تعيش أندية الصفوة آخر أيام في الهواية في مدار كرة القدم، وتتأهب لدخول الإحتراف في الموسم المقبل، وتصر الجامعة على نقل ممارسة «الكرة» في النخبة إلى الإحتراف احتراما لقرارات الاتحاد الدولي «فيفا» وتنفيذا له وصونا لمصالح الأندية المغربية. لكن هل الأندية جاهزة للإحتراف، وهل تتوفر على الإمكانيات والطاقات والأدوات والآليات وما يحدده دفتر التحملات من شروط للانتقال؟ وبين ما يفرضه هذا الدفتر وواقع الحال مسافة كبيرة إن لم نقل هوة واسعة، والمتتبعون لما يجري ويدور في فضاءات كرة القدم الوطنية يتساءلون، وينتابهم الشك في إنجاح التحول. مجموعة من أندية النخبة في القسمين الأول والثاني تواجه مشاكل بالجملة ويعاني مسيروها، لاعبوها ومؤطروها وحتى الجماهير من واقع محمل بالهموم والمتاعب والإختلالات. وفي زمن ننتظر فيه إعلان الجامعة عن الفرق الناجحة في دخول الإحتراف تنفجر مشاكل في مجموعة من الفرق، وتابعنا ما حدث في فريق المغرب التطواني حيث قدم الرئيس عبد المالك أبرون استقالته مكرها عندما وجد نفسه يواجه ويصارع هول التكاليف في غياب دعم كافي من مؤسسات تطوان، واضطر إلى الجهر بالطلاق مرغما لما أدرك بالملموس أن المدينة بمختلف أجهزتها لم تنخرط لينتقل المغرب التطواني إلى الاحتراف، خاصة وأن الانتقال يفرض إمكانيات مادية ولوجيستية وضمانات وكفاءات ولا يستند على شخص أو أشخاص فقط. ولاحظنا كيف تم التعامل مع المشكل المندلع رغم وجود التعاقد بين اللاعبين والفريق؟.. هذا التعاقد الذي يسمح لكل طرف بالدفاع عن مصالحه بقوة القانون ويحرم مقاطعة التداريب والتباري ويصون حقوق اللاعبين والفريق، ولو تم تطبيق القانون لما خرج اللاعبون لنشر غسيل المغرب التطواني فوق أسلاك الفضيحة. لاعبون لهم عقود تربطهم بالفريق، وتحدد الحق والواجب، موضوعة لدى الجامعة. وهاهو الرئيس يستقيل مرغما ويتحول التسيير إلى المؤقت، والفريق مثقل بالديون، واللاعبون مطالبون بأداء غرامات مالية؟ فما دور مؤسسات المدينة حاليا، وفي هذا الظرف الصعب؟ وأين الذين دفعوا بالرئيس «أبرون» إلى الرحيل، هل أعدوا البديل؟ هذا نموذج لواقع مر في المجتمع الرياضي والتفاتة إلى الكوكب المراكشي تؤكد جسامة المشاكل في المدار، فالفريق المراكشي والدفاع الحسني الجديدي عاشا أزمات خانقة من مكتب مسير إلى لجنة مؤ قتة وانتهاء بلجنة للإنقاذ في انتظار الإحتراف وبأي عقليات نسير؟ وفرق أخرى عاجزة عن تسديد مستحقات اللاعبين والأطر التربوية والتقنية وتفتقر إلى البنية التحتية بأدنى المواصفات المطلوبة؟ هذا في القسم الأول ياحسرة، أما في القسم الثاني فالوضع أكثر ألما، فهل يسمع مسؤولو جامعتنا الموقرة أنين فرق تبكي: الشباب والاتحاد بالمحمدية، اتحاد طنجة، اتحاد تمارة، الطاس، الرشاد، اتحاد الفقيه بنصالح، وغيرهم ممن يواجهون هول التكاليف وضعف الدعم في مدنها، رغبتها كبيرة في الاحتراف، لكن العين بصيرة واليد قصيرة، وأهلها يتحملون على حساب رجال لعبور المرحلة بسلام. فمتى ينخرط الجميع في إنجاح المرحلة، وهل من مؤسسات مواطنة تنقل الكرة إلى الاحتراف؟