاقية شراكة وتعاون بين وزارة الثقافة والشباب والرياضة والمجلس الإقليمي للسمارة والمندوبية السامية للمياه والغابات. يذكر أن موقع “لغشيوات” يمتد على مساحة تقدر بأربعة عشر كيلومتر طولا وأربع كيلومترات عرضا، ويعتبر من المواقع الأثرية الأولى التي تحظي بأهمية كبرى ضمن قائمة التراث الوطني.